الفصائل المسلحة السورية تعلن سيطرتها على كامل إدلب ومطار حلب

TT

الفصائل المسلحة السورية تعلن سيطرتها على كامل إدلب ومطار حلب

عناصر من الفصائل السورية المسلحة في وسط مدينة حلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)
عناصر من الفصائل السورية المسلحة في وسط مدينة حلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)

ذكر تلفزيون سوريا الموالي للفصائل المسلحة السورية، السبت، أن الفصائل تسيطر على كامل محافظة إدلب ومطار حلب في اليوم الرابع من هجومها العسكري الكبير، وكان التلفزيون ذكر في وقت سابق، السبت، أن الفصائل سيطرت على مدينة معرة النعمان «الاستراتيجية» جنوب إدلب، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة للفصائل المسلحة حظر التجوال لمدة 24 ساعة في مدينة حلب منذ الخامسة مساء اليوم: «حفاظاً على سلامة أهلنا في المدينة، وتأميناً للممتلكات الخاصة والعامة من العبث». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات الجيش السوري انسحبت من معرة النعمان باتجاه مدينة خان شيخون. ومن ناحية ثانية، قالت صحيفة «الوطن» إن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يستهدف بعدة غارات مواقع على أطراف جسر الشغور غرب إدلب.

وفي وقت سابق اليوم، أفادت الفصائل بأنها باتت تسيطر على بلدة تلمنس المتاخمة لمعرة النعمان جنوب إدلب.


مقالات ذات صلة

خيارات «قسد» الصعبة للتعامل مع «معركة حلب»

المشرق العربي مقاتلتان من «قسد» في دير الزور (إكس)

خيارات «قسد» الصعبة للتعامل مع «معركة حلب»

أمام «قوات سوريا الديمقراطية» خيارات صعبة للتعامل مع الفصائل السورية المسلحة التي باتت تسيطر على مناطق واسعة من مدينة حلب.

«الشرق الأوسط» (الحسكة (سوريا))
المشرق العربي مسلحون يتجمعون قرب قلعة حلب (الشرق الأوسط) play-circle 00:37

حلبيون يروون لـ«الشرق الأوسط» مشاهد من «المعركة المفاجئة»

روى شهود عيان يعيشون داخل حلب لـ«الشرق الأوسط» كيف واجهوا تلك «المعركة المفاجئة» بعد نحو 4 سنوات من التهدئة النسبية بالمدينة.

كمال شيخو (منبج (محافظة حلب))
المشرق العربي أحد مقاتلي الفصائل المسلحة يتجه إلى حلب بينما الدخان يتصاعد من قلب المدينة (أ.ف.ب)

تركيا تحدد أولوياتها في «معركة حلب»: منع النزوح... والتصدي لـ«قسد»

بعد صمت رسمي، حددت تركيا أولوياتها في «معركة حلب»، وتركزت على «منع أي موجة جديدة من النزوح إلى أراضيها»، وكذلك التصدى لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر تابعة للفصائل السورية المسلحة في أحد شوارع إدلب (أ.ف.ب)

روسيا وإيران تؤكدان دعمهما لسوريا بعد هجمات الفصائل المسلحة

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم (السبت)، أن وزيرَي خارجية إيران وروسيا عبَّرا عن دعمهما لسوريا، التي تشهد هجوماً كبيراً تشنّه فصائل مسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية أفراد من الفصائل المسلحة وسط حلب (أ.ف.ب)

قائد «الحرس الثوري» يلمح لوقوف إسرائيل وراء الهجمات في سوريا

قال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي إن «الخاسرين من حربَي غزة ولبنان» وراء الهجمات في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

خيارات «قسد» الصعبة للتعامل مع «معركة حلب»

مقاتلتان من «قسد» في دير الزور (إكس)
مقاتلتان من «قسد» في دير الزور (إكس)
TT

خيارات «قسد» الصعبة للتعامل مع «معركة حلب»

مقاتلتان من «قسد» في دير الزور (إكس)
مقاتلتان من «قسد» في دير الزور (إكس)

أمام «قوات سوريا الديمقراطية»، وهي تشكيل كردي يُعرف باسم «قسد»، خيارات صعبة للتعامل مع الفصائل السورية المسلحة التي باتت تُسيطر على مناطق واسعة من مدينة حلب.

وقال مصدران سياسيان مقرّبان من قيادة «قسد»، إن الزخم البشري الكبير الذي يرافق حملات الفصائل المسلحة يعود إلى مشاركة المدنيين من سكان القرى والبلدات في حلب.

وأوضح مصدر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المدنيين انخرطوا مع المسلحين بأعداد تفوق قوام الفصائل، بسبب أجواء خانقة كان يعيشها هؤلاء بسبب ممارسات الجيش السوري، وبهدف العودة إلى منازلهم».

وقال مصدر ثانٍ: «إن التقديرات الأولية لدى (قسد) تُفيد باحتمالية توسع عمليات الفصائل إلى مناطق أخرى غير حلب وأدلب، بسبب هذا الزخم».

