قوات المعارضة تعلن سيطرتها على كامل دير الزور في شرق سوريا

مقاتلون من «قسد» يعاينون مدفع ميدان هجره الجيش السوري في منطقة القامشلي (أ.ف.ب)
مقاتلون من «قسد» يعاينون مدفع ميدان هجره الجيش السوري في منطقة القامشلي (أ.ف.ب)
TT

قوات المعارضة تعلن سيطرتها على كامل دير الزور في شرق سوريا

مقاتلون من «قسد» يعاينون مدفع ميدان هجره الجيش السوري في منطقة القامشلي (أ.ف.ب)
مقاتلون من «قسد» يعاينون مدفع ميدان هجره الجيش السوري في منطقة القامشلي (أ.ف.ب)

قال القائد في قوات المعارضة السورية حسن عبد الغني اليوم الثلاثاء إن قوات المعارضة سيطرت على كامل مدينة دير الزور الواقعة في شرق البلاد.

وقالت الفصائل في بيان إنّ «قواتنا سيطرت على كامل مدينة دير الزور»، بينما قال المرصد من جهته إنّ «قوات المعارضة سيطرت بشكل كامل على مدينة دير الزور بعدما انسحبت منها قوات سوريا الديموقراطية»، مشيرا إلى أنّ قوات «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد انسحبت باتجاه القرى المجاورة لتسقط المدينة بعدها بأيدي مقاتلين عرب محليّين كانوا قد انضمّوا إلى صفوف الفصائل المعارضة إثر الهجوم الخاطف الذي شنّته ضدّ مواقع النظام في 27 نوفمبر (تشرين الثاني).

وفي الإطار نفسه قال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إن قواته التي تدعمها الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا لوقف إطلاق النار في مدينة منبج بشمال البلاد بوساطة أميركية «حفاظا على أمن وسلامة المدنيين». وأضاف «سيتم إخراج مقاتلي مجلس منبج العسكري، الذين يقاومون الهجمات منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، من المنطقة في أقرب وقت». وتابع «هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد».

من جهة ثانية أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن مقتل 218 عنصرا من «قسد» وتشكيلاتها العسكرية والفصائل الموالية لتركيا في عملية «فجر الحرية»، خلال 3 أيام من المعارك في منبج وريفها، والتي تمكنت خلالها والفصائل الموالية لتركيا من الدخول إلى مدينة منبج والانتشار في ريفها، فيما لا تزال المعارك الضارية عند سد تشرين في ريف الرقة.

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

«الجامعة العربية» تدين توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا

شمال افريقيا أحداث متسارعة شهدتها سوريا خلال الأيام الماضية (أ.ب)

«الجامعة العربية» تدين توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا

أدانت جامعة الدول العربية توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وسلسلة المواقع المجاورة لها بكل من جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مستقبلاً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بغداد (أ.ف.ب)

مساع أميركية لحكومة جامعة غير طائفية في دمشق

يشارك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت في اجتماع رفيع المستوى عربي - تركي تستضيفه مدينة العقبة وسط جهود لعملية انتقال غير طائفية بعد إطاحة حكم الأسد.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي تُظهر الصورة الجوية سوريين يحتفلون بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد بالقرب من تمثال السيف الدمشقي التاريخي بساحة الأمويين بوسط العاصمة (أ.ف.ب)

مفوضية اللاجئين: السلطة السورية الجديدة أرسلت إشارات بنّاءة

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الجمعة، أن الحكومة السورية الجديدة، التي تولت السلطة بعد سقوط بشار الأسد، أرسلت «إشارة بنّاءة».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا جانب من الجولة الرابعة لـ«الحوار الاستراتيجي» بين مصر والصين (الخارجية المصرية)

توافق مصري - صيني حول ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» بسوريا

توافقت مصر والصين على ضرورة تبني «عملية سياسية شاملة» في سوريا، وأن تتم «إدارة مرحلة انتقالية لا تقصي أحداً».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي كردي يحمل علم «وحدات حماية الشعب» قرب مطار القامشلي شرق سوريا يوم 8 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

تطمينات أميركية للأكراد في مناطق شرق الفرات

قال مصدر كردي إن الولايات المتحدة قدّمت تطمينات بحماية ضفة نهر الفرات الفاصلة بين القوى العسكرية السورية.

كمال شيخو (القامشلي)

بعد سقوط بشار الأسد... دروز السويداء يتطلعون إلى مستقبل أفضل

يلوح الناس بعلم الثورة السورية بعد الإطاحة ببشار الأسد (أ.ف.ب)
يلوح الناس بعلم الثورة السورية بعد الإطاحة ببشار الأسد (أ.ف.ب)
TT

بعد سقوط بشار الأسد... دروز السويداء يتطلعون إلى مستقبل أفضل

يلوح الناس بعلم الثورة السورية بعد الإطاحة ببشار الأسد (أ.ف.ب)
يلوح الناس بعلم الثورة السورية بعد الإطاحة ببشار الأسد (أ.ف.ب)

يصف بيان الحناوي بـ«الحلم» وقوفَه في ساحة الكرامة في مدينة السويداء مع جموع المحتفلين بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد، فالرجل الذي أمضى 17 عاماً في السجون في عهد حافظ الأسد، لم يتخيل أن يعيش ليرى هذا اليوم، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

في مدينة السويداء، مركز المحافظة ذات الغالبية الدرزية، اكتظّت ساحة الكرامة التي كانت مسرحاً لمظاهرات مطالبة برحيل بشار الأسد على مدى عام ونصف عام، بمئات ممن احتفلوا بسقوطه.

