مصر تؤكد دعمها تشاد في مكافحة «الإرهاب والتطرف»

عبد العاطي دعا إلى تبني «مقاربة شاملة» تراعي الأبعاد الاجتماعية والفكرية

محادثات بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)
محادثات بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها تشاد في مكافحة «الإرهاب والتطرف»

محادثات بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)
محادثات بدر عبد العاطي في تشاد (الخارجية المصرية)

أكدت مصر حرصها على دعم تشاد في مكافحة «الإرهاب» والتطرف، داعية إلى تبني «مقاربة شاملة» تراعي الأبعاد الفكرية والاجتماعية.

ووصل وزير الخارجية والهجرة المصري، الخميس، إلى العاصمة التشادية نجامينا في مستهل زيارة رسمية، وعقد لقاء مع وزير الشؤون الخارجية والتكامل الأفريقي التشادي، عبد الرحمن غُلام الله، تناول المستجدات الإقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف.

وشدد وزير الخارجية المصري، خلال اللقاء، على «حرص بلاده على تقديم الدعم لتشاد لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية ذات الصلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف»، وأشار إلى «أهمية تبني مقاربة شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والأمنية والفكرية».

وفي هذا السياق، ثمن عبد العاطي «الدور المحوري الذي يقوم به الأزهر الشريف في تشاد في مكافحة الفكر المتطرف، وكذلك دور مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في بناء القدرات في مجالات مكافحة الفكر المتطرف والجريمة المنظمة عابرة الحدود».

وتصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، وأعلنت تشاد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مقتل 40 جندياً في هجوم إرهابي على قاعدة عسكرية غرب البلاد، عُد الأعنف خلال العام الجاري.

وتُوصف تشاد بأنها الدولة الأكثر نشاطاً في الحرب على الإرهاب، وسبق أن خاض جيشها المدرب على ملاحقة الإرهابيين عمليات عسكرية عدة في بقية دول الساحل، خصوصاً مالي والنيجر، ومن أشهر العمليات التي قادها الجيش التشادي كانت عام 2013 ضد معاقل «القاعدة» في شمال مالي.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، في إفادته، الخميس، إن اللقاء بين عبد العاطي وغُلام الله، «شهد تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية، وعلى رأسها التطورات في السودان والتي تؤثر بشكل مباشر على كل من مصر وتشاد، حيث تعد مصر وتشاد أكثر الدول استقبالاً للنازحين من السودان».

وفي يوليو (تموز) الماضي، توافقت مصر وتشاد على ضرورة دعم جهود وقف إطلاق النار في السودان الذي يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة «تستوجب التدخل العاجل لتخفيفها» بحسب إفادة رسمية للرئاسة المصرية عقب استقبال الرئيس المصري نظيره التشادي في القاهرة.

وتناول الوزيران تطورات الأوضاع في ليبيا، وفي منطقتي الساحل والقرن الأفريقي، فضلاً عن الأمن المائي المصري، حيث أكد عبد العاطي أنه «أمر لا تهاون فيه»، بحسب المتحدث باسم الخارجية المصرية.

وأقامت إثيوبيا «سد النهضة» على رافد نهر النيل الرئيس، وسط اعتراضات من دولتَي المصب؛ مصر والسودان، للمطالبة باتفاق قانوني ينظم عمليات ملء وتشغيل السد، بما لا يضر بحصتيهما المائية.

وقال تميم خلاف إن وزير الخارجية المصري أشاد خلال اللقاء بالروابط التاريخية والثقافية التي تجمع البلدين، مؤكداً أن «زيارته تأتي في إطار الحرص على الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية»، مشيراً في هذا الصدد إلى زيارة الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، إلى مصر في يوليو الماضي، واللقاءات المتبادلة بين مسؤولي البلدين «ما يعكس الالتزام المشترك بتعزيز التعاون الثنائي وتنسيق المواقف بالنسبة للتطورات في الإقليم».

وأكد عبد العاطي، الذي اصطحب معه إلى نجامينا وفداً من ممثلي كبرى الشركات المصرية، على «أهمية الارتقاء بمستوى التبادل التجاري بين البلدين واستكشاف الفرص المتاحة لزيادة الاستثمارات»، بحسب المتحدث الرسمي.

وأشار إلى «أهمية زيادة الدورات التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، وتوفير العديد من المنح في التخصصات المختلفة للطلاب التشاديين في الجامعات المصرية، والتوسع في برامج تدريب الدبلوماسيين التشاديين في القاهرة».

