السلطات الليبية «تحرر» عشرات المهاجرين المخطوفين

أحبطت تهريب 30 شخصاً ينتمون لجنسيات عربية إلى أوروبا

مهاجرون تم ضبطهم في زوارة الليبية قبل تهريبهم عبر البحر (قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية)
مهاجرون تم ضبطهم في زوارة الليبية قبل تهريبهم عبر البحر (قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية)
TT

السلطات الليبية «تحرر» عشرات المهاجرين المخطوفين

مهاجرون تم ضبطهم في زوارة الليبية قبل تهريبهم عبر البحر (قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية)
مهاجرون تم ضبطهم في زوارة الليبية قبل تهريبهم عبر البحر (قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية)

تمكنت السلطات الأمنية في شرق ليبيا وغربها من «تحرير» عشرات المهاجرين غير النظاميين، كانوا محتجزين لدى «عصابات تتاجر في البشر»، وجاء ذلك عقب إعلان المنظمة الدولية للهجرة عن ترحيل 80 ألف مهاجر إلى دولهم، منذ عام 2015 ضمن برنامج «الهجرة الطوعية».

وقال مكتب الإعلام الأمني بوزارة الداخلية الليبية بشرق ليبيا إن غرفة الطوارئ الأمنية المشتركة في منطقة الجنوب الشرقي «تمكنت من اقتحام وكر لعصابة إجرامية كانت تستخدمه مركزاً لاستغلال وإيذاء المهاجرين في مدينة الكفرة».

وأوضح المكتب أنه بعد عملية المداهمة تمكنت القوات من العثور على «كميات كبيرة من الذخائر الثقيلة»، كما «تم إنقاذ عشرات من المهاجرين الذين كانوا محتجزين في المخازن السرية»، لافتاً إلى أن المهاجرين أكدوا أنهم «كانوا يتعرضون للتعذيب والاعتداءات الجنسية».

بعض المهاجرين الذين تم ضبطهم في زوارة الليبية قبل تهريبهم عبر البحر (قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية)

كما نوه المركز الإعلامي إلى أن قوات غرفة الطوارئ تمكنت من اعتقال المسؤول عن «هذا النشاط الإجرامي»، واتخذت حياله الإجراءات القانونية تمهيداً لتقديمه للعدالة.

وكان الحقوقي الليبي طارق لملوم قد تحدث عن «تحرير» أكثر من ألف مهاجر غير نظامي، بفضل جهود غرفة الطوارئ المشتركة بالجنوب الشرقي، من بينهم نساء وأطفال كانوا محتجزين في بيوت بالكفرة وضواحيها، اتخذتها العصابات مخازن يتم فيها اعتقال المهاجرين.

وعبر لملوم عن صدمته للعثور على مئات المهاجرين المحتجزين في منازل يملكها ليبيون. مبرزاً أن قوات الأمن قبضت على أكثر من 30 ليبياً وأجنبياً يرجح أنهم «متورطون في هذه الجرائم».

وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة في بيان نشرته، مساء (الأربعاء)، أن هناك 80 ألف مستفيد من برنامج العودة الطوعية الإنسانية، يوجد بينهم 2.733 ضحية للاتجار، و843 طفلاً وطفلة غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم، بالإضافة إلى 5.144 مهاجراً ذوي احتياجات طبية.

في السياق ذاته، قالت «قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية»، اليوم (الخميس)، إنها نجحت في إحباط تهريب نحو 30 مهاجراً غير نظامي من مدينة زوارة (غرب) عبر البحر المتوسط.

وأوضحت القوة في بيانها أن إحدى دورياتها تمكنت من ضبط المهاجرين الذين ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة: «كانوا يستعدون للهجرة إلى الشواطئ الأوروبية عبر البحر بمدينة زوارة». لافتة إلى أنه تم نقلهم إلى مقر قوة دعم المديريات بالمنطقة الغربية، قصد استكمال الإجراءات القانونية وتسليمهم إلى جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة.

ويوفر برنامج «العودة الطوعية الإنسانية» مساعدات منقذة للحياة وآمنة وكريمة وسريعة للمهاجرين، في سياق عمليات الطوارئ ذات السياقات الأمنية والعمليات المعقدة، ويتم تمويل البرنامج في ليبيا من قبل الاتحاد الأوروبي، وكذلك من قبل حكومتي إيطاليا وسويسرا.

ولطالما كانت ليبيا بلد عبور ومقصداً رئيسياً للمهاجرين القادمين من جميع أنحاء أفريقيا. لكن العديد من المهاجرين يواجهون صعوبات شديدة، ويجدون أنفسهم وقد تقطعت بهم السبل في ليبيا، مع خيارات محدودة للعودة إلى ديارهم إذا أرادوا ذلك.


