أولويتان ﻟ«المؤتمر الدولي لدعم الشعب والسيادة اللبنانية» غداً في باريس

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال رسمي في قصر الإليزيه بباريس 22 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال رسمي في قصر الإليزيه بباريس 22 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

أولويتان ﻟ«المؤتمر الدولي لدعم الشعب والسيادة اللبنانية» غداً في باريس

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال رسمي في قصر الإليزيه بباريس 22 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال رسمي في قصر الإليزيه بباريس 22 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ينعقد «المؤتمر الدولي لدعم الشعب والسيادة اللبنانية»، غداً الخميس، في باريس تحت إشراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويأتي بوصفه علامة لوقوف فرنسا إلى جانب لبنان الذي مزّقته الحرب بين إسرائيل و«حزب الله». وعلى الرغم من صعوبة المهمة، وإخلاصاً للدور الذي ينوي ماكرون القيام به في إنعاش هذا البلد المرتبط بفرنسا عبر التاريخ، يركز المؤتمر على أولويتين أساسيتين هما: الجانب الإنساني، مع نزوح مئات آلاف اللبنانيين من منازلهم جراء الحرب، والجانب الأمني عبر تأمين المساعدات المالية للجيش اللبناني الذي تنظر إليه باريس على أنه «الركيزة الأساسية لضمان وحدة لبنان واستقراره»، وفق ما نقلته صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، اليوم الأربعاء.

ولم تصدر، حتى الآن، أي أرقام من قِبل «الخارجية» الفرنسية حول حجم المساعدات الإنسانية التي سيجري جمعها خلال هذا المؤتمر، الذي لا تشارك فيه إسرائيل ولا إيران، وعلى الأرجح سيغيب عنه أنتوني بلينكن، زعيم الدبلوماسية الأميركية. وفي الأولوية الإنسانية، تأمل باريس بمساهمة كبيرة من حلفائها ومن الدول الصديقة للبنان.

امرأة لبنانية نازحة تطوي الملابس داخل إحدى الغرف بمدرسة تؤوي نازحين ببلدة دير عمار في شمال لبنان 17 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الأولوية الثانية في المؤتمر تركز على الأمن، على وجه التحديد. وقد أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، في مقابلة أجرتها معه «وكالة الصحافة الفرنسية» مؤخراً: «سنطلب مساعدات إنسانية ومساعدات أمنية» فيما يتعلق «بكل ما يخص الجيش وقوى الأمن الداخلي»، حيث من المرجح أن يُدعى الجيش اللبناني إلى لعب دور أساسي، بمجرد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.

فالإليزيه يرى أنه ينبغي نشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان، بدلاً من «حزب الله»، وفقاً لما نص عليه قرار الأمم المتحدة رقم 1701 عام 2006، والذي جرى تبنّيه في نهاية الحرب السابقة بين الدولة العبرية والقوات المُوالية لإيران.

ومن هنا جاءت الجهود الدبلوماسية الفرنسية، التي سيجري التذكير بها خلال هذا المؤتمر غداً، لصالح وقف القتال بين الطرفين المتحاربَين. لكن هنا مرة أخرى، باريس ليست وحدها في هذه المناورة، وفق «لوفيغارو». فالولايات المتحدة هي التي تلعب دور الوسيط بين تل أبيب وبيروت. ومن وجهة النظر هذه، تأسف الدبلوماسية الفرنسية؛ لأن الولايات المتحدة تعطي شيكاً على بياض للهجوم العسكري الإسرائيلي على جارتها الشمالية، في حين تراجع الرئيسان جو بايدن وإيمانويل ماكرون، قبل ثلاثة أسابيع، عن الاتفاق على وقف إطلاق نار مؤقت مقترح لمدة 21 يوماً، وهو الأمر الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

قوات حفظ السلام «يونيفيل» ومركبات للجيش اللبناني ببلدة القليعة بالقرب من الحدود مع إسرائيل وسط المعارك بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية بجنوب لبنان 19 أكتوبر 2024 (رويترز)

وأكدت فرنسا، التي تشعر بالقلق إزاء احتدام الصراعات الطائفية في لبنان، على لسان وزير القوات المسلحة الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، أنه «لن يكون هناك حل سياسي (في لبنان)، دون مراعاة مصالح الطوائف، بما في ذلك الشيعة والمسيحيون، وهذا أمر ضروري، ومن أجل ذلك نتحدث مع الفرع السياسي لـ(حزب الله)».

ومن بين الأفكار التي ستجري مناقشتها، على هامش هذا المؤتمر الدولي، تعزيز الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل؛ من أجل ضمان عودة 70 ألف إسرائيلي هجّرتهم ضربات «حزب الله»، منذ العام الماضي، وتوسيع نطاق العمليات العسكرية لقوات الأمم المتحدة «اليونيفيل»، التي تتهمها إسرائيل بأنها شهدت - دون القدرة على التحرك - تعزيز ترسانة «حزب الله» في جنوب لبنان، لمدة خمسة عشر عاماً.


مقالات ذات صلة

غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف وسط بيروت

المشرق العربي موقع غارة إسرائيلية استهدفت قلب بيروت فجر اليوم (ا.ب)

غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف وسط بيروت

سُمع دوي انفجارات عدة مدوية في العاصمة اللبنانية، فجر اليوم، مع دخول الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله شهرها الثالث.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي عاملا صحة يعتنيان بمصابة جراء الحرب في أحد مستشفيات لبنان 15 يوليو 2024 (أ.ب)

الصحة العالمية: مقتل 226 عاملاً صحياً ومريضاً في لبنان منذ بدء حرب 7 أكتوبر

قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الجمعة)، إن 226 عاملاً صحياً ومريضاً قُتلوا في لبنان، فيما أصيب 199 آخرون جراء الهجمات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تصاعد الدخان بعد غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة 22 نوفمبر 2024 (أ.ب) play-circle 00:54

مقتل مدير مستشفى و6 من زملائه في قصف إسرائيلي على شرق لبنان

قُتل مدير مستشفى دار الأمل قرب بعلبك في شرق لبنان مع ستة من زملائه العاملين في المستشفى، الجمعة، في ضربة إسرائيلية استهدفت منزله.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«حزب الله» يشن أكبر هجوم بالمسيّرات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان

الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)
الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يشن أكبر هجوم بالمسيّرات ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان

الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)
الدفاع الجوي الإسرائيلي يعترض هدفاً جوياً تم إطلاقه من لبنان (إ.ب.أ)

ذكرت قناة تلفزيون «المنار» التابعة لـ«حزب الله»، اليوم الجمعة، أن الجماعة اللبنانية شنّت أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة ضد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان منذ بداية المواجهات.

وقالت القناة إن 28 طائرة مسيّرة انقضاضية «دكت تجمعات العدو الإسرائيلي بمدينة الخيام جنوب لبنان».

وقال الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، إن طائرة مسيّرة سقطت في منطقة الجليل الغربي، وإن هناك محاولات لاعتراض أهداف جوية أخرى.

وأضاف الجيش في بيان أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات حتى الآن.