أربيل: الحكم بإعدام 6 أشخاص متورطين في اغتيال ضابط بجهاز مكافحة الإرهاب

القنصلية الفرنسية تدين اعتقال صحافي ومترجمة في السليمانية

صورة تداولتها وسائل إعلام محلية في أربيل للسيارة المفخخة في أكتوبر الماضي
صورة تداولتها وسائل إعلام محلية في أربيل للسيارة المفخخة في أكتوبر الماضي
TT

أربيل: الحكم بإعدام 6 أشخاص متورطين في اغتيال ضابط بجهاز مكافحة الإرهاب

صورة تداولتها وسائل إعلام محلية في أربيل للسيارة المفخخة في أكتوبر الماضي
صورة تداولتها وسائل إعلام محلية في أربيل للسيارة المفخخة في أكتوبر الماضي

أصدرت محكمة الجنايات في أربيل، اليوم (الأحد) حكماً بالإعدام على 6 متهمين بالتورط في اغتيال العقيد بجهاز مكافحة الإرهاب هاوكار الجاف.

وذكر مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «من المحكوم عليهم وهاب هلبجي، مسؤول جهاز مكافحة الإرهاب والمعلومات في حزب (الاتحاد الوطني)، إضافة إلى كارزان محمد، رئيس استخبارات جهاز مكافحة الإرهاب التابع لـ(لاتحاد الوطني) وأربعة آخرين».

ويعتقد المصدر أن «من شأن صدور قرار الحكم أن يساهم في تفجر الأوضاع والعلاقات المتوترة أصلاً بين حزبي: (الاتحاد الوطني) الذي يهيمن على السليمانية، و(الديمقراطي الكردستاني) صاحب النفوذ الأوسع في أربيل ودهوك».

ونقلت وسائل إعلام كردية عن محمد الجاف، شقيق هاوكار قوله: إن «محكمة أربيل حكمت غيابياً بالإعدام على 6 مدانين في قضية اغتيال العقيد هاوكار الجاف، وتضمن الحكم الغيابي الأشخاص الذين شاركوا بشكل مباشر في عملية الاغتيال، بينما ستقوم المحكمة بالبت في قضية المتهمين الآخرين في 8 يونيو (حزيران) الجاري».

كان العقيد هاوكار قد استُهدف بعبوة ناسفة أمام منزله في أربيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بعد أيام من انشقاقه عن حزب «الاتحاد الوطني» على خلفية الانقسام الذي وقع بين صفوفه، واستبعاد «الرئيس المشترك» لاهور الشيخ جنكي، عن رئاسة الحزب.

وأشار مسؤولون في أربيل وقتذاك بأصابع الاتهام إلى مسؤولية حزب «الاتحاد الوطني» عن حادث اغتيال هاوكار.

من جهة أخرى، دافعت قوات الأسايش (الأمن) الكردية في السليمانية، عن موقفها في اعتقال الصحافي الفرنسي بينوا بنيامين جوزيف، ومترجمة رفقته في السليمانية. بيان الدفاع جاء في معرض ردها على الإدانة شديدة اللهجة التي أصدرتها القنصلية الفرنسية في أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وقال بيان للقوات إنه «بعد زيارة صحافي فرنسي يُدعى (بينوا بنيامين جوزيف) يوم 2 حزيران الجاري، مع مترجمة إلى منطقة (گلالەی ماوەت)، تم تحذيرهم من قبل قوات الأسايش بأن المنطقة غير آمنة والطلب منهم مغادرة المكان».

وأضاف البيان أن الصحافي والمترجمة «أصرا بعد ذلك على البقاء، وتم التعامل معهما من قبل قوات الأسايش باحترام، والطلب منهما مغادرة المكان حفاظاً على حياتهما؛ حيث كانت الطائرات المُسيَّرة تحلق في سماء المنطقة».

وأشار إلى أن «قوات الأسايش تعاملت مع الصحافي باحترام، وتم نقله إلى داخل مدينة السليمانية، وإبلاغ القنصلية الفرنسية بسلامة حياة مواطنهم».

بدورها، أدانت القنصلية العامة الفرنسية بشدة اعتقال الصحافي وزميلته في السليمانية.

