التصعيد الإسرائيلي في الضفة وصل إلى «نقطة قبل الاشتعال»

سموتريتش يدعو لـ«حرب دفاعية» في الضفة ويهددها بخراب مماثل لغزة

عربة عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية الخميس (رويترز)
عربة عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية الخميس (رويترز)
TT

التصعيد الإسرائيلي في الضفة وصل إلى «نقطة قبل الاشتعال»

عربة عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية الخميس (رويترز)
عربة عسكرية إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية الخميس (رويترز)

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن على إسرائيل أن تبدأ «حرباً دفاعية» في الضفة الغربية، مهدداً بتحويل مدن الضفة إلى خراب إذا تواصل التصعيد في المنطقة، التي قال إسرائيليون إنها وصلت إلى «نقطة واحدة قبل الغليان». وأضاف سموتريتش، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، قائلاً: «رسالتنا للجيران في طولكرم ونور شمس والشويكة وقلقيلية أننا سندمركم كما فعلنا في غزة إذا استمر إرهابكم». وتعهد سموتريتش بمواصلة السيطرة على الضفة الغربية بوصفها الحزام الأمني للمستوطنات على خط التماس، معتبراً أن كل من يتحدث عن إقامة دولة فلسطينية فإنه يهدر دم اليهود ويعرض دولتهم للخطر.

وقال سموتريتش في أثناء زيارته موقعاً تعرض لإطلاق النار في مستوطنة «بات حيفر» القريبة من طولكرم في شمال الضفة الغربية: «سنوجه ضربة حاسمة للإرهاب لكي لا تصبح كفار سابا (في الضفة) كفار عزة (في غلاف غزة) وبات حيفر هي بئيري. وهذا ما سنفعله».

مستوطنون يغلقون حاجز بيت فوريك العسكري أمام الفلسطينيين بعد هجوم دهس قُتل فيه جنديان إسرائيليان (د.ب.أ)

مقتل جنديين إسرائيليين

وجاءت تصريحات سموتريتش بعد ساعات من تصعيد في الضفة الغربية، شمل مقتل جنديين إسرائيليين على حاجز عسكري جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، واستهداف مستوطنة «بات حيفر» غرب طولكرم بالرصاص، وذلك في وقت كان فيه الجيش الإسرائيلي يقتحم معظم مدن وقرى ومخيمات الضفة، في مشهد يختصر الجو العام على الجبهة. ومقتل جنود إسرائيليين في عملية جديدة، عزز مخاوف إسرائيلية من تصعيد محتمل في الضفة الغربية.

وصعدت إسرائيل في الضفة بعد بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بدعوى كبح أي فرصة لتحولها إلى جبهة ثالثة، لكنها راحت تقتحم وتقتل وتعتقل فلسطينيين بأعداد كبيرة، مستخدمة قوة نيران غير مسبوقة في مناطق الضفة، بما في ذلك استئناف الاغتيالات من الجو. ومنذ السابع من أكتوبر قتلت إسرائيل في الضفة أكثر من 515 فلسطينياً، واعتقلت وجرحت آلاف الفلسطينيين، ودمرت بنى تحتية وهدمت منازل وصادرت أموالاً.

لكن استهداف مستوطنة «بات حيفر» أشعل مخاوف من شبح هجوم مماثل لما حدث في غزة في السابع من أكتوبر. ويقول المستوطنون في الضفة الغربية إنهم بحاجة إلى حماية أكبر؛ خشية تعرضهم لهجوم مباغت على نسق ما حدث في غلاف غزة، رغم أنهم يهاجمون ويقتلون الفلسطينيين في منازلهم والشوارع.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار التي لحقت بسوق الخضار المركزي بعد هجوم إسرائيلي في رام الله بالضفة الغربية الخميس (رويترز)

السعي لتفكيك السلطة

وبعد إطلاق النار مباشرة على «بات حيفر» كتب سموتريتش على منصة «إكس» أنه «ينبغي علينا ألا نسمح لهم أن يفعلوا في وادي الشارون (منطقة وسط إسرائيل) ما فعلوه في 7 أكتوبر». ومن جانبهم، يتهم الفلسطينيون إسرائيل بأنها هي التي تدفع الضفة إلى التصعيد.