مقالات ذات صلة

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

شمال افريقيا المنفي خلال حضور حفل العشاء مع الرئيس الأميركي (المنفي)

توتر أمني مفاجئ غرب العاصمة الليبية

أعلن أعضاء في مجلس النواب الليبي، أن جلسته المرتقبة، الاثنين المقبل، ستخصص للمصادقة على اعتماد تعيين محافظ المصرف المركزي للبلاد ونائبه.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي خلال لقاء خوري بمقر «المجلس الرئاسي» في طرابلس الشهر الماضي (المجلس الرئاسي الليبي)

تجدد الخلافات حول «الميزانية الموحدة» يفجِّر مخاوف الليبيين

أبدى سياسيون ومحللون ليبيون تخوفهم من وقوع أزمة جديدة تتعلق بالمطالبة بـ«قانون موحد للميزانية»، بينما لا تزال البلاد تتعافى من تأثير أزمة المصرف المركزي.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا مستشارو المحكمة الدستورية العليا عقب أداء اليمين أمام نائب رئيس مجلس النواب الليبي (المجلس)

ليبيا: «قانون الدستورية العليا» يجدد الجدل بين «الرئاسي» والبرلمان

تصاعدت حالة من الجدل في ليبيا بعد أداء مستشاري المحكمة الدستورية العليا اليمين القانونية، أمام مجلس النواب، في ظل معارضة واسعة من المجلس الرئاسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا المنفي يلتقي البرهان على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة (المجلس الرئاسي الليبي)

11 دولة تدعو ليبيا لضخ النفط... وإخراج «المرتزقة»

حثت أميركا ودول أوروبية وعربية الأطراف الليبية كافة على العمل لاستئناف إنتاج وتصدير النفط «بالكامل دون تعطيل أو تدخل أو تسييس».

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من الحضور خلال توقيع اتفاق ينهي أزمة الصراع على مصرف ليبيا المركزي (البعثة الأممية)

اتفاق يطوي أزمة «المركزي» الليبي

بحضور دبلوماسي عربي وغربي، وقّع ممثلان عن مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا اتفاقاً يقضي بتعيين محافظ مؤقت للمصرف المركزي ونائب له.

جمال جوهر (القاهرة)

رئيس وزراء الصومال: نواجه تهديداً خطيراً جراء تصرفات إثيوبيا

حمزة عبدي بري يلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
حمزة عبدي بري يلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
TT

رئيس وزراء الصومال: نواجه تهديداً خطيراً جراء تصرفات إثيوبيا

حمزة عبدي بري يلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)
حمزة عبدي بري يلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ب)

اتهم رئيس وزراء الصومال، حمزة عبدي بري، أمس (الجمعة)، إثيوبيا، بالقيام بتصرفات «تنتهك بشكل صارخ» سيادة بلاده، وذلك في أعقاب إعلان أديس أبابا المفاجئ عزمها استئجار شريط ساحلي في إقليم أرض الصومال الانفصالي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعيش المنطقة حالة حذر منذ إعلان إثيوبيا في يناير (كانون الثاني) أنها تنوي بناء قاعدة بحرية وميناء تجاري في المنطقة.

وتسعى إثيوبيا الدولة غير الساحلية للحصول على منفذ بحري منذ فترة طويلة، لكن هذه الخطوة تثير غضب الصومال الذي يرفض الاعتراف بالاستقلال الذي أعلنه إقليم أرض الصومال عام 1991.

وقال حمزة عبدي بري في الجمعية العامة للأمم المتحدة «يواجه الصومال حالياً تهديداً خطيراً جراء تصرفات إثيوبيا الأخيرة التي تنتهك بشكل صارخ سلامة أراضينا».

وأضاف: «محاولة إثيوبيا ضم جزء من الصومال تحت ستار تأمين منفذ بحري هي غير قانونية ولا ضرورية».

ورفض وزير الخارجية الإثيوبي تايي أتسكي سيلاسي انتقادات رئيس الوزراء الصومالي.

ورد أيضاً أمام الجمعية العامة بأن «اتفاقيات مماثلة أبرمتها دول أخرى، وليس هناك من سبب يدعو حكومة الصومال إلى إثارة العداء الذي يهدف بوضوح إلى التغطية على توترات سياسية داخلية».

ويهدد الصومال بطرد القوات الإثيوبية المنتشرة ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي ضد مسلحي «حركة الشباب» منذ عام 2007.

كما وقعت مقديشو اتفاقية عسكرية مع القاهرة شهدت تسلم الصومال شحنات أسلحة، ما أثار قلق الإثيوبيين الذين يقولون إن هذه الأسلحة قد تقع في أيدي «حركة الشباب».

ومن المقرر أن يتم تجديد بعثة الاتحاد الأفريقي بنهاية العام، وقد عرضت مصر للمرة الأولى إرسال قوات لتحل مكان القوات الإثيوبية.