«حزب الله» يؤكد مقتل علي كركي مع نصر الله... ويكشف قيادته جبهة الجنوب

فتاة لبنانية تلتقط صوراً لمكان الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
فتاة لبنانية تلتقط صوراً لمكان الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
TT

«حزب الله» يؤكد مقتل علي كركي مع نصر الله... ويكشف قيادته جبهة الجنوب

فتاة لبنانية تلتقط صوراً لمكان الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)
فتاة لبنانية تلتقط صوراً لمكان الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت (د.ب.أ)

أكدت «حزب الله» اللبناني، الأحد، مقتل القيادي علي كركي في الغارة الإسرائيلية التي قتلت أمينه العام حسن نصر الله. وكشف أن كركي كان «المسؤول الميداني المباشر» عن قيادة جبهة الجنوب منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال «حزب الله»، في بيان، إن علي كركي واسمه الحركي «أبو الفضل»، قُتل مع مجموعة من القياديين بالحزب بينهم الأمين العام حسن نصر الله في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مقراً تحت الأرض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وأوضح بيان الحزب أن كركي تولى القيادة العسكرية في جنوب لبنان منذ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، مشيراً إلى أنه «قاد وشارك في كافة المواجهات» مع إسرائيل، وكان «مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها في جبهة الإسناد منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، السبت، أن مِن بين مَن قضوا في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت؛ القيادي في «حزب الله» علي كركي، الذي وصفه بأنه قائد جبهة الجنوب في الحزب.

ونجا كركي من قصف إسرائيلي استهدفه، الاثنين، في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال مصدر أمني لبناني، إن ضربة إسرائيلية، مساء الاثنين، على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي الكبير في «حزب الله» اللبناني، علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية.

وأضاف بيان «حزب الله»، أن كركي تولى قيادة مقاتلي الحزب في الجنوب منذ الغزو الإسرائيلي عام 1982، و«كان مسؤولاً بشكل مباشر وميداني عن قيادة جبهة الجنوب بكافة محاورها ووحداتها في جبهة الإسناد منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023».

وأعلن الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله»، السبت، مقتل حسن نصر الله الأمين العام للحزب في قصف إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.

ومنذ الاثنين، كثّفت إسرائيل وتيرة ضرباتها على «حزب الله» في مناطق مختلفة في لبنان، ما استدعى ردوداً من الحزب، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين غداة اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر الماضي.


مقالات ذات صلة

بايدن: يجب تجنب اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ب)

بايدن: يجب تجنب اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأحد)، إنه لا بد من تفادي اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (أ.ف.ب)

قائد الجيش الإسرائيلي: علينا مواصلة ضرب «حزب الله» بقوة

قال الجنرال هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، إنه يتعين على إسرائيل مواصلة استهداف «حزب الله» بقوة.

المشرق العربي إسرائيل تستكمل ملاحقة قيادات «حزب الله» في الضاحية play-circle 00:45

إسرائيل تستكمل ملاحقة قيادات «حزب الله» في الضاحية

تمضي إسرائيل في ملاحقة قيادات «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزامن مع أوسع مروحة من الغارات الجوية العنيفة التي أسفرت عن مجازر في الجنوب والبقاع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس السوري بشار الأسد (رويترز)

الأسد يعزِّي عائلة حسن نصر الله

أرسل الرئيس السوري بشار الأسد رسالة تعزية لعائلة زعيم «حزب الله» حسن نصر الله بعد يومين من اغتياله، مساء الجمعة، بقصف إسرائيلي لمقر قيادة الحزب في بيروت.

شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو يترأس اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي (الحكومة الإسرائيلية)

اليوم التالي لإسرائيل... استثمار «المكاسب» أم التورط في لبنان؟

كما في كل حرب، تقف إسرائيل أمام خيارين؛ فإما أن تستثمر «إنجازاتها» العسكرية، وهي غير قليلة وفقاً لمفاهيمها، وإما أن تسعى للخروج من الحرب لأفق سياسي... فهل تفعل؟

نظير مجلي (تل أبيب)

مقتل قرابة 60 شخصاً في غارات إسرائيلية على لبنان خلال 24 ساعة

غارة إسرائيلية استهدفت منطقة عين الدلب الواقعة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان (د.ب.أ)
غارة إسرائيلية استهدفت منطقة عين الدلب الواقعة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان (د.ب.أ)
TT

مقتل قرابة 60 شخصاً في غارات إسرائيلية على لبنان خلال 24 ساعة

غارة إسرائيلية استهدفت منطقة عين الدلب الواقعة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان (د.ب.أ)
غارة إسرائيلية استهدفت منطقة عين الدلب الواقعة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان (د.ب.أ)

نفّذ الجيش الإسرائيلي، الأحد، عشرات الغارات على لبنان خلفت قرابة 60 قتيلاً، بعد يومين من مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله مع قادة آخرين في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

وتواصل الضغط العسكري على «حزب الله»، وقالت إسرائيل إنها هاجمت 120 هدفاً في معاقل الحزب، الأحد، شملت وفقاً لها مواقع إطلاق صواريخ ومنشآت عسكرية ومستودعات أسلحة. وسمع مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية دوي انفجار قوي ورأوا أعمدة دخان تتصاعد من ضاحية بيروت الجنوبية، حيث قُتل حسن نصر الله الجمعة في غارة إسرائيلية قوية سوّت عدة مبانٍ بالأرض.

