مسؤولة أميركية تطلع على سياسة المغرب في التصدي لمعاداة السامية

تابعت درساً تلقاه تلاميذ الابتدائي في إطار تدريس التاريخ اليهودي - المغربي

أندريه أزولاي لدى استقباله ديبورا ليبستادت في «بيت الذاكرة» في الصويرة (الشرق الأوسط)
أندريه أزولاي لدى استقباله ديبورا ليبستادت في «بيت الذاكرة» في الصويرة (الشرق الأوسط)
TT

مسؤولة أميركية تطلع على سياسة المغرب في التصدي لمعاداة السامية

أندريه أزولاي لدى استقباله ديبورا ليبستادت في «بيت الذاكرة» في الصويرة (الشرق الأوسط)
أندريه أزولاي لدى استقباله ديبورا ليبستادت في «بيت الذاكرة» في الصويرة (الشرق الأوسط)

استهلت المبعوثة الخاصة للحكومة الأميركية لرصد ومكافحة التمييز العنصري ومعاداة السامية، ديبورا ليبستادت، أمس الخميس، زيارة إلى مدينة الصويرة (جنوب الدار البيضاء)، للاطلاع على السياسة التي يعتمدها المغرب في هذا المجال، ووقفت عند مدى التزام المدينة بالقيم العالمية، في ضوء المهمة التي أوكلها إليها الرئيس الأميركي جو بايدن.

وخلال اليوم الأول من زيارتها، التي تمتد يومين إلى مدينة الصويرة، قامت الدبلوماسية الأميركية، التي كانت رافقها مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة - موكادور، أندري أزولاي، وعامل (محافظ ) الإقليم عادل المالكي، ورئيس المجلس الجماعي (البلدي) للصويرة طارق العثماني، ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات أخرى، وفاعلين من مشارب شتى، بزيارة فضاء دار الصويري الذي تم تجديده، قبل التوجه إلى «بيت الذاكرة»، حيث جرى تقديم شروحات مستفيضة حول هذه البنية التي تعتبر أسمى فضاء للذاكرة اليهودية - المغربية، وتعد قبلة أساسية لكل وافد على المدينة. كما حضرت ليبستادت لقاء تفاعليا في «بيت الذاكرة» مع ناشطين شباب، وتلاميذ أعضاء في أندية التعايش في التنوع، التي تم إحداثها بالمؤسسات التعليمية في المدينة.

ديبورا ليبستادت خلال زيارتها لـ«بيت الذاكرة» (الشرق الأوسط)

وتناولت النقاشات قضايا تتصل بمكافحة معاداة السامية والكراهية، والعيش المشترك واحترام الآخر في اختلافه. وتميز اللقاء بتقديم التلاميذ الأعضاء في أندية التعايش في التنوع لشهاداتهم حول تجاربهم داخل هذه الهياكل، التي رأت النور لأول مرة في ثانوية أكنسوس بالصويرة، قبل تعميمها بمختلف جهات المملكة، لتبلغ آلاف النوادي في الوقت الراهن. كما زارت المسؤولة الأميركية المؤسسة التعليمية «أبو ذر الغفاري»، حيث تابعت، مرفوقة بالمستشار الملكي أزولاي، درسا تلقاه تلاميذ السنة السادسة من السلك الابتدائي في إطار تدريس التاريخ اليهودي - المغربي بالكتب المدرسية، الذي يعد ثمرة شراكة جرى إبرامها بين وزارة التربية الوطنية، وجمعية «الصويرة - موكادور»، ومركز الدراسات والأبحاث في القانون العبري بالمغرب، من أجل النهوض بقيم التسامح والتنوع، والعيش المشترك في المؤسسات التعليمية والجامعية.



مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
TT

مصر تقترب من إسناد إدارة مطاراتها للقطاع الخاص

جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)
جانب من مطار القاهرة الدولي (وزارة الطيران)

اقتربت الحكومة المصرية من «إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص». ووفق متحدث مجلس الوزراء المصري، محمد الحمصاني، فإن «الحكومة في المراحل الأخيرة من وضع خطة أو برنامج طرح إدارة المطارات للقطاع الخاص، وسيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة».