وشهدت الزيارة الإعلان عن تسيير قافلة طبية مصرية في مجال طب العيون لدعم القطاع الصحي في تشاد، واتفق الوزيران على عقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت، لبحث سبل تعزيز أطر التعاون القائمة ودفع العلاقات الثنائية، وفق إفادة المتحدث الرسمي.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره المصري «الاستقرار» الإقليمي

المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني (رويترز)

وزير الخارجية السوري يبحث مع نظيره المصري «الاستقرار» الإقليمي

كشف وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني اليوم أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره المصري بدر عبد العاطي، ناقشا فيه أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا مصر تنوي تطبيق رسوم جمركية على الجوالات الواردة من الخارج (رويترز - أرشيفية)

مصريون ينتقدون «رسوم» الجوالات المستوردة

فيما تعتزم الحكومة المصرية تطبيق رسوم جمركية على الجوالات الواردة من الخارج انتشرت مطالبات «سوشيالية» بوقف هذا القرار وسط انتقادات شعبية.

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق أزمة الغلاء تُلقي بظلالها على بداية العام الجديد في مصر (الشرق الأوسط)

«نريد عاماً مستعملاً»... مصريون يستقبلون 2025 بـ«كوميكسات» ساخرة

في الساعات الأخيرة من كل عام، يكتب مصريون عبارات مفعمة بالبهجة والتفاؤل والأمنيات السعيدة عبر حساباتهم على «السوشيال ميديا».

عبد الفتاح فرج (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسرحية «نوستالجيا 80 - 90» (البيت الفني للمسرح)

عروض مسرحية قديمة في «بداية السنة الجديدة» بمصر

مع بداية العام الجديد، تشهد المسارح المصرية 6 عروض قديمة (عرضت في مواسم سابقة)، بعضها على مسارح الدولة (القطاع العام)، وهي «نوستالجيا 80/90»، و«الأرتيست».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق أسماك القرش تتسبب في حوادث بالمياه العميقة (أ.ب)

تكرار حوادث مهاجمة أسماك القرش للبشر في البحر الأحمر يثير تساؤلات

أعاد حادث مقتل سائح وإصابة آخر في هجوم لأسماك القرش بالبحر الأحمر بمصر إثارة التساؤلات بشأن أسباب ظهورها بمياه البحر الأحمر ومهاجمتها للبشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

توتر عسكري جنوب ليبيا بعد سيطرة قوات حفتر على معسكر لـ«الرئاسي»

اجتماع صدام حفتر مع وفد قبيلة المزاوغة (رئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني)
اجتماع صدام حفتر مع وفد قبيلة المزاوغة (رئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني)
TT

توتر عسكري جنوب ليبيا بعد سيطرة قوات حفتر على معسكر لـ«الرئاسي»

اجتماع صدام حفتر مع وفد قبيلة المزاوغة (رئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني)
اجتماع صدام حفتر مع وفد قبيلة المزاوغة (رئاسة أركان القوات البرية بالجيش الوطني)

سادت في جنوب ليبيا حالة من التوتر العسكري، إثر انتشار تقارير تحدثت عن سيطرة قوات المشير خليفة حفتر على معسكر تابع للمجلس الرئاسي، وفي غضون ذلك نفى رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، تحذيره من «اندلاع حرب» في البلاد.

وكانت مناوشات عسكرية قد جرت في مناطق بالجنوب بين قوات تابعة لـ«الجيش الوطني»، بقيادة حفتر، وأخرى تابعة للمجلس الرئاسي. غير أن المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، و«الجيش الوطني»، التزما الصمت حيال تقارير تحدثت عن سيطرة قوات حفتر على معسكر «تيندي» بمنطقة سبها العسكرية التابعة للمجلس الرئاسي في مدينة أوباري (جنوب غرب)، واتهم مصدر بالجيش «المجموعة المسلحة الموجودة في المعسكر بعدم الالتزام باتفاق سابق، بشأن المشاركة في حفظ الأمن في أوباري»، وقال إنها «كانت تخطط لزعزعة أمن الجنوب، رغم تحذيرها مراراً».

وسائل إعلام محلية تحدثت عن اقتحام قوات تابعة لرئاسة أركان القوات البرية التي يترأسها صدام حفتر للمعسكر (أ.ف.ب)

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن اقتحام قوات تابعة لرئاسة أركان القوات البرية، التي يترأسها صدام حفتر، للمعسكر، فيما وصف بأنه «خرق واضح للهدنة».