وقال بيان للقنصلية، السبت: «ندين بأشد العبارات الاعتقال والسجن العشوائي لصحافي فرنسي وزميلة له في الثاني من شهر حزيران الجاري في مدينة السليمانية».

وعبرت القنصلية عن قلقها لما وصفتها بـ«الاعتداءات المستمرة على حرية الصحافة وحقوق الصحافيين في إقليم كردستان، وهذه الحادثة هي نموذج جديد لهذه الاعتداءات». وعبَّر البيان عن شكر القنصلية للسلطات التي ساهمت في معالجة القضية.

كان مركز «مترو» للدفاع عن حرية الصحافة في كردستان، قد تحدث في وقت سابق عن «2160 انتهاكاً قد مورس ضد الصحافيين، من المدة ما بين عامي 2011 و2020».


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي قوة عسكرية مشتركة بين «البيشمركة» والجيش العراقي (موقع باس الكردي)

تفجير يودي بضباط وجنود من الجيش العراقي و«قوات البيشمركة» الكردية

أعلنت وزارة «البيشمركة» في حكومة إقليم كردستان، مقتل عدد من الضباط وجرح جنود، جراء انفجار أكثر من عبوة مزروعة في المكان نفسه، محدثة انفجاراً سُمع لمسافات بعيدة.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي بارزاني خلال مراسم حفل التخرج (الشرق الأوسط)

نيجرفان بارزاني: «البيشمركة» جزء رئيسي من منظومة الدفاع العراقية

جدد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، السبت، دعواته المتكررة لتوحيد صفوف قوات الأمن الكردية (البيشمركة) وعدها جزءاً مهماً من منظومة الدفاع العراقية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مركب سياحي في البصرة (أ.ف.ب)

بغداد ترفض طلباً كردياً بتأجيل التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها»

رفضت الحكومة المركزية في بغداد طلباً لحكومة إقليم كردستان بتأجيل إجراء التعداد السكاني في المناطق «المتنازع عليها» إلى موعد لاحق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني (إكس)

بارزاني يحدد 4 مبادئ لتشكيل حكومة كردستان

شدد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، على أربعة مبادئ أساسية لتشكيل حكومة إقليم كردستان، أبرزها توحيد الإدارات وقوات «البيشمركة».

فاضل النشمي (بغداد)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
TT

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)
فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

قُتلت 3 سيدات فلسطينيات، صباح السبت، بعد إطلاق نار أمام أحد المخابز العاملة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في مشهد جديد يكشف عن حجم المأساة التي وصل إليها سكان القطاع في ظل تفاقم الظروف الإنسانية والحياتية. ووقع الحادث أمام مخبز «زادنا 2» في شارع البركة بدير البلح، حينما تم إطلاق نار في المكان، وسط تضارب للروايات حول ظروف إطلاق النار، وإذا ما كان مباشراً أو نتيجة خطأ.

فلسطينيون في دير البلح ينتظرون الحصول على خبز (أرشيفية - رويترز)

وتقف يومياً ولساعات، طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة» خبز واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً، ومن بينها المخبز الذي وقعت أمامه الحادثة، وهو يعد من أشهر المخابز، كما أنه الوحيد الذي لم يتوقف تقريباً عن العمل، قبل أن يضطر لإغلاق أبوابه بعد الحادثة المؤلمة. وبينما قال أصحاب المخبز، إن النساء قُتلن بعد إطلاق نار من خارج المخبز، بعد تدافع وقع خارجه، وإن مصدره ليس من الحراس الذين يقفون للتنظيم ولحماية المخبز من السرقة، بل كان نتيجة إشكالية خارجه بين أفراد من عائلتين، قال شهود عيان إن إطلاق النار تمّ من قبل أحد الحراس، لكنه لم يكن مباشراً، بل كان نتيجة انفلات سلاحه منه بعد إطلاقه النار في الهواء.