وقال مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل تريد إضعاف السلطة وتسعى إلى تفكيكها، وتضغط على الناس من أجل الهجرة، فهي تفعل في الضفة ما تفعله في غزة، لكن بطريقة مختلفة نوعاً ما». وعاشت الضفة، فجر الخميس، واحدة من الليالي الطويلة مع اقتحام الجيش رام الله ونابلس وجنين وسلفيت وبيت لحم وقلقيلية وطوباس وطولكرم والخليل وأريحا، قبل أن يشتبك الجيش مع فلسطينيين، قتل بعضهم وجرح واعتقل آخرين، مثلما يفعل يومياً، لكن زاد عليه هذه المرة مداهمة محلات صيارفة وإحراق سوق رام الله القديم.

وشوهدت القوات الإسرائيلية تستعرض في كل شوارع الضفة الغربية وتداهم منازل ومباني وأسواقاً ومحلات صيارفة، قبل أن تحرق سوق رام الله جراء الرصاص والقنابل الغازية والمضيئة والعبوات الحارقة. وأظهرت مقاطع فيديو نيراناً كبيرة تأتي على السوق القديم.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير ماليته بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - رويترز)

خنق اقتصاد الضفة

وقال رئيس بلدية البيرة روبين الخطيب إن الحريق تسبب في اشتعال النيران في أكثر من 100 محل تجاري في السوق، بينما قال الدفاع المدني إن الحريق بدأ في عربات الخضار الخشبية وانتقل لبعض المحال التجارية. وعملت 10 مركبات إطفاء بتعزيز من محافظتي القدس وسلفيت بمشاركة 60 رجل إطفاء، بالإضافة لمساندة الشرطة والأمن الوطني وبلديتي رام الله والبيرة، على السيطرة على الحريق ومنع امتداد النيران للمجمعات التجارية المجاورة.

وفيما اعتقلت القوات الإسرائيلية مطلوبين من بيوتهم وعلى حواجز عسكرية، صادرت أموالاً من محلات صيارفة في الضفة الغربية، في نهج بدأت اتباعه في الأسابيع القليلة الماضية. واقتحم الجيش محلات صيارفة في مدن مختلفة واعتقل قائمين على هذه المحلات وصادر أموالاً. وتقول إسرائيل إنها تستهدف الأموال التي يتم تحويلها لنشاطات معادية، لكن سلطة النقد اعتبرت أن الاستهداف المتكرر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية لمحلات الصرافة الخاضعة لإشرافها ورقابتها وللعاملين فيها، يأتي في سياق حملة لضرب القطاع المالي في فلسطين، في إطار خطة أوسع لخنق الاقتصاد الوطني.

وأكدت سلطة النقد، في بيان، الخميس، أنها وإذ ترفض سلطة النقد أي ذرائع واهية تسوقها سلطات الاحتلال لتبرير الاقتحام المتكرر لمقار شركات الصرافة، فإنها تجدد التأكيد على أن جميع القطاعات الخاضعة لإشرافها ورقابتها تخضع لمعايير امتثال صارمة تتوافق والممارسات الدولية الفضلى.

وأوضحت سلطة النقد أنها تعمل مع الجهات الدولية ذات العلاقة؛ لبيان خطورة هذه الممارسات وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد، خاصة في ظل الظروف الراهنة بالغة التعقيد والصعوبة.

