انقلابيو اليمن يكثّفون برامج التعبئة الطائفية في مدارس إب

الجماعة فرضت الجبايات للإنفاق على عناصرها وفعالياتها

أطفال استهدفهم الحوثيون في مراكز تطييف في إب اليمنية (إعلام حوثي)
أطفال استهدفهم الحوثيون في مراكز تطييف في إب اليمنية (إعلام حوثي)
TT

انقلابيو اليمن يكثّفون برامج التعبئة الطائفية في مدارس إب

أطفال استهدفهم الحوثيون في مراكز تطييف في إب اليمنية (إعلام حوثي)
أطفال استهدفهم الحوثيون في مراكز تطييف في إب اليمنية (إعلام حوثي)

كثّفت الميليشيات الحوثية في اليمن برامج التطييف والتعبئة الفكرية في مدارس محافظة إب، بالتزامن مع حملة واسعة للجباية من أجل تمويل فعاليات الجماعة والإنفاق على عناصرها، وفق ما ذكرته مصادر محلية.

المصادر أفادت بأن الجماعة الانقلابية أجبرت مئات المدارس الحكومية والأهلية في محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) على تخصيص برامج وأنشطة فكرية وتعبوية تستهدف أدمغة الطلبة، إضافة إلى فرض تزيين المدارس بالطلاء والزينة الخضراء وترديد شعاراتها والتبرع بالمال دعماً لذكرى «المولد النبوي» الذي حوّلته موسماً للجباية وتكريس أحقيتها في حكم اليمنيين.

كثَّف الحوثيون من مساعي فرض الطائفية والتغيير المذهبي (إعلام حوثي)

وأمر قادة الميليشيات في المحافظة - بحسب المصادر - عناصرهم الطائفيين بتكثيف مهام الرقابة والإشراف المباشر على تنظيم البرامج والأنشطة التعبوية بعموم المدارس في نطاق مركز عاصمة المحافظة (مدينة إب) و22 مديرية تابعة لها.

التحرك الحوثي في إب جاء تنفيذاً لتعميمات أصدرها مكتب التربية الخاضع للجماعة في إب، مع توعد الميليشيات التي تحكِم سيطرتها الكاملة على قطاع التعليم بإجراءات عقابية بحق مدارس إب غير الملتزمة بتطبيق برامجها.

وتزامن التوجه الانقلابي الذي طاول ولا يزال بالتعسف مئات المدارس ومنتسبيها في إب مع ارتكاب انتهاكات جديدة بحق التعليم في المحافظة، منها اقتحام مدارس وإجبار الطلبة والتربويين بالقوة على ترديد «الصرخة الخمينية»، وتعرض مدارس أخرى للإغلاق بعد إطلاق نافذين حوثيين الرصاص الحي عليها.

تطييف بالقوة

في مركز مديرية الرضمة شمال شرق محافظة إب، أفادت المصادر المحلية، بأن قيادياً حوثياً يدعى محمد الديلمي اقتحم مدرسة «السلام» بقرية «بيت مغنيز» بالمديرية ذاتها أثناء الطابور المدرسي، وأمر الطلبة والكادر التعليمي ترديد «الصرخة الخمينية»، قبل أن يقوم بإلقاء محاضرة قصيرة عليهم تحمل الفكر والمنهج الطائفي.

جانب من وقفة احتجاجية سابقة لمعلمين يمنيين مطالبين برواتبهم (إكس)

وتحدثت مصادر تربوية عن رفض الطلبة والتربويين في المدرسة ترديد شعار الميليشيات، وأنهم خاطبوا القيادي الحوثي بأنهم اعتادوا على ترديد الهتافات الوطنية.

وإثر ذلك، أجرى القيادي الحوثي - بحسب المصادر - جولة سريعة عقب انتهاء الطابور المدرسي إلى الفصول الدراسية عله يقنع الطلبة بترديد «الصرخة الخمينية» داخل فصولهم وتوثيق ذلك لإرساله إلى كبار قادته، لكنه فوجئ مرة أخرى برفض الطلبة ترديد الشعار.

ووصف أحد التربويين في المدرسة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ذلك المشهد بأنه ينم عن حالة الرفض المجتمعي الواسع في محافظة إب، وغيرها للجماعة الحوثية وأفكارها ومشروعاتها الطائفية الدخيلة.

مدارس مغلقة

واصلت الجماعة الانقلابية للأسبوع الثاني على التوالي إغلاق مدرسة «بلال بن رباح» في منطقة «ميتم» بمدرية ريف إب، بعد تعرضها لإطلاق الرصاص على يد قيادي موالٍ للجماعة يدعى عبد الرحمن العلفي لأسباب غير معلومة؛ ما تسبب بحالة هلع وخوف في أوساط الطلبة والكادر التربوي.

واكتفت أجهزة أمن الميليشيات بإغلاق المدرسة، بينما لم تحرك ساكناً عند تلقيها لإلقاء القبض على العنصر الموالي لها وتقديمه للمحاكمة حيال الاعتداء بالرصاص الحي على حرم المدرسة أثناء الدوام المدرسي.

معلمة يمنية تركت مدرستها وتوجهت للعمل في إحدى الأسواق لإطعام أطفالها (الشرق الأوسط)

وكانت تقارير محلية وأخرى دولية اتهمت الميليشيات الحوثية بمواصلة ارتكابها جرائم وانتهاكات متعددة بحق قطاع التعليم ومنتسبيه في عموم المناطق تحت سطوتها.

من جهتها، كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن عجز أكثر من مليوني طفل يمني عن الالتحاق بالتعليم، مؤكدة أن 20 في المائة من المدارس الأساسية مغلقة، بسبب النزاعات المسلحة وأشكال العنف الأخرى.

وقالت اللجنة في بيان حديث، إن التعليم في اليمن يتعطل بسرعة وبشدة بسبب النزاعات المسلحة وأشكال العنف الأخرى، لا سيما الهجمات والتهديدات التي يتعرَّض لها التلاميذ والمعلمون.


مقالات ذات صلة

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً جديدةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

نبه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات مثل الحرارة الشديدة والجفاف والفيضانات

محمد ناصر (تعز)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.