داهمت السلطات الأمنية في مدينة بنغازي الليبية وكراً كان خاضعاً لإحدى عصابات الاتجار في البشر بمدينة الكفرة (جنوب شرق)، وحررت 109 مهاجرين غير نظاميين، في وقت أعلن فيه جهاز البحث الجنائي أن غرفة الطوارئ الأمنية المشتركة تمكنت من ضبط 120 مهاجراً آخرين في المدينة نفسها.
وتعد هذه المداهمة الأمنية واحدةً من عشرات العمليات، التي تكشف عنها الأجهزة بشرق وغرب ليبيا لـ«أوكار سرية»، يتم فيها تخزين المهاجرين المخطوفين. فيما يرصد حقوقيون ليبيون أن «جرائم عديدة ترتكب في هذه الأوكار، من بينها تعذيب المخطوفين، وإجراء صفقات لبيعهم».
وأوضح جهاز البحث الجنائي في ليبيا أن قوات الأمن في منطقة الجنوب الشرقي تمكنت من تحرير 109 مهاجرين غير نظامين، يحملون الجنسية الأفريقية كانوا محتجين في أحد المواقع، التي تتخذها إحدى العصابات الإجرامية وكراً لها في مدينة الكفرة.
وكان من بين من تم تحريرهم 10 أشخاص مصابين إصابات متفاوتة جراء إخضاعهم للتعذيب، الذي تعرضوا له داخل موقع الاحتجاز على أيدي الخاطفين، الذين طالبوا أهالي المختطفين بدفع فدية مالية لإطلاق سراحهم.
وأبرز الجهاز أن قوات الغرفة المشتركة هدمت الوكر، الذي كانت العصابة تتخذه، مشيرة إلى أن من بين المحررين 39 امرأة و58 رجلاً، بالإضافة إلى طفلين.
ويرى حقوقيون ليبيون أن هذه الأوكار، التي تكشف عنها الأجهزة وتداهمها، «عادة ما تكون معلومةً لها، لكنهم يعلنون عن ذلك في أوقات معينة»، متحدثين عن «عمليات اتجار واسعة تجرى في المهاجرين بين العصابات، وأحياناً تتورط بعض الأجهزة في هذه التجارة».
ونشرت الإدارة العامة للبحث الجنائي مقطع فيديو لقواتها وهي تهدم المنزل، الذي كان المهاجرون محتجزين فيه. وتضمن مقطع آخر لقطات لمهاجرين وعلى أجسادهم آثار تعذيب. وشُوهد عمال إغاثة، وهم يحملون بعض المهاجرين نحو سيارة إسعاف.
وتبعد الكفرة عن العاصمة طرابلس حوالي 1712 كيلومتراً. وأصبحت ليبيا محطة عبور للمهاجرين الفارين من الصراعات والفقر إلى أوروبا، في طريق خطير عبر الصحراء والبحر الأبيض المتوسط، بعد الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011.
وتظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن ليبيا الغنية بالنفط تؤوي 704369 مهاجراً من أكثر من 43 جنسية، حسب بيانات جُمعت من 100 بلدية ليبية في منتصف عام 2023.
وفي مارس (آذار) الماضي قالت المنظمة الدولية للهجرة إن إدارة البحث الجنائي عثرت على جثث 65 مهاجراً على الأقل في مقبرة جماعية بجنوب غرب ليبيا. وفي عملية ثانية، أوضح جهاز البحث الجنائي ليبيا أن غرفة الطوارئ الأمنية المشتركة ضبطت 120 مهاجراً في مدينة الكفرة، خلال توقيف سيارات كانت تقلهم إلى عصابة للاتجار بالبشر، بقصد تهريبهم إلى مكان قريب من البحر.
وتنشط في ليبيا عصابات متخصصة في تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى دول أوروبا، ويدير أفرادها أنشطتهم بعيداً عن أعين الأجهزة الأمنية في صبراتة وزوارة والزاوية، والقرة بوللي.
وسبق أن قال «جهاز دعم الاستقرار» إنه داهم أوكاراً للمهاجرين في مدينة زوارة، وضبط عدداً منهم، ضمن حملة أمنية عدها «للحد من ظاهرة الهجرة غير المشروعة، ومكافحة توطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا».