«الإفتاء المصرية» تُحذر من «فوضى» الآراء الدينية لغير المتخصصين

على هامش زيارة شوقي علام للهند ولقائه قيادات دينية ورسمية

شوقي علام خلال لقائه مفتى الهند في مدينة بولاية كيرالا (الإفتاء المصرية)
شوقي علام خلال لقائه مفتى الهند في مدينة بولاية كيرالا (الإفتاء المصرية)
TT

«الإفتاء المصرية» تُحذر من «فوضى» الآراء الدينية لغير المتخصصين

شوقي علام خلال لقائه مفتى الهند في مدينة بولاية كيرالا (الإفتاء المصرية)
شوقي علام خلال لقائه مفتى الهند في مدينة بولاية كيرالا (الإفتاء المصرية)

حذرت دار الإفتاء المصرية من «فوضى» الفتاوى والآراء الدينية لغير المتخصصين. وشدد مفتى مصر الدكتور شوقي علام، على «أهمية أخذ الفتوى من أهل الاختصاص حتى تتحقق مقاصد الشريعة الإسلامية مما يحفظ السلم المجتمعي». وأكد أن «نقطة الانطلاق لأي حوار بين أتباع الأديان والثقافات، هي إدراك أن الله خلقنا مختلفين من حيث اللغات والأعراق والأديان».

جاء ذلك خلال تصريحات لمفتي مصر على هامش زيارته للهند ولقائه قيادات دينية ورسمية. وقال الدكتور علام، خلال لقاء مفتي الهند الشيخ أبو بكر أحمد المسليار، في «جامع الفتوح» بمدينة المعرفة بولاية كيرالا، الذي يُعد أكبر مساجد الهند، (الجمعة)، إن «العملية الإفتائية تحتاج إلى مهارات خاصة لدى من يتصدر للإفتاء، من أهمها أن يكون مدركاً فاهماً للنصوص الشرعية، وعالماً بمواطن الإجماع، وأن يكون مدركاً للواقع وتغيراته وتطوراته إدراكاً تاماً، حتى يستطيع إصدار الفتوى التي تُيسر على الناس حياتهم ولا تعطل مصالح الناس وتضيّق عليهم دنياهم».

وأبدى مفتي مصر استعداد دار الإفتاء المصرية لتقديم كل أشكال الدعم الإفتائي لعلماء الهند خصوصاً في مجال التدريب على الإفتاء ومهاراته.

في غضون ذلك، ذكر مفتى مصر أن «الإسلام الذي تعلمناه وتربينا عليه، دين يدعو إلى السلام والرحمة». وأضاف خلال خطبة الجمعة في «جامع الفتوح»، أن «السواد الأعظم من المسلمين عبر تاريخ الإسلام الطويل انخرطوا في تنمية مجتمعهم وبناء شخصية صالحة»، مشيراً إلى أن «الإسلام هو دين العمل، ودين الحركة الدؤوب الرامية إلى تحسين جودة الحياة كي ينعم كل من حولنا بحياة (آمنة ومستقرة)».

وجه مفتي مصر (الجمعة) عدة رسائل للمسلمين في الهند، حثهم فيها على «ضرورة الاندماج الإيجابي في مجتمعهم مع الحفاظ على هويتهم وثوابتهم الدينية»، مشدداً على أن «الإسلام قد أرسى قواعد وأسساً للتعايش مع الآخر في جميع الأحوال والأزمان والأماكن، بحيث يحيا المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه، بما يضمن تفاعلهم مع الآخر وتواصلهم معه من دون تفريط في الثوابت الإسلامية»، موضحاً أنه على نهج تلك الأسس ووفق هذه الثوابت يمضي المسلمون قُدماً في رسم الحضارة الإنسانية ومعايشة المستجدات التي تطرأ عبر التاريخ، وقد ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لنا نماذج للتعايش مع الآخر داخل الدول الإسلامية وخارجها.

وأكد مفتي مصر مبدأ المسؤولية المشتركة التي تحتّم على الجميع، مسلمين وغير مسلمين، «التعاون على البر والتقوى، ومواجهة التحديات ونزع فتيل الأزمات، وبناء جسور السلام والمحبة بين جميع أطياف المجتمع».

