مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة

امتنعت أميركا وروسيا عن التصويت على مشروع القرار الإماراتي في مجلس الأمن (رويترز)
امتنعت أميركا وروسيا عن التصويت على مشروع القرار الإماراتي في مجلس الأمن (رويترز)
TT

مجلس الأمن يوافق على مشروع قرار لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة

امتنعت أميركا وروسيا عن التصويت على مشروع القرار الإماراتي في مجلس الأمن (رويترز)
امتنعت أميركا وروسيا عن التصويت على مشروع القرار الإماراتي في مجلس الأمن (رويترز)

وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على مبادرة مخففة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة «لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية».

جاء ذلك بعد أسبوع من تأجيل التصويت ومفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق ومحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو)، وفقا لوكالة «رويترز».

ووسط غضب عالمي إزاء ارتفاع عدد القتلى في غزة على مدى 11 أسبوعا من الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت للسماح للمجلس المكون من 15 عضوا بتبني قرار صاغته الإمارات العربية المتحدة.

وصوت بقية أعضاء المجلس لصالح القرار باستثناء روسيا التي امتنعت هي الأخرى عن التصويت.

وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، إن تركيز المنظمة على آليات المساعدات لغزة «غير ضروري ومنفصل عن الواقع». بينما قالت مندوبة بريطانيا في مجلس الأمن باربرا وودوارد، إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن يدوم إذا واصلت «حماس» قدرتها على العمل في الأنفاق وإطلاق الصواريخ.

وجددت المندوبة البريطانية إدانة بلادها لأعمال «حماس» وتأييدها لحق إسرائيل في «الدفاع عن النفس»، وقالت إن «التزامنا بأمن إسرائيل ثابت».

وأضافت المندوبة البريطانية أن بلادها لديها خبراء على الأرض يقدمون دعما لوجيستيا في العريش بمصر، مشيرة إلى أن بلادها أيدت القرار لأنه «سيبسط عمليات تفتيش المساعدات لزيادة الاستجابة الإنسانية بشكل هائل». وقالت وودوارد إن هذا القرار يدعو لاتخاذ خطوات من أجل وقف مستدام للأعمال القتالية.

«بارقة أمل وسط المعاناة»

من جهتها، رأت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن مجلس الأمن أعطى بارقة أمل اليوم وسط المعاناة في غزة، وذلك بعد تصويته لصالح مشروع قرار إماراتي يدعو لتوسيع المساعدات الإنسانية للقطاع.

وشددت غرينفيلد، أمام مجلس الأمن بعد تبني القرار، على ضرورة إطلاق سراح كل المحتجزين فورا وبدون شروط.ودعت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة للعمل «من أجل مستقبل يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب في سلام».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، إن الطريقة التي تتبعها إسرائيل في تنفيذ عمليتها العسكرية في قطاع غزة «تخلق عقبات هائلة أمام توزيع المساعدات الإنسانية» داخل القطاع الفلسطيني الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة.

وحث جوتيريش، في تصريحات للصحافيين خارج جلسة مجلس الأمن، «السلطات الإسرائيلية على إزالة القيود المفروضة على النشاط التجاري في غزة على الفور».


مقالات ذات صلة

السعودية تدعو لشراكة جادة تحقق السلام في المنطقة

الخليج وزير الخارجية السعودي يتحدث خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن غزة في نيويورك (الأمم المتحدة)

السعودية تدعو لشراكة جادة تحقق السلام في المنطقة

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده تؤمن بأن تنفيذ حل الدولتين هو الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

جبير الأنصاري (الرياض)
العالم العربي ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك يتحدث خلال جلسة مجلس الأمن (الأمم المتحدة)

كوريا الجنوبية تصف التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق»

قال ممثل كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون-كوك، إن الضربة في الضاحية الجنوبية لبيروت «أدت إلى تعميق مشاغلنا»، واصفا التصعيد في المنطقة بـ«غير المسبوق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلقي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك (أ.ف.ب)

لافروف: الشرق الأوسط على شفا «حرب شاملة»

حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة، من أن الشرق الأوسط على شفا «حرب شاملة» مع قيام إسرائيل بشن هجمات على «حزب الله» في لبنان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية لقاء بين إردوغان والأسد في 2010 (أرشيفية)

أميركا لا تدعم التطبيع بين أنقرة ودمشق قبل الحل السياسي في سوريا

أحدثت التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان التي كرر فيها استعداده للقاء الرئيس السوري بشار الأسد من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين ردود فعل متباينة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضر اجتماع غداء في الأمم المتحدة (رويترز)

ماكرون يدعو لتقييد حق استخدام «الفيتو» بمجلس الأمن في حالات «القتل الجماعي»

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الأربعاء)، إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي عبر تقييد حقّ استخدام «الفيتو» في حالات «القتل الجماعي».