مقاتلتان من «قسد» في دير الزور (إكس)

تكتيك «قسد»

فسّر المصدران محاولات القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، في وقت مبكر صباح السبت، للسيطرة على مطار حلب بأنها خطوة استباقية، كان الهدف منها تقوية وضعها في النزاع، بوصفها طرفاً قوياً في مفاوضات محتملة.

ويتمركز المجتمع الكردي في بلدتي الأشرفية والشيخ مقصود، واللتين تقعان تحت سيطرة قوات «وحدات حماية الشعب» العمود الفقري لـ«قسد».

وخلال الحرب السورية، تمكّنت «قسد» من السيطرة على هاتين البلدتين، رغم تعرضهما إلى قصف متكرر من فصائل مسلحة كانت تحاصر الشيخ مقصود، خصوصاً من 3 محاور.

وتعدّ هاتان البلدتان «جيبين بعيدين» عن مناطق النفوذ الكردية في الحسكة وغيرها في الشمال الشرقي من البلاد، وانعكس هذا على طبيعة تسليح وحداتها العسكرية شمال حلب.

وقال المصدر المقرب من «قسد»، إن التسليح في الشيخ مقصود والأشرفية والشهباء اقتصر على الأسلحة الخفيفة، لأن الحكومة السورية كانت قد حظرت تدفق الأسلحة الثقيلة والدبابات والمدرعات التي تمتلكها «قسد» في مناطق الإدارة الذاتية الأساسية.

وقال المصدران: «بسبب هذه الظروف، حدّدت (قسد) هدفاً تكتيكياً، وهو السيطرة على مطار حلب لكسب الوقت خلال معركة حلب، واستخدامه ورقة تُجبر الفصائل السورية المسلحة على فتح قناة تفاوض».

خيارات «قسد» الصعبة

ووفقاً للمصدرين، اللذين شددا على أن مجرى الأحداث قد يغير التكتيك في غضون ساعات وليس أياماً، فإن «قسد» ترى التفاوض مع الفصائل السورية مهمّاً جدّاً، في ظل الوقائع الميدانية، لكن الخيارات المتاحة صعبة، وربما مستحيلة.

وقال مصدر: «إن الخيار الأول هو التوصل لاتفاق قصير المدى، على أقل تقدير، لإبقاء البلدات الكردية تحت سيطرة قوات (قسد)»، رغم أن الترجيحات تفيد برفض الفصائل السورية.

أما الخيار الثاني، فهو «الانسحاب دون معارك، بشكل سلمي، وتسليم هذه البلدات إلى الفصائل السورية». وقال مصدر، إن بعض قيادات «قسد» متشددة في رفض هذا الخيار.

بينما يقضي الخيار الثالث، وفقاً للمصدرين، بأن تخوض قوات «قسد» حرب شوارع مع مسلحي الفصائل السورية المسلحة، بهدف الاحتفاظ بالبلدات الكردية شمالي حلب.

وقال مصدر، إن «الخيار الثالث انتحاري»، لكن إمكانية نجاحه قد تعتمد على «قناة تفاوض أخرى مع الجيش السوري والحكومة في دمشق لصد التمدد العسكري للفصائل»، غير أن هذا الخيار «بحاجة إلى غطاء جوي روسي»، وهو «أمر غير مضمون حتى الساعة».

عناصر من الفصائل السورية المسلحة وسط مدينة حلب بشمال سوريا (أ.ف.ب)

مطار حلب

وخلال نهار السبت، تضاربت الأنباء حول مطار حلب، إذ تداول ناشطون مقاطع فيديو لانتشار مسلحين كرد في بوابة المطار، قبل أن تعلن «إدارة العمليات العسكرية» التابعة للفصائل المسلحة أنها مَن سيطرت على الموقع.

وطبقاً لوسائل إعلام مؤيدة لـ«قسد»، فإن «القوات الكردية سارعت بعد انسحاب الجيش السوري إلى التقدم باتجاه بلدات تل حافر وتل عران وتل حاصل»، وقرى أخرى في ريف حلب الشرقي.

وقال فرهاد شامي، المتحدث باسم قوات «قسد»، إن أولوية القوات الكردية هو «الدفاع عن مناطقها؛ لذلك ستتدخل حسب الضرورة للدفاع عن الشعب الكردي».

واتهم شامي، في بيان صحافي، تركيا «بإدارة خطة الهجوم في شمال غربي سوريا»، وأكد أن «قسد» تتابع من كثب هذه التطورات الحساسة.

وانهارت خطوط الجيش السوري بـ«وتيرة مذهلة»، وفقاً لتعبير الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة.

ومنذ بدء الهجوم، الأربعاء، أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل 327 شخصاً، 183 منهم من الفصائل السورية المسلحة، و100 من عناصر الجيش السوري والمجموعات الموالية له، إضافة إلى 44 مدنياً، وفق حصيلة لـ«المرصد السوري».