منع الإعلام الرسمي من بث المبادرات الداعمة للمرشحين لـ«رئاسية» موريتانيا

بعد شكاوى كثيرة لمرشحي المعارضة

ولد الغزواني خلال تقديمه ملف ترشحه للمجلس الدستوري (الشرق الأوسط)
ولد الغزواني خلال تقديمه ملف ترشحه للمجلس الدستوري (الشرق الأوسط)
TT

منع الإعلام الرسمي من بث المبادرات الداعمة للمرشحين لـ«رئاسية» موريتانيا

ولد الغزواني خلال تقديمه ملف ترشحه للمجلس الدستوري (الشرق الأوسط)
ولد الغزواني خلال تقديمه ملف ترشحه للمجلس الدستوري (الشرق الأوسط)

بعد شكاوى كثيرة من طرف أحزاب ومرشحي المعارضة، قررت السلطات العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا) في موريتانيا منع وسائل الإعلام الحكومية من بث المبادرات الداعمة للمرشحين للانتخابات الرئاسية، وفق ما أوردته صحف محلية عدة.

وقالت «الهابا» إنه قد وصل إليها رسالة شكوى مقدمة من طرف مرشحين للانتخابات الرئاسية حول «مخرجات بعض وسائل الإعلام العمومي في الفترة الأخيرة»، وأضافت أنها استقبلت ممثلاً عن المرشحين، وأطلعته على الإجراءات المتخَذة لضمان النفاذ العادل لمختلف المترشحين إلى وسائل الإعلام خلال هذه الفترة السابقة على الحملة الانتخابية.

كما أوضحت «الهابا» أن من بين الإجراءات التي اتخذتها «تأمين نفاذ عادل في فترة ما قبل الانتخابات، ووقف جميع البرامج التي قد يتداخل فيها البعد الخيري بالبعد الدعائي، والحرص في التغطيات على التفريق الصارم بين مكانة رئيس الجمهورية بوصفه رئيساً للجمهورية وموقعه بوصفه مترشحاً للرئاسيات، وواجب مراعاة منسوب التغطية للمتطلبات القانونية الناظمة للحالتين»، مشيرة إلى أن من بين هذه الإجراءات «تحقيق المساواة الكاملة في النفاذ لوسائل الإعلام العمومية بين المترشحين في الحملة الانتخابية وفي الجبهات الثلاث: الإخبارية والإعلانية والإعلامية».

كما لفتت «الهابا» إلى أن من بين هذه الإجراءات وقف تغطية المبادرات الداعمة للمترشحين، والاعتماد على نشاطات الأحزاب السياسية والمترشحين، مؤكدة حرصها على «الاضطلاع بدورها الكامل في تأمين النفاذ العادل لكل المترشحين، وفق الضوابط القانونية التامة، وانفتاحها التام على المعالجة الفورية والقانونية لمختلف الشكاوى، الواردة إليها من مختلف المترشحين».

وكان مرشحو المعارضة للانتخابات الرئاسية قد هددوا بمقاطعة الحصص المجانية، متهمين الإعلام العمومي بأنه تحول إلى «منصات دعاية انتخابية لمرشح بعينه» في السباق الرئاسي، في إشارة لمرشح الأغلبية الحاكمة محمد ولد الغزواني، وذلك في بيان مشترك لخمسة مرشحين هم: أتوما أنتوان سليمان سومارى، وبيرام الداه إعبيد، وحمادي سيد المختار، العيد محمذن إمبارك، مامادو بوكار با.

وتعد هذه المرة الأولى التي يلوّح فيها مرشحو المعارضة بمقاطعة الحصص المجانية بوسائل الإعلام العمومية.



تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
TT

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)

قضت محكمة تونسية، مساء أمس (الجمعة)، بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر في قضية تتعلق بانتقادها لهيئة الانتخابات، بحسب ما أكد محاميها نافع العريبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أصدرت محكمة ابتدائية حكماً بالسجن لمدّة عامين بحقّ موسي لانتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023.

وأصدرت المحكمة حُكمها بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين. وأوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج. وأعلنت بعد ذلك ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن هيئة الانتخابات رفضت ملفها لعدم استكمال الوثائق وجمع تواقيع التزكيات اللازمة. وتواجه موسي تهماً خطيرة في قضايا أخرى، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة».

وجاء هذا القرار، بعد أن قال علي البجاوي، المحامي ورئيس هيئة الدفاع عن رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن وضعها الصحي في السجن «متدهور ولا يبشر بخير»، وذلك بعد أن قام بزيارتها في السجن الخميس، مشيراً إلى أنها «تعاني من ضعف وحالة إنهاك شديد».

مظاهرة نظمها مؤيدون لعبير موسي ضد المرسوم 54 الذي أصدره الرئيس سعيد (أ.ف.ب)

وتابع البجاوي موضحاً: «وزنها يتراجع بسبب النقص في التغذية، كما تعاني من أوجاع في الكتف والرقبة»، مبرزاً أن رئيسة «الحزب الدستوري الحر» أجرت تحاليل وخضعت لكشوفات طبية لم يتم الاطلاع على نتائجها بعد. وتواجه موسي، وهي من بين المعارضين الرئيسيين للرئيس الحالي قيس سعيد، تهمة «الاعتداء القصد منه تبديل هيئة الدولة»، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وتعود هذه التهمة إلى قضية «مكتب الضبط» للقصر الرئاسي، حين توجهت موسى إليه لإيداع تظلم ضد مراسيم أصدرها الرئيس قيس سعيد، وأصرت على إيداعه لدى المكتب، قبل أن يتم إيقافها من قبل الأمن وإيداعها لاحقاً السجن.

وعلى أثر ذلك، تقدمت هيئة الدفاع بطعن ضد قرار قضاة التحقيق. وقال المحامي البجاوي إنه «لا توجد جريمة، ورئيسة الحزب قدمت تظلمها وفق الإجراءات القانونية». وعلاوة على ذلك، تلاحق موسي أيضاً في قضايا أخرى، من بينها قضية قامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتحريكها ضدها بتهمة نشر «معلومات مضللة» عن الانتخابات التشريعية لعام 2022، بعد إطاحة الرئيس سعيد بالنظام السياسي السابق في 2021، وصدر حكم ضدها بالسجن لسنتين في هذه القضية، لكن هيئة الدفاع تقدمت بطعن ضده.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

وخلف القضبان تقبع شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وعصام الشابي وغازي الشواشي، المتهمين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبقا أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا عن ذلك. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيس التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المائة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».