فلسطينيون أمام مخبز مقفل وسط غزة (أرشيفية - أ.ب)

وقال مصدر صحافي من دير البلح لـ«الشرق الأوسط»، إن عائلة المتهم بإطلاق النار اضطرت لترك منزلها خوفاً من عملية انتقامية ضدها، مشيراً إلى أن النساء اللواتي قتلن هن نازحات من مدينة غزة. وأوضح المصدر أن مُطلِق النار كان يقف أمام المخبز للمشاركة والمساهمة في حمايته، ضمن اتفاق جرى بين أصحاب المخبز وعوائل دير البلح؛ لتمكين المواطنين من الحصول على الخبز في ظل المجاعة الكبيرة التي باتت تزداد صعوبةً في مناطق وسط وجنوب القطاع. ويوجد في دير البلح نحو 850 ألف نازح، يضاف إليهم أكثر من 300 ألف نسمة من سكان المدينة.

فلسطيني يلوح بيده بعد الحصول على ربطة خبز في مدينة غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ودفع الحادث مخاتير ووجهاء المدينة للتدخل لمحاولة منع تفاقم الأوضاع فيها، وأن تكون هناك ردة فعل انتقامية تخرج عن سيطرة الجميع. وحمَّل بعض المواطنين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، المخاتير والوجهاء والشخصيات المختصة المسؤولية عن الحادث، بعد أن قرروا تخصيص كميات الطحين التي تدخل إلى دير البلح، لصالح المخابز، وبيع «ربطة واحدة» فقط لكل عائلة، لإتاحة الفرصة أمام العوائل الأخرى للحصول على حصة مماثلة. ورأى البعض أنه كان من الممكن أن يتم توزيع كيس طحين واحد على كل عائلة بدلاً من زيادة الازدحام على المخابز، وتحميل المواطنين فوق طاقاتهم بالانتظار لساعات طويلة جداً، من أجل الحصول على ربطة واحدة لا تكفي لوجبة طعام واحدة فقط.

فلسطيني يعبِّر عن فرحته بعد حصوله على أرغفة الخبز من مخبر في غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويصل سعر «ربطة الخبز» الواحدة داخل المخبز بعد اصطفاف طابور لساعات طويلة إلى 3 شواقل (أقل من دولار واحد بقليل)، بينما يصل السعر خارجه إلى 30 أو 40 شيقلاً (ما يعادل نحو 11 دولاراً)، في حين وصل سعر كيس الطحين الواحد في وسط وجنوب القطاع، إلى 1000 شيقل أو أكثر (أي ما يعادل نحو 255 دولاراً). ويعاني وسط وجنوب قطاع غزة، من نقص حاد في توفر كميات الطحين بفعل الإجراءات الإسرائيلية وسرقة المساعدات من قبل بعض عصابات اللصوص، إلا أن الأوضاع في الشمال بالنسبة لتوفر الطحين أفضل حالاً بعد أشهر من المجاعة التي عانى منها سكان تلك المناطق، واضطروا حينها لطحن أكل الحيوانات من أجل سد رمق جوعهم. وبدأت هذه المعاناة في وسط وجنوب القطاع منذ نحو شهر فقط، مع توقف إمدادات المساعدات الغذائية، وسرقة غالبية ما كان يتم السماح بدخوله، الأمر الذي أدى لمفاقمة الوضع الإنساني. وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن القوات الإسرائيلية منعت ثلثي عمليات المساعدات الإنسانية المختلفة، البالغ عددها 129، من الوصول إلى قطاع غزة، الأسبوع الماضي. وأجبر الواقع الحالي، أصحاب المخابز لنشر مسلحين لحماية الطحين المتوفر لديها، ومنع سرقته من قبل عصابات اللصوص المنتشرة بشكل كبير. ولجأت بعض المخابز لاستئجار أولئك المسلحين على هيئة حراس أمنيين، في حين اتفق وجهاء ومخاتير وجهات مختصة مع مسلحين من عوائل لحماية المخابز في مناطقهم التي يعيشون فيها. ويتخوف السكان من استمرار إسرائيل في التلاعب بإدخال كميات مساعدات كافية، الأمر الذي سيفاقم من حالة المجاعة التي تزداد حالياً في مناطق وسط وجنوب القطاع بشكل أكبر من الشمال الذي عاش هذه الظروف بشكل أقسى لأشهر عدة.