وتجاهل صدام هذه التطورات، لكنه أشاد خلال اجتماعه، مساء الاثنين، في بنغازي بمجلس شيوخ قبيلة المزاوغة، بدورها في دعم «الجهود الرامية لتحقيق المصالحة الوطنية»، مُشيداً بمواقفها المشرفة وإسهاماتها في تعزيز الوحدة.

في شأن مختلف، قال المركز الإعلامي لصالح، في بيان مقتضب، الاثنين، إن الرسالة المنسوبة إليه، والموجهة إلى مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، بشأن تصاعد وتيرة التهديد والوعيد، التي يطلقها الخصوم السياسيون، وتخوفه من خرق اتفاق إطلاق النار، الذي رعته الأمم المتحدة عام 2020، «مزورة وغير صحيحة».

صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه مع رئيس ديوان المحاسبة بالمنطقة الشرقية (مكتب صالح)

في غضون ذلك، وجهت بعثة الأمم المتحدة في بيان مقتضب، الثلاثاء، التهنئة لليبيين بحلول العام الميلادي الجديد، معربة عن أملها في أن يكون «عام تدارك الفرص الضائعة وبداية عهد جديد»، مشيرة إلى مشاركتها الليبيين تطلعاتهم في التوصل لحلول مستدامة، بقيادة وملكية ليبية، «تمهد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتعيد توحيد مؤسسات الدولة، وتضع الأسس لمستقبل آمن ومزدهر للجميع».

في شأن مختلف، قال صالح، إنه وجه خلال اجتماعه مع رئيس ديوان المحاسبة، عمر عبد ربه، مساء الاثنين بمدينة القبة، ببذل المزيد من الجهود التي تكفل تطبيق القانون، وحماية الأموال العامة وصونها من العبث والإهدار، ومحاسبة المتسببين فيها.

وبعدما اعتبر أن «الجميع تحت طائلة القانون ولا يعلوه أحد»، أشاد صالح بعمل الديوان لتحقيق أهدافه في حماية الأموال العامة من الاعتداء.

من جانبها، قالت حكومة «الوحدة» الوطنية إن وزيرها للدولة للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، ناقش مع نائب السفير الإيطالي، ريكاردو فيلا، تطورات الوضع السياسي المحلي والدولي، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار السياسي، وإنجاز الاستحقاقات الوطنية المرتقبة. كما أكد الطرفان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم المسار السياسي الليبي، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي نحو الاستقرار والتنمية.

وبعدما ناقشا أهمية إيجاد آلية فعالة لتوحيد الإنفاق الحكومي، من أجل ضمان تحقيق الشفافية، وإيقاف الإنفاق الموازي الذي يعرقل استقرار المؤسسات الاقتصادية والمالية، أكد المسؤولان على أن توحيد الإنفاق يعد «خطوة أساسية لتعزيز الحوكمة المالية ودعم الاقتصاد الوطني».

إلى ذلك، أصدرت المفوضية الوطنية للانتخابات، الثلاثاء، قرارات بتشكيل مجالس 56 بلدية منتخبة، تتضمن قائمة بأسماء عميد وأعضاء المجلس في كل بلدية من البلديات، بعد انتهاء عملية انتخاب عمداء البلديات التي أجريت خلال اليومين الماضيين بمقرات مكاتب الإدارة الانتخابية للبلديات المستهدفة.

وكانت المفوضية قد أعلنت فوز الزائرة المقطوف بمنصب عميد بلدية زلطن، خلال عملية انتخاب عميد البلدية، التي أجريت بمقر مكتب الإدارة الانتخابية في الساحل الغربي، في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ الليبي، وفي مسيرة الديمقراطية والانتخابات.

عميدة بلدية زلطن المنتخبة (المفوضية العليا للانتخابات)

واعتبرت المفوضية هذا الفوز تتويجاً لجهود وحدة دعم المرأة بالمفوضية، ومساعيها في توفير أفضل الظروف لمشاركة المرأة في الانتخابات، وتوفير فرص لزيادة مقاعد النساء في المجالس البلدية، وقالت إن الفوز يؤكد قدرات النساء الليبيات على خوض معترك المنافسة السياسية، والفوز وفق أعلى معايير النزاهة والمصداقية.

كما عدت فوز المقطوف «خطوة مهمة نحو تعزيز تمثيل المرأة في المناصب القيادية»، ويؤكد على قدراتها وإمكاناتها، ويعكس إصرار النساء على السعي لتحقيق طموحاتهن والمساهمة الفعالة في بناء الوطن.