في الأثناء، قال مصدر مقرب من الحزب إن «جثمان نصر الله انتشل السبت، وجرى غسله وتكفينه الأحد»، مضيفاً أنه «لم يُحدد بعد موعد تشييعه ودفنه». وفي جنوب لبنان، قُتل 32 شخصاً في غارات قرب صيدا، الأحد، وقتل في شرق البلاد 25 شخصاً على الأقل، حسب وزارة الصحة. كما قتل في 48 ساعة 14 مسعفاً في الغارات الإسرائيلية، حسب الوزارة.

يأتي ذلك غداة مقتل 33 شخصاً وإصابة 195 بجروح السبت في ضربات إسرائيلية على لبنان، وفق وزارة الصحة.

تصفية الحساب

أكد الجيش الإسرائيلي أن عملية الجمعة قتلت «أكثر من 20 إرهابياً آخرين من مختلف الرتب كانوا موجودين في المقر العام في بيروت تحت مبان مدنية، وكانوا يديرون عمليات (حزب الله) الإرهابية ضد دولة إسرائيل». ومن العناصر الذين ذكر الجيش الإسرائيلي أسماءهم إبراهيم حسين جزيني وسمير توفيق ديب وعبد الأمير محمد سبليني وعلي نايف أيوب.

ويشكل اغتيال حسن نصر الله الذي يعد أقوى رجل في لبنان، انتصاراً كبيراً لإسرائيل على إيران وحلفائها، ويغرق المنطقة في المجهول.

لكن رغم الضربات المتواصلة التي تشنها إسرائيل، أعلن «حزب الله» عمليات إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل، بما في ذلك مدينة صفد. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن حوالي 8 مقذوفات سقطت في مناطق مفتوحة قرب طبريا. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت: «لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من الإسرائيليين والعديد من مواطني الدول الأخرى».

في انتظار خليفة لنصر الله

قالت إيران التي تمول «حزب الله» وتسلحه منذ تأسيسه عام 1982، إن «المسار المجيد لقائد المقاومة سيستمر وسيتحقق هدفه بتحرير القدس». وحسب طهران، قضى نائب قائد عمليات «الحرس الثوري» عباس نيلفوروشان إلى جانب الأمين العام لـ«حزب الله»، وحذرت السلطات الإيرانية من أن «هذه الجريمة الشنيعة للكيان الصهيوني الغاصب لن تمر بدون رد».

تولى حسن نصر الله (64 عاماً) الأمانة العامة لحزب الله في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي، وطوّر الحزب بقيادته قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح، كما زاد عدد أعضائه ليبلغ كما سبق أن أعلن نحو 100 ألف مقاتل. ومن المحتمل أن يعيَّن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي للحزب وابن خالة نصر الله، أميناً عاماً جديداً.

وطلبت إيران السبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الذي دعته إلى «اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لوقف العدوان الإسرائيلي، ومنع جر المنطقة إلى حرب شاملة». ووصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، مساء الأحد، إلى لبنان، وقالت الخارجية إنه «سيجري محادثات مع السلطات المحلية وسيقدم دعماً فرنسياً، وخصوصاً إنسانياً».

يلتقي بارو الاثنين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

رد فعل غير مسبوق

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، الأحد، أنّ عدد النازحين قد يكون وصل إلى «مليون شخص»، معتبراً أنّ هذه قد تكون «أكبر» عملية نزوح في البلاد. على المستوى ذاته، أعلن برنامج الأغذية العالمي عملية طارئة لتأمين مساعدات غذائية لمليون شخص متضرّر في لبنان.

وقال هيكو ويمن، المتخصص في شؤون المنطقة في مجموعة الأزمات الدولية: «إذا لم يرد (حزب الله) في هذه المرحلة بترسانته من الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى، فسنستنتج أنّه ببساطة لا يملك القدرة». وأضاف: «إما أن نشهد رد فعل غير مسبوق من (حزب الله)... وإما هزيمة كاملة».

«أفعال غير أخلاقية»

غداة هجوم حركة «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، الذي أدى إلى مقتل 1205 أشخاص، غالبيتهم مدنيون، وتسبب في اندلاع الحرب المدمّرة في قطاع غزة، فتح «حزب الله» من لبنان ما سماه «جبهة إسناد» لغزة. وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، بدأت إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف لحزب الله في 23 سبتمبر (أيلول). وتقول إسرائيل إنها تعمل على وقف استهداف «حزب الله» لشمال أراضيها، وبالتالي السماح بعودة عشرات الآلاف من السكان الذين أجبروا على النزوح.

وفي الوقت نفسه، يواصل جيشها هجومه الدامي على «حماس» في غزة، حيث قتل 41595 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس»، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. ورداً على سؤال حول عواقب الضربات الإسرائيلية على المدنيين في لبنان، ندد البابا فرنسيس الأحد «بأفعال غير أخلاقية». وقال البابا: «حتى في الحرب، هناك أخلاقيات يجب الدفاع عنها. الحرب غير أخلاقية، لكن قواعد الحرب تشير إلى شكل من أشكال الأخلاق».