رفع المحتفلون العلم الأبيض والأخضر والأسود ذا النجوم الثلاث، وصفّقوا على وقع الأغاني الاحتفالية، رافعين أغصان الزيتون.

يحتفل الناس في أحد شوارع السويداء بإطاحة الرئيس بشار الأسد ونهاية 5 عقود من حكم البعث لسوريا في 13 ديسمبر (أ.ف.ب)

من بينهم من فقد ابناً أو أخاً خلال فترة الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011، أما آخرون فقد عانوا مباشرة في السجون، مثل الحناوي (77 عاماً) الذي سجن حينما كان جندياً في الجيش السوري، يبلغ 23 عاماً، في عام 1975 أي بعد نحو 5 سنوات من الانقلاب الذي أوصل حافظ الأسد إلى السلطة.

ويقول الرجل الذي ملأت التجاعيد وجهه، وغزا الشيب رأسه: «كان هذا حلماً، كنا نحلم بأنه في يوم من الأيام سيسقط النظام».

ويصف مشاعره بمزيج من «السعادة والحزن»، مضيفاً: «هناك حزن وقهر، ليت الذين كانوا معي في (سجني) المزة وصيدنايا قادرون على أن يروا هذا المشهد، المشهد الرائع الذي لم نكن نتصوره».

لا يقوى الرجل الذي يصف معاناة هائلة وتعذيباً تعرض له بالسجن على تمالك نفسه، ويقول: «خرجت وأنا في الأربعين من عمري، خسرت كل حياتي... السجن لا يوصف، الجلد ووسائل تعذيب... لم يمارس أي ظالم بالتاريخ ما مارسوه علينا».

رجل يمتطي جواداً يلوح بعلم سوري يعود إلى عصر الاستقلال بينما يحتفل الناس بانهيار حكم بشار الأسد في أحد شوارع السويداء (أ.ف.ب)

منذ الأحد، خلت الفروع الأمنية في المدينة من قوات الأمن، وهجر مركز حزب البعث تماماً. وعلى الطريق المؤدية من دمشق إلى السويداء، فرغت الحواجز التي كانت للجيش السوري، من أي جندي، كما المواقع المحيطة في المحافظة.

لا مظاهر مسلحة على الطريق إطلاقاً. أما في السويداء، فالمسلحون الموجودون على الأرض هم من أبناء المنطقة، وينتمون إلى فصائل محلية، وليس إلى «هيئة تحرير الشام» التي يبدو أنها لم تدخل السويداء بعد.

«الحرية والكرامة»

في بداية النزاع عام 2013، انشقّ نجل سهام زين الدين، الملازم خلدون زين الدين، عن الجيش السوري، وانضمّ إلى فصيل محلي للقتال ضدّ الحكومة حينها، قبل أن يقتل في إحدى المعارك عام 2014.

بالنسبة لوالدته، فإن ابنها «ضحى بدمه من أجل هذه الوقفة، من أجل الحرية، والكرامة».

حتى الآن، تقول سهام (60 عاما)، بينما وقفت مع المحتفلين في السويداء: «لا نعرف أين رفاته، لم نتسلمه، أتمنى على الأقلّ أن نتمكن من الحصول على رفاته».

وخلدون زين الدين من دروز قلائل حملوا سلاحاً ضد الجيش السوري، وانخرطوا في الفصائل المسلحة منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

وتمكّن الدروز الذين يشكلون 3 في المائة من سكان سوريا من تحييد أنفسهم إلى حدّ كبير عن تداعيات النزاع، بينما تخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، فيما غضّت دمشق النظر عنهم.

وتتوزع الأقلية الدرزية بشكل خاص في لبنان ومرتفعات الجولان السوري المحتلّ من إسرائيل وفي إسرائيل، بالإضافة إلى جنوب سوريا، خصوصاً محافظتي السويداء والقنيطرة.

* «ازدهار»

على مدى عقود، عانت محافظة السويداء التهميش ونقص الخدمات الأساسية، كما يقول أبناؤها.

وفي المدينة التي شيّدت مبانيها التقليدية بالحجارة البركانية السوداء المنتشرة بشكل كبير في المحافظة، يظهر بوضوح تردّي حال الطرق والمباني، في وقت تضمّ المدينة والمحافظة إجمالاً كثيراً من الآثار الرومانية البارزة التي تظهر معالمها في بعض الأزقة الضيقة في السويداء.

بالنسبة إلى الشيخ الدرزي مروان رزق، فإن «محافظة السويداء كانت مهمشة طوال أكثر من 60 عاماً... وأغلب سكانها تحت خط الفقر، إذ أفقرت الحكومة المخلوعة الغالبية، وعملت بمنهجية على تجويع الناس وتهجيرهم».

ويضيف: «بينما أنضمّ إلى المحتفلين في ساحة الكرامة، إن ما يطمح إليه السكان من الحكومة الجديدة في المستقبل هو قليل من الاهتمام».