«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

بلينكن يكشف عن «اتصال مباشر» بـ«تحرير الشام»... والشرع يقول إنَّ جماعته ليست بصدد الدخول في صراع مع إسرائيل

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

«لقاء العقبة» يدعم حكومة «جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أكَّدت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، في اجتماعها بمدينة العقبة الأردنية، أمس، الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الانتقالية، واحترام إرادته وخيارته، داعية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جديدة «جامعة».

وشدَّد البيان الختامي الصادر عقب الاجتماع، على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.

في غضون ذلك، قال أحمد الشرع، زعيم «هيئة تحرير الشام»، إنَّ جماعته ليست بصدد الدخول في صراع مع إسرائيل، عادّاً أنَّ «التذرعات التي كانت تستخدمها إسرائيل قد انتهت»، بحسب ما أورد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس». أمَّا «وكالة الصحافة الفرنسية» فنقلت عنه قوله: «الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».

وقال الشرع في مقابلة بثها التلفزيون السوري: «لقد تجاوز الإسرائيليون قواعدَ الاشتباك»، في إشارة إلى الغارات المستمرة منذ أيام التي دمَّرت قواعد وأسلحة للجيش السوري المنهار.

وجاء كلامه فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنَّ بلاده أقامت «اتصالاً مباشراً» مع «هيئة تحرير الشام»، في الوقت الذي أعادت فيه تركيا فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من 12 عاماً من إغلاقها.


مقالات ذات صلة

​الأمم المتحدة: عودة أكثر من مليون سوري إلى ديارهم منذ سقوط الأسد

المشرق العربي طفل يعيش في أحد المخيمات بسوريا (رويترز)

​الأمم المتحدة: عودة أكثر من مليون سوري إلى ديارهم منذ سقوط الأسد

أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء عودة أكثر من مليون سوري بينهم 800 ألف نازح و280 ألف لاجئ إلى ديارهم منذ سقوط بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي ملصق المؤتمر السوري للعدالة الانتقالية (موقع)

في أول مؤتمر سوري لـ«العدالة الانتقالية»... مطالبات بتسريعها منعاً لتحولها إلى «انتقامية»

في أول فعالية سورية تناقش العدالة الانتقالية في سوريا، لخص والد الناشط غياث مطر مفهوم هذه العدالة بأنها تتحقق بـ«رفض الانتقام وتشكيل محاكم نزيهة».

سعاد جروس (دمشق)
أوروبا الصحافيان ديدييه فرنسوا وإدوار إلياس (إ.ب.أ)

فرنسا تحاكم 5 أشخاص بتهمة خطف صحافيين في سوريا

مثل 5 رجال أمام المحكمة في فرنسا، الاثنين، بتهمة احتجاز 4 صحافيين فرنسيين كرهائن لصالح تنظيم «داعش» في سوريا التي تمزقها الحرب منذ أكثر من عقد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صورة جامعة للشرع مع أهالي اللاذقية الأحد (فيسبوك)

دون رقابة أمنية مسبقة... أهالي اللاذقية يناقشون الشرع بمخاوفهم

طلب خلال لقائه عدداً من أهالي محافظة اللاذقية التي زارها يوم الأحد، الوثوق بإدارة ملف التسويات الذي يقلقهم.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي ألقت مديرية أمن دمشق القبض على منذر أحمد جزائري وهو أحد المتهمين المتورطين بمجزرة حي التضامن (سانا) play-circle 00:42

القبض على أحد رؤوس المسؤولين عن مجزرة «التضامن» بدمشق

لم يكشف المسؤول الأمني عن هوية الموقوفين الثلاثة، إلا أن الوكالة الرسمية (سانا) أشارت في وقت لاحق إلى أن من بينهم المدعو «منذر أحمد جزائري».