كان علام قد أكد على هامش زيارته للهند، أن «نقطة الانطلاق لأي حوار بين أتباع الأديان والثقافات، هي إدراك أن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا مختلفين من حيث اللغات والأعراق والأديان والتوجهات والتفكير»، موضحاً أن «الإسلام ينظر إلى هذا التنوع على أنه منحة إلهية علينا أن نشعر بها حتى ننتقل إلى المرحلة الثانية، وهي أن يتعرف بعضنا إلى بعض».



السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يراهن على «وعي المصريين» لتجاوز الأزمات والتهديدات الإقليمية

السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال اجتماع مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

راهن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على وعي المصريين وتكاتفهم باعتبار ذلك «الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات». وشدد، خلال لقائه، مساء الأحد، قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية، على أن امتلاك بلاده «القدرة والقوة يضمن لها الحفاظ على أمن وسلامة مقدرات الشعب».

وقال السيسي، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن «الدولة تتابع عن كثب الأوضاع الإقليمية والدولية استناداً لثوابت السياسة المصرية القائمة على التوازن والاعتدال اللازمين في التعامل مع الأحداث والمتغيرات المتلاحقة، والعمل على إنهاء الأزمات وتجنيب المنطقة المخاطر المتصاعدة بالانزلاق إلى بؤر جديدة للصراع تهدد استقرار دولها».

وأضاف أن «الظروف الحالية برهنت على أن وعي الشعب المصري وتكاتفه هو الضمانة الأساسية لتجاوز الأزمات الإقليمية والتهديدات المحيطة»، مشيراً إلى «استمرار جهود التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر سعياً نحو تحقيق مستقبل يلبي تطلعات وطموحات أبناء الشعب».

جانب من اجتماع السيسي مع قادة القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية (الرئاسة المصرية)

اجتماع الرئيس المصري مع قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية المختلفة بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، الأحد، حضره رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الدفاع والإنتاج الحربي عبد المجيد صقر، ووزير الداخلية محمود توفيق، ورئيس أركان القوات المسلحة أحمد خليفة، ورئيس المخابرات العامة حسن رشاد.

وقال متحدث الرئاسة المصرية، إن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري»، فضلاً عن «استعراض الجهود التي تبذلها القوات المسلحة والشرطة المدنية والأجهزة الأمنية في حماية حدود الدولة المصرية وجبهتها الداخلية ضد مختلف التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث».

وشدد الرئيس المصري على «ضرورة تعظيم قدرات كافة مؤسسات الدولة وأجهزتها»، مؤكداً «أهمية الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة والشرطة المدنية في الحفاظ على الوطن، إيماناً منهما بالمهام المقدسة الموكلة إليهما لحماية مصر وشعبها العظيم مهما كلفهما ذلك من تضحيات»، بحسب الشناوي.

وفي سياق متصل، عقد الرئيس المصري اجتماعاً، الأحد، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع عدد من الإعلاميين والصحافيين، تناول «تطورات الأوضاع الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والجهود المصرية ذات الصلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل»، بحسب متحدث الرئاسة المصرية.

الرئيس المصري خلال لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحافيين (الرئاسة المصرية)

وتناول اللقاء أيضاً التطورات في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات، كما تطرق اللقاء إلى «الأمن المائي باعتباره أولوية قصوى لمصر ومسألة وجود»، وفق المتحدث الرئاسي.

وأكد السيسي خلال اللقاء «قوة وجاهزية أجهزة الدولة، وبشكل خاص القوات المسلحة والشرطة المدنية، لمواجهة أي تحديات داخلية أو خارجية»، مشدداً على أن «تماسك المصريين ووحدتهم العامل الأول والأهم في الحفاظ على الدولة».

وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده «مرت في الفترة الماضية بالأصعب فيما يتعلق بتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي وتحقيق التنمية». وقال: «نسير في الطريق الصحيح، الأمر الذي انعكس في ثقة مؤسسات التمويل الدولية في الاقتصاد المصري»، مشيراً إلى «حرص الدولة على توطين الصناعة لتقليل الاعتماد على الاستيراد قدر الإمكان، وبالتالي تخفيض الطلب على العملة الصعبة».

وأكد السيسي أن «الدولة قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق الإصلاح في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن «هناك بعض السلبيات التي نعمل بكل إخلاص على إصلاحها لبناء دولة قوية تكون عصيّة أمام أي معتدٍ».