قوات إسرائيلية تستهدف متظاهرين فلسطينيين في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

جو مشحون للغاية

وأثار ما حدث في الضفة، الخميس، من اقتحامات واعتقالات وتخريب وقتل جنود واستهداف مستوطنات، نقاشاً حول ما إذا كان الوضع الأمني في الضفة ذاهب نحو التصعيد الذي ظلت الأجهزة الأمنية تحذر منه، وهل تغذيه إسرائيل فعلاً. ويربط المراقبون بين التصعيد في العمليات التي تنفذها خلايا فلسطينية في الضفة الغربية والحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر، في إشارة إلى تأثر الأولى بالثانية، ويعتقدون أن دخول الضفة على الخط بصفتها جبهة ثالثة مسألة وقت فقط، وفي ظل ضغط مالي واقتصادي وغياب أفق سياسي في جو مشحون للغاية.

ووفقاً لتقرير في موقع «واي نت»، فإن الأرقام توضح أنه «منذ بداية الحرب، يعمل في الضفة 23 كتيبة، وقُتل أكثر من 65 ناشطاً في جنين، وتم اعتقال أكثر من 160 آخرين، وتمت مصادرة نحو 100 قطعة سلاح. وفي طولكرم قتل نحو 40 مسلحاً، وألقي القبض على نحو 40، ومصادرة أكثر من 30 قطعة سلاح».

وفي مخيم نور شمس قُتل نحو 50 مسلحاً، وألقي القبض على نحو 50، وصودر نحو 70 قطعة سلاح. كما شهدت الضفة الغربية تحولاً تكتيكياً غير مسبوق، حيث أدخل الجيش الإسرائيلي الطيران لإحباط النشاطات المسلحة حديثاً، وتم منذ بداية الحرب تنفيذ 50 غارة جوية في الضفة الغربية».

وكتب المحلل العسكري عاموس هرئيل في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، محذراً من أنه على الرغم من الضفة بقيت ساحة ثانوية للقتال في غزة، فإن الاستقرار المحدود في الضفة قد يتضعضع في الأشهر القريبة المقبلة، بسبب الخطوات التي يتخذها اليمين في إسرائيل من أجل التخلص من السلطة الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

الملك عبد الله الثاني يستقبل ميقاتي: الأردن يبذل أقصى الجهود لوقف الحرب على لبنان

المشرق العربي لقاء الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بحضور ولي العهد الأمير حسين في عمّان (أ.ف.ب)

الملك عبد الله الثاني يستقبل ميقاتي: الأردن يبذل أقصى الجهود لوقف الحرب على لبنان

أكد ملك الأردن عبد الله الثاني في لقائه برئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن بلاده «تبذل أقصى الجهود لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تراقب حفارات بالقرب من قرية على الحدود اللبنانية (أ.ب)

لبنان يتمسك ببقاء الـ«يونيفيل» ضمانةً دوليّة

يتمسك لبنان بقوّات الـ«يونيفيل» والقيام بمهامها، ولو كانت محدودة، في ظل تحولها هدفاً للجيش الإسرائيلي الذي طالبها بإخلاء مواقعها، ما رفضته بشكل قاطع.

يوسف دياب (بيروت)
تحليل إخباري جنود إسرائيليون يعبرون منطقة استهدفتها المسيّرات التي أطلقها «حزب الله» على مستعمرة بينامينا (رويترز)

تحليل إخباري حرب لبنان وصياغة مفاهيم جديدة للحروب بالوكالة

تفاجأت إسرائيل استخباراتياً في تاريخها الحديث مرتين؛ الأولى: في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، والثانية: في 7 أكتوبر 2023.

المحلل العسكري
المشرق العربي جندي إسرائيلي في قطاع غزة في هذه الصورة التي تم نشرها في 21 ديسمبر 2023 عبر قوات الدفاع الإسرائيلية (رويترز)

كيف يستخدم الجيش الإسرائيلي فلسطينيين دروعاً بشرية في غزة؟

أجبر جنود إسرائيليون أسرى فلسطينيين على القيام بمهام استطلاعية تهدد حياتهم طوال الحرب في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي فلسطينيون يشاهدون سيارات محترقة نتيجة غارة إسرائيلية على خيام تؤوي نازحين في باحة مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة (د.ب.أ)

إسرائيل تكثّف الضغط العسكري على شمال غزة وسط مخاوف التهجير

قال مُسعِفون فلسطينيون إن 10 أشخاص على الأقل قُتلوا، وأُصيب 30 آخرون، بسبب قذائف دبابات إسرائيلية‭‭ ‬‬استهدفت مركزاً لتوزيع المواد الغذائية في جباليا.