«الشرق الأوسط» (باريس)

إسرائيل تغتال نبيل قاووق «حزب الله»... أحد المرشحين لخلافة نصر الله

قاووق يستقبل رئيس إيران الأسبق محمود أحمدي نجاد بمدينة بنت جبيل في عام 2010 (أ.ف.ب)
قاووق يستقبل رئيس إيران الأسبق محمود أحمدي نجاد بمدينة بنت جبيل في عام 2010 (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تغتال نبيل قاووق «حزب الله»... أحد المرشحين لخلافة نصر الله

قاووق يستقبل رئيس إيران الأسبق محمود أحمدي نجاد بمدينة بنت جبيل في عام 2010 (أ.ف.ب)
قاووق يستقبل رئيس إيران الأسبق محمود أحمدي نجاد بمدينة بنت جبيل في عام 2010 (أ.ف.ب)

أكد «حزب الله» إعلان الجيش الإسرائيلي، الأحد، اغتيال عضو المجلس المركزي للحزب نبيل قاووق، أحد المرشحين لخلافة أمينه العام حسن نصر الله، في غارة استهدفته في منطقة الشياح بضاحية بيروت الجنوبية.

وقال الحزب في بيان إن قاووق تولى «العديد من المسؤوليات التنظيمية في وحدات (حزب الله) المختلفة».

وقاووق الذي يشغل موقع عضو في «المجلس المركزي» لـ«حزب الله»، كان قد نجا في حرب تموز (يوليو) 2006 من محاولة اغتيال في قصف إسرائيلي استهدف منزله في جنوب لبنان، وكان آنذاك يشغل موقع «مسؤول منطقة الجنوب» في الحزب.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان الأحد، إن قاووق استهدف «وتم القضاء عليه» السبت، في إشارة إلى غارة جوية عنيفة استهدفت منطقة حي السلم في ضاحية بيروت الجنوبية عصر السبت.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، كان قاووق قائد «وحدة الأمن الوقائي» التابعة لـ«حزب الله»، وعضواً بارزاً في المجلس المركزي للجماعة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وكان قاووق مقرباً من نصر الله. وذكر الجيش في البيان أنه «كان متورطاً بشكل مباشر في تعزيز الهجمات الإرهابية ضد دولة إسرائيل ومواطنيها، بما في ذلك الهجمات الإرهابية خلال الأيام الأخيرة».

ويعد قاووق من قيادات الصف الثاني في الحزب الذي انضم إليه في الثمانينات. ويعد من المرشحين لخلافة نصر الله، حسبما تقدّر وسائل إعلام محلية.

والمجلس المركزي مسؤول عن تحديد وانتخاب أعلى هيئة لصنع القرار في المنظمة، مجلس الشورى، الذي يصيغ القرارات السياسية ويؤكد السيطرة على أنشطة «حزب الله» المختلفة، بما فيها الأنشطة العسكرية.

من قم إلى لبنان

وقاووق من مواليد بلدة عبا بجنوب لبنان، في عام 1964، ومكث في إيران بين عامي 1982 و1992 حيث تلقى في حوزة قم علومه الدينية، قبل أن يبدأ مسيرته القيادية في «حزب الله» في عام 1995، حين شغل منصب نائب رئيس ثم رئيس منطقة جنوب لبنان في المجلس التنفيذي، وترقى في عام 2010 إلى منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي، وعضو «المجلس المركزي» في الحزب. وأشرف من خلال عضويته في المجلس التنفيذي على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية للحزب.

نبيل قاووق في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» بمدينة صور عام 2006 (أ.ف.ب)

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه ظهر في وسائل الإعلام في مناسبات عديدة لـ«تمثيل (حزب الله) أمام المجتمع الشيعي، وكان يدلي بتصريحات تتناول المجالات السياسية، والعسكرية، والاستراتيجية».

وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على قاووق، وتم تصنيفه بموجب الأمر التنفيذي (EO) 13224، المعدل، الذي «يستهدف الإرهابيين أو قادة أو مسؤولي الجماعات الإرهابية، وأولئك الذين يقدمون الدعم للإرهابيين أو أعمال الإرهاب».

وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، في عام 2020 بُعيد إدراجه على لوائح العقوبات، إنّ «كبار قادة (حزب الله) مسؤولون عن إنشاء وتنفيذ أجندة المنظمة الإرهابية المزعزعة للاستقرار، والمسؤولة عن العنف ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائنا في جميع أنحاء العالم».