نقابة طبية سودانية: عاصمة غرب دارفور تشهد مأساة إنسانية

سودانية فرّت من دارفور ولجأت إلى تشاد (رويترز)
سودانية فرّت من دارفور ولجأت إلى تشاد (رويترز)
TT

نقابة طبية سودانية: عاصمة غرب دارفور تشهد مأساة إنسانية

سودانية فرّت من دارفور ولجأت إلى تشاد (رويترز)
سودانية فرّت من دارفور ولجأت إلى تشاد (رويترز)

أعلنت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور في السودان، اليوم السبت، أن مدينة الجنينة، عاصمة الولاية، تشهد هجمات متتالية خلفت مئات القتلى والجرحى وأدت إلى نزوح الآلاف من منازلهم ومن الملاجئ التي احتموا فيها خلال الأحداث السابقة.

وأشارت الهيئة ، في منشور أوردته عبر موقع «فيسبوك»، إلى «إنهيار المنظومة الصحية والخدمات المدنية وخروج المنظمات الإنسانية عن الخدمة ومغادرتها للولاية لتتحول عاصمة الولاية إلى مدينة أشباح، ليس فيها سوى رائحة الموت في أكبر مأساة إنسانية تشهدها الكرة الأرضية»، مؤكدة أن هذا «يحدث وسط صمت محلي وإقليمي ودولي مريب».

ولفتت الهيئة إلى أنها رصدت خلال هذه الأحداث العديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، منها «قتل المدنيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم، والإخفاء القسري والتصفية الجسدية لنشطاء الإعلام والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين، وتقييد حركة الأطقم الطبية وإذلالهم بالضرب وحتى مصادرة وسائل الحركة التي يستخدمونها، وقتل كبار السن غير القادرين على حمل السلاح، داخل منازلهم، وحرمان الناس من الوصول إلى مصادر المياه، ومنع الناس من مغادرة المدينة المنكوبة بالحصار المطبق من كل الجهات، ومنع وصول أي مساعدات أهلية من المحليات المجاورة».

وتحدثت الهيئة عن قتل وإصابة واختطاف أعداد من الكوادر الطبية، بغرض إرغامهم على تقديم الرعاية الطبية تحت التهديد ، موضحة أن «ما جرى في روندا في مثل هذه الأيام من عام 1994 يعاد الآن في الجنينة، وأن تسامح العالم مع مثل هذه الجرائم سوف يشجع على تكرارها في أماكن أخرى».

وكررت الهيئة «نداءاتها ومناشداتها للضمير الإنساني في كل العالم بالتحرك الفوري لإيقاف هذه الإنتهاكات والمجازر اليومية ودون تأخير، فكل يوم يمر على الجنينة في عزلتها يعني المزيد من الضحايا والمزيد من المآسي»، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

 

 


مقالات ذات صلة

السودان: معارك الفاشر مستمرة... وطرفا الحرب يزعمان التفوق

شمال افريقيا مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)

السودان: معارك الفاشر مستمرة... وطرفا الحرب يزعمان التفوق

تضاربت الأنباء بشأن المعارك العسكرية المستمرة في مدينة الفاشر الاستراتيجية في شمال دارفور بالسودان، في ظل مزاعم من طرفي الحرب بالتفوق.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز) play-circle 00:24

غوتيريش: السودان يعاني «كابوس» الجوع والأمراض والعنف الإثني

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين، أن الشعب السوداني الذي يواجه معاناة كبيرة كل يوم، يعيش «كابوساً» من الجوع والأمراض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا علم روسيا (رويترز)

سفارة روسيا بالسودان تحقق في تقارير إسقاط طائرة شحن فوق دارفور

قالت السفارة الروسية في السودان، الاثنين، إنها تحقّق في تقارير عن احتمال إسقاط طائرة شحن، على متنها أفراد طاقم روس في غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا امرأة وطفلها في مخيم «زمزم» للنازحين قرب الفاشر شمال دارفور بالسودان مطلع العام (رويترز)

السودان بين أعلى 4 دول تعاني «سوء التغذية الحاد»

رسمت منظمة تابعة للأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية في السودان، وصنّفته بين الدول الأربع الأولى في العالم التي ينتشر فيها سوء التغذية الحاد.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا ملايين الأطفال والنساء في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد (رويترز)

تقرير: معدل وفيات الحوامل جنوب درافور «صادم»

قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن «النساء الحوامل والأمهات والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدل صادم في ولاية جنوب دارفور بالسودان».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