موفق محمد (دمشق)

«حزب الله» يُحمّل الدولة مسؤولية التحرير ويدرس خيار «المقاومة المدنية»

صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)
صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)
TT

«حزب الله» يُحمّل الدولة مسؤولية التحرير ويدرس خيار «المقاومة المدنية»

صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)
صورة لنصر الله مرفوعة على ركام منزل في كفركلا الحدودية (أ.ب)

بدا موقف «حزب الله» من استمرار احتلال إسرائيل خمس نقاط حدودية مع جنوب لبنان باهتاً، مقارنة بمواقفه السابقة. وقد ردّ كثيرون ذلك إلى خياراته المحدودة في التعامل مع الواقع الراهن، وبالتحديد عدم قدرته على خوض مواجهة جديدة مع إسرائيل مع تقلّص قدراته العسكرية وقطع كل طرق إمداده من طهران.

موقف قاسم

وفي آخر إطلالة له، الأحد الماضي، حمّل الأمين العام للحزب، الشيخ نعيم قاسم، الدولة اللبنانية مسؤولية تحرير الأرض، وقال إن «مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة أساساً وحصراً في هذه المرحلة، أن تعمل بكل جهد، بالضغوطات السياسيّة، وبعلاقاتها، وبأيّ عمل آخر، من أجل أن تجعل إسرائيل تنسحب في 18 فبراير (شباط)، وألا تعطي فرصة لا لنقاط ولا لقطعة أرض»، داعيا إيّاها إلى «موقف صلب».

ولم يُسجّل حتى ساعات ما بعد ظهر الثلاثاء أي موقف جديد للحزب مع انتهاء المهلة المفترضة لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان وإعلانها قرارها البقاء في 5 مواقع استراتيجية.

ويبدو واضحاً أن الحزب يُعطي الأولوية اليوم لإنجاح تشييع أمينَيْه العامين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، المقرر يوم الأحد المقبل، وذلك بعد أشهر من التأجيل لاعتبارات عديدة أبرزها أمنيّة. ويتحدث مقربون منه عن خيارات سيدرسها وقد يلجأ إليها حال طال الاحتلال ولم تنجح الدولة اللبنانية في تحرير الأرض بـ«الدبلوماسية».

خلف الدولة

وأشار الكاتب السياسي قاسم قصير، المطلع من كثب على موقف «حزب الله»، إلى أن «الحزب يؤكد أنه خلف الدولة والجيش اللبناني، ولكن إذا استمر الاحتلال فالمقاومة حق طبيعي»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه حتى الساعة، «لم يحدد شكل المقاومة وأسلوبها». وأضاف: «لدى الحزب خيارات عديدة على الصعيد الميداني والسياسي والشعبي، ولكن ستُترك التفاصيل لوقت لاحق».

لبنانية مناصرة لـ«حزب الله» ترفع صورة قتيل وتسير بين الركام في بلدتها كفركلا (أ.ب)

مقاومة مدنية

وبعكس قصير، عدّ العميد المتقاعد جورج نادر أن خيارات «حزب الله» باتت ضيقة جداً، مستبعداً لجوءه إلى الخيار العسكري «بعدما فقد القدرة على خوض أي حرب بعد الضربات الإسرائيلية الكبيرة التي وجّهتها إليه إسرائيل، أضف إلى أنه لا حليف له على الأرض اللبنانية، وأقرب الحلفاء باتوا يتبرؤن منه، وبالتالي هو معزول داخلياً وعربياً ودولياً». ورأى نادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قطع طريق طهران-بيروت براً بعد سقوط نظام الأسد، كما قطع الطريق جواً مع منع الطيران الإيراني من الهبوط في لبنان؛ كلها تجعل احتمال خوض الحزب مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل مستبعداً جداً».

إلا أن نادر لا يستبعد «احتمال أن يستخدم الحزب المدنيين بوصفهم حجة من خلال دفعهم باتجاه (مقاومة مدنية)، مع العلم أن المدنيين لا يقاومون بشكل عفوي وإنما بشكل منظم».

واستغرب نادر انتقاد «حزب الله» موقف الدولة «بعدما شن حرباً من دون الرجوع إليها، ووقّع اتفاقاً مذلاً»، وعبّر عن تخوفه من «بنود سرية مكتوبة أو شفهية باتفاق وقف النار الذي وافق عليه لبنان وضمناً (حزب الله) الذي كان يفاوض باسمه رئيس المجلس النيابي نبيه بري».