وأعرب الحمصاني عن أمله في أن «يكون الطرح خلال 2025 يعقبه إعلان التوقيتات الخاصة بالتطبيق على أرض الواقع»، مؤكداً في تصريحات متلفزة، أخيراً، أن «الرؤية التي يجري الانتهاء منها تتم بالاتفاق مع مؤسسة التمويل الدولية، باعتبارها مستشاراً لبرنامج الطرح».

وكان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد التقى مطلع الشهر الحالي مسؤولي تحالف «مصري - فرنسي» لاستعراض مقترح مقدم للتعاون مع الحكومة في تشغيل وإدارة المطارات، بحضور وزير الطيران وعدد من المسؤولين، وهو التحالف الذي يضم شركة «حسن علام» المصرية، و«مجموعة مطارات باريس» التي أكد نائب رئيسها التنفيذي، خافيير هورستيل، رغبتهم في عقد «شراكات طويلة الأمد مع الحكومات ومشغلي قطاع الطيران حول العالم».

وبحسب بيان الحكومة المصرية، الشهر الحالي، فإن المجموعة الفرنسية المنضوية في التحالف «لديها شراكات مع 26 مطاراً في 18 دولة حول العالم، واستقبلت نحو 336.5 مليون مسافر خلال العام الماضي».

مصطفى مدبولي خلال لقاء «التحالف المصري - الفرنسي» مطلع الشهر الحالي (مجلس الوزراء المصري)

وعدّ وكيل لجنة «السياحة والطيران» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، أحمد الطيبي، أن «التوجه الحكومي لإسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص يهدف إلى تحسين جودة الخدمة المقدمة في المطارات المصرية المختلفة»، مؤكداً أن الشركات التي تسند إليها مثل هذه الأعمال «تكون لديها قدرات تشغيلية كبيرة وتجارب سابقة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الاستعانة بهذه الشركات ستجعل هناك تعاملاً مختلفاً داخل المطارات المصرية من جانب الإدارة والتشغيل، بالإضافة إلى العوائد المالية التي تسدد للحكومة مقابل حقوق الإدارة ونسب الأرباح التي سيجري الاتفاق عليها، فضلاً عما ستكتسبه العمالة الموجودة من تدريبات وخبرات جديدة، بجانب ما قد يتم من زيادات في الرواتب.

رأي يدعمه أستاذ التمويل والاستثمار في مصر، محمد باغة، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود القطاع الخاص سيؤدي إلى تحسين إدارة المطارات، وبالتبعية تحسين الإيرادات، فضلاً عن ضخّ رأس مال جديد بهدف التحسين والتطوير».

وأشار إلى وجود كثير من التجارب لدول حول العالم قامت بتفعيل شراكات مع القطاع الخاص، الأمر الذي أدّى إلى «تحسين في جودة الخدمة المقدمة وسرعتها»، ما ستكون له انعكاسات إيجابية على حركة السياحة والمترددين المتعاملين مع المطارات المختلفة.

مسؤولون مصريون خلال جولة تفقدية في مطار شرم الشيخ (وزارة الطيران)

وتعتزم الحكومة المصرية إتاحة الفرصة للشركات والتحالفات الدولية لتقديم عروض بشأن إدارة المطارات التي ستطرح في المرحلة الأولى، فيما نفت عدة مرات في وقت سابق ما تردد حول التوجه نحو «بيع المطارات»، مؤكدة أن الشراكات التي ستبرم مرتبطة بحقوق «الإدارة والتشغيل»، بما يسمح بتحسين جودة الخدمة المقدمة للمترددين على المطارات المختلفة.

وبحسب وكيل لجنة «السياحة والطيران» بـ«النواب»، فإن وجود القطاع الخاص بالمطارات والحرص على الاهتمام بالتطوير المستمر ومواكبة أحدث النظم العالمية، أمور تدعم الترويج للسياحة المصرية، خاصة أن المطار أول مكان يراه السائح وآخر موقع يتعامل معه، وبالتالي يجب أن يكون الانطباع عنه إيجابياً، مشيراً إلى أن «التغيرات التي حدثت في شكل وطبيعة الإدارة وطريقة تعامل الدولة مع القطاع الخاص، ستجعل هناك إصراراً على التمسك بنجاح التجربة وتحقيق أقصى استفادة منها».