«الشرق الأوسط» (غزة)

الملك عبد الله الثاني يستقبل ميقاتي: الأردن يبذل أقصى الجهود لوقف الحرب على لبنان

لقاء الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بحضور ولي العهد الأمير حسين في عمّان (أ.ف.ب)
لقاء الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بحضور ولي العهد الأمير حسين في عمّان (أ.ف.ب)
TT

الملك عبد الله الثاني يستقبل ميقاتي: الأردن يبذل أقصى الجهود لوقف الحرب على لبنان

لقاء الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بحضور ولي العهد الأمير حسين في عمّان (أ.ف.ب)
لقاء الملك عبد الله الثاني برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بحضور ولي العهد الأمير حسين في عمّان (أ.ف.ب)

أكد ملك الأردن عبد الله الثاني أن بلاده «تبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان»، في وقت لم تتوقف فيه المحادثات اللبنانية مع مؤثرين دوليين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، وإيجاد آلية لتطبيق القرار 1701، رغم التعثر، حتى اللحظة، في إيجاد خرق جدي يُبنى عليه لإنهاء الحرب، في مقابل إجماع لبناني على ضرورة تطبيق القرار 1701.

وحط رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الاثنين، في الأردن، حيث عقد لقاءً مع الملك عبد الله الثاني، و«استعرضا الأوضاع الراهنة في لبنان والعدوان الإسرائيلي على الجنوب»، وفق ما أفادت به رئاسة الحكومة اللبنانية.

وأكد الملك عبد الله خلال اللقاء «وقوف الأردن المطلق إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق، ودعم سيادته وأمنه واستقراره»، وشدد «على استعداد المملكة لتقديم المساعدات للأشقاء اللبنانيين، للتخفيف من معاناتهم جراء الحرب الدائرة»، وقال إن «الأردن يبذل أقصى الجهود بالتنسيق مع الأشقاء العرب والدول الفاعلة لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان».

وحذر ملك الأردن «من استمرار وتوسُّع العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي سيدفع المنطقة إلى حرب إقليمية ستكون عواقبها وخيمة على الجميع».

بدوره، أعرب الرئيس ميقاتي عن تقديره للملك عبد الله «لوقوف الأردن إلى جانب لبنان في كل المراحل، لا سيما الجهود التي يبذلها لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه»، وثمَّن «الدعم الذي تقدمه المملكة عبر الجسر الجوي بين عمّان وبيروت لإغاثة النازحين جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان».

رئيس وزراء الأردن

كان ميقاتي قد التقى صباحاً رئيس الوزراء الأردني جعفر حسَّان في مقر رئاسة الحكومة الأردنية، وبحث اللقاء «تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وتطوُّرات الأوضاع، والتَّصعيد الخطير في المنطقة».

لقاء سابق بين رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيروت (إ.ب.أ)

وأكَّد رئيس الوزراء الأردني خلال اللِّقاء أن بلاده «بتوجيهات من الملك عبد الله الثَّاني، تقف إلى جانب لبنان الشَّقيق، وتدعم أمنه وسيادته واستقراره، وترفض بشدة العدوان الإسرائيلي الغاشم عليه، وتؤكِّد ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701». وقال إن الرئيس ميقاتي «ثمّن مواقف الأردن ملكاً وحكومةً وشعباً تجاه لبنان، في ظلِّ ما يشهده من عدوان إسرائيلي».

