كيف تفاعلت المعارضة التونسية مع قرار سجن الغنوشي؟

بسبب تصريحات اعتُبرت معادية للأمن

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)
TT

كيف تفاعلت المعارضة التونسية مع قرار سجن الغنوشي؟

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

انتقدت، اليوم، أحزاب معارضة في تونس بشدة صدور حكم سجن زعيم حركة «النهضة» الإسلامية ورئيس البرلمان المنحل، راشد الغنوشي، لمدة عام؛ بسبب تصريحات اعتُبرت معادية للأمن.

كما أصدرت المحكمة ليلة أمس حكماً ثانياً أيضاً يقضي بفرض غرامة مالية بقيمة ألف دينار على الغنوشي (نحو 330 دولاراً)؛ بسبب كلمة «طاغوت»، التي وردت في خطاب له في تأبين صحافي، التي اعتبرت نقابات أمنية أن المقصود بها الأمن، وهي كثيراً ما تتردد في خطابات الجماعات المتطرفة في نعتها قوات الأمن.

لكن حزب «النهضة» والغنوشي نأيا بنفسيهما عن هذا التأويل. وقالت حركة «النهضة» إن الحكم بحق الغنوشي «سياسي ظالم»، ودعت إلى «إطلاق سراحه فوراً»، مشيرة إلى أن «القضاء الخاضع للسلطة السياسية لا تتوفر فيه شروط المحاكمة العادلة». ويجري التحقيق مع الغنوشي، الموقوف في السجن منذ نحو شهر مع سياسيين آخرين من المعارضة، في قضايا أخرى تتعلق بالتحريض على أمن الدولة، وشبهات إرهاب وتلقي تمويلات مشبوهة. لكن المعارضة تقول من جانبها إن الاتهامات «ملفقة»، كما تتهم الرئيس قيس سعيد بالتضييق على خصومه عبر القضاء. وقالت جبهة «الخلاص الوطني»، التي تضم أحزاباً ونشطاء وسياسيين معارضين، «إن إيداع إحدى أبرز الشخصيات السياسية السجن بسبب تصريحات، يقع تأويلها على خلاف منطوقها ومدلولها، يثبت من جهة أن السلطة لم تستطع إثبات أي أعمال مادية مجرمة في حق رئيس حركة (النهضة)».

أحمد نجيب الشابي رئيس جبهة «الخلاص الوطني» المعارضة (إ.ب.أ)

وتابعت «الجبهة»، موضحة أن «هذا الحكم يُضاف إلى إيداع أكثر من عشرين شخصية سياسية السجن للشهر الثالث على التوالي، دون حجة أو تبرير سوى كيل التهم جزافاً، والانحراف بالسلطة والقانون». بينما اعتبرت أطراف سياسية معارضة هذا القرار القضائي «حكماً سياسياً تماماً، مثلما هو الشأن بالنسبة لقضية التآمر ضد أمن الدولة»، ودعت إلى إطلاق سراحه بصفة عاجلة.

واعتبرت جبهة «الخلاص الوطني» المعارضة، التي يتزعمها أحمد نجيب الشابي، أن هذا الحكم يعد «تنكيلاً بالمعارضين»، داعية إلى الكف عن ذلك.

من جهته، علق رياض الشعيبي، المستشار السياسي لرئيس حركة «النهضة»، عن سجن الغنوشي بقوله: «اليوم وفي ظل رفض الغنوشي إخراجه من السجن، ومقاطعة الدفاع الذي رفض طلبه تأجيل الجلسة، يتم تسريب خبر من أروقة المحكمة لوسائل الإعلام، يفيد بصدور حكم ضده بسنة سجناً، وتغريمه ألف دينار تونسي، من أجل تصريح أدلى به في أثناء تأبين أحد أبناء الحركة»، مضيفاً أن «المحاكمات السياسية تستمر... وتستمر تبعاً لذلك التسريبات مجهولة المصدر، ويضيع الحق على أصحابه، وتضيع الحقيقة كما في كل مرة».

وكانت محكمة تونسية قد أصدرت حكماً غيابياً ضد الغنوشي، إثر شكوى تقدّم بها نقابي أمني اعتراضاً على كلمة «طواغيت»، التي صرّح بها الغنوشي أثناء تأبينه أحد قادة حركة «النهضة»، ورأى الشاكي أنّ الأمنيين هم المقصودون بتلك الكلمة، معتبراً أن هذا التصريح يدخل في خانة «التحريض ضدهم».

جانب من مظاهرة سابقة لأنصار «النهضة» بعد التحقيق مع الغنوشي (إ.ب.أ)

في غضون ذلك، قضت محكمة الاستئناف بتونس برفع مدة سجن الإعلامي خليفة القاسمي من سنة إلى 5 سنوات، اعتماداً على قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2015.

وكان المتهم، وهو مراسل إحدى الإذاعات التونسية الخاصة، قد نشر خبراً صحفياً عن توقيف مجموعة من الأشخاص، يُشتبه في انتمائهم إلى جماعة إرهابية، ورفض الإدلاء بمصدر خبره.



مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.