أميركا تؤكد التزامها بالشراكة مع موريتانيا في محاربة الإرهاب

بلينكن عدَّ موريتانيا «حليف الغرب الوحيد في الساحل»
بلينكن عدَّ موريتانيا «حليف الغرب الوحيد في الساحل»
TT

أميركا تؤكد التزامها بالشراكة مع موريتانيا في محاربة الإرهاب

بلينكن عدَّ موريتانيا «حليف الغرب الوحيد في الساحل»
بلينكن عدَّ موريتانيا «حليف الغرب الوحيد في الساحل»

جدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، التزام الولايات المتحدة بشراكتها مع موريتانيا في مجال مكافحة الإرهاب، ووصف هذه الشراكة بأنها «بالغة الأهمية»، في وقت يزداد فيه النفوذ الروسي في منطقة الساحل الأفريقي، على حساب النفوذ الغربي التقليدي.

وتحالفت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو مع روسيا، ودخلت في قطيعة مع فرنسا بصفتها القوة الاستعمارية السابقة، وصاحبة النفوذ التقليدي في المنطقة، وأنهت تشاد مؤخراً اتفاقية للتعاون العسكري والأمني مع فرنسا.

بلينكن أثنى على ما تحقق من إنجازات في موريتانيا خلال حكم الرئيس ولد الغزواني (أ.ف.ب)

وبذلك تبقى موريتانيا الحليف الوحيد للولايات المتحدة والغرب في منطقة الساحل، كما سبق أن وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها «الشريك الاستراتيجي،» الذي يراهن عليه في منطقة غرب أفريقيا.

ونشرت وزارة الخارجية الأميركية بيانًا صحافياً باسم أنتوني بلينكن، يهنئ فيه الموريتانيين بمناسبة يومهم الوطني، وهو ذكرى استقلال البلاد عن فرنسا قبل 64 عاماً. ووصف بلينكن موريتانيا في البيان الصحافي بأنها «نموذج للصمود» في القارة الأفريقية، قبل أن يثني على ما تحقق من إنجازات في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أنها «قطعت خطوات في مجال الحكم الرشيد، وكذلك التنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي».

وأضاف بلينكن أن الحكومة الموريتانية عملت على «تعزيز المبادئ الديمقراطية، وتعزيز المؤسسات الديمقراطية التي يقودها المدنيون، ومعالجة مخاوف حقوق الإنسان، وكذلك دعم اللاجئين، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل».

في سياق ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي على أن بلاده متمسكة بشراكتها مع موريتانيا في مجال «مكافحة الإرهاب»، ولكن أيضاً في مجالات أخرى كثيرة «بالغة الأهمية لأمن الشعبين الموريتاني والأميركي»، وفق تعبيره.

وتابع بلينكن، موضحاً أن الهدف من الشراكة هو «الرفع من مستوى التعاون مع موريتانيا في مجالات عدة، من أبرزها تعزيز التنمية الاقتصادية الشاملة، والحصول على الطاقة، والأمن الأطلسي، وكذلك الحكم الديمقراطي، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية».

وخلص البيان إلى تأكيد أن الولايات المتحدة «تتطلع إلى العمل مع موريتانيا لتعزيز أهدافهما المشتركة، ومعالجة التحديات العالمية في السنوات المقبلة».

وتصنَّف موريتانيا التي تقع في أقصى غرب القارة الأفريقية، ضمن منطقة الساحل الأفريقي، وتربطها حدود برية تمتد لأكثر من 2000 كيلومتر بدولة مالي، حيث تدور حرب طاحنة بين جيش الحكومة ومقاتلي «القاعدة» و«داعش».

عناصر حركة مسلّحة من «الطوارق» في شمال مالي (أ.ف.ب)

وتوسعت دائرة الحرب على الإرهاب لتشمل جميع دول الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد)، بينما بقيت موريتانيا بمعزل عن هذه الحرب، حيث يعود آخر هجوم إرهابي فوق الأراضي الموريتانية إلى عام 2011.

ويمتلك الجيش الموريتاني خبرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة، بعد حرب اندلعت بين الطرفين عام 2005، واستمرت حتى 2011، نجح خلالها الجيش الموريتاني في توجيه ضربات موجعة للقاعدة، لكن الأخيرة نفذت هجمات دامية في موريتانيا، بعضها كان في قلب نواكشوط.

وحصلت موريتانيا على دعم أميركي وأوروبي خلال حربها ضد «القاعدة»، وقد تَعَزَّزَ مؤخراً هذا الدعم، ودخل حلف شمال الأطلسي على الخط ليصف موريتانيا بأنها «الشريك الاستراتيجي» في منطقة غرب أفريقيا.