وتأتي الزيارة بعد أيام على زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بيروت، ولقائه المسؤولين اللبنانيين، ومن ضمنهم الرئيس ميقاتي.

مباحثات وقف إطلاق النار

دخل لبنان، الاثنين، الأسبوع الرابع تقريباً من الحرب الإسرائيلية الواسعة التي طال قصفها مختلف الأراضي اللبنانية، ودفعت نحو 1.2 مليون مواطن للنزوح من مساكنهم، بينما مضى أسبوعان على العملية البرية التي أطلقتها إسرائيل في المنطقة الحدودية. ولم تسفر كل الاتصالات التي أجراها لبنان مع ممثلين دوليين بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وفق ما تقول مصادر لبنانية مواكبة، مشيرة إلى أن الجانب الإسرائيلي يرفض كل المقترحات حتى الآن.

وعرضت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت مع رئيس البرلمان نبيه بري التطورات، وقالت بعد لقائه: «تحدثنا حول تطورات الأوضاع وآخر المستجدات في البلد، كما تَطَرَّقْنا أيضاً إلى الأحداث المؤسفة التي تؤثر في عدد كبير من اللبنانيين»، لافتة إلى أن «الأمم المتحدة تبذل كل ما بوسعها من أجل خلق نافذة للمساعدة على حل المشكلة دبلوماسياً».

جينين بلاسخارت (يونامي)

وأضافت: «لنكن واضحين، فالقرار 1701 هو القرار المطلوب تنفيذه من الطرفين للوصول إلى حل، وجميع المندرجات المتضمنة للقرار 1701 مهم تنفيذها»، محذرة من أن «الوضع لا يحتمل عدم التنفيذ الكامل للقرار 1701 بكل بنوده». وأشارت إلى أنها تحدثت مع بري «عن القرار 1701 وآلية تطبيقه؛ لأننا حريصون في المستقبل على ألا يعيد التاريخ نفسه بما يخص القرار».

وأكدت قائلة: «إننا بحاجة أولاً إلى وقف إطلاق النار»، ذلك أن «الحديث يكون صعباً خلال إطلاق النار»، وشددت على أنه داخل الأمم المتحدة وخارجها «كلنا نعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية».

رئيس وزراء قطر

وتلقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، جرى خلاله استعراض تطورات الأوضاع الراهنة لجهة أولوية الوقف الفوري لإطلاق النار، ووقف العدوان الإسرائيلي، وفق ما أفادت به رئاسة البرلمان، وقالت إن الآراء «كانت متطابقة».

مساعدات قطرية وفرنسية متجهة إلى لبنان (أ.ف.ب)

كما أجرى بري اتصالاً بقائد قوات الـ«يونيفيل» اللواء آرالدو لاثارو، شكره فيه على «موقفه العاقل والشجاع بثباتهم في مواقعهم وفقاً للمهام الموكَلة إليهم»، مؤكداً له أن «هذه الوقفة تحفظ الحياة للقرار الأممي رقم 1701».

وكان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أكد بعد زيارة بري «العمل على اختيار اسم توافقي لرئاسة الجمهورية»، مشيراً إلى أن «الاجتماع عُقد لمحاولة تظهير موقف لبناني كبير حول العناوين الأساسية التي يوجد نوع من إجماع عليها وأولها وقف إطلاق النار، وتنفيذ القرار 1701». وشدد على «التضامن الداخلي في مواجهة العدو الإسرائيلي، وليس التضامن الإنساني فحسب»، مؤكداً «أننا قادرون على التعبير عن هذه العناوين الثلاثة في مشهد لبناني وطني وليس فئوياً، وسنترجمه في انتخابات الرئاسة بشكل عملي». وأكد أن «العمل جارٍ لتحديد اسم توافقي لا يشكل تحدياً لأحد، والموضوع ليس انتخاب رئيس بالـ86 صوتاً، بل تأمين النصاب وأكبر قدر إجماع حول الرئيس».