صاروخ إسرائيلي يفاقم مأساة خمسة أشقاء معوَّقين في غزة

الضابط الإسرائيلي أمهلهم خمس دقائق لمغادرة البناء

خمسة أشقاء فلسطينيين معوَّقين أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة شقتهم قبل قصف البناية (رويترز)
خمسة أشقاء فلسطينيين معوَّقين أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة شقتهم قبل قصف البناية (رويترز)
TT

صاروخ إسرائيلي يفاقم مأساة خمسة أشقاء معوَّقين في غزة

خمسة أشقاء فلسطينيين معوَّقين أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة شقتهم قبل قصف البناية (رويترز)
خمسة أشقاء فلسطينيين معوَّقين أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة شقتهم قبل قصف البناية (رويترز)

عندما أصاب صاروخ إسرائيلي منزل عائلة نبهان السكني في غزة قبل أربعة أيام، لم يلق أحدهم حتفه، لكن العائلة التي تضم خمسة معوَّقين، بين 45 فرداً، صارت بلا مأوى، حسب تقرير لـ«رويترز».

وبالنسبة للأشقاء الخمسة، وجميعهم يعانون من إعاقات حركية وضمور عضلي وتشنجات، ويستخدم ثلاثة منهم كراسي متحركة، تضاعف البؤس بعد أن دُفنت تحت الأنقاض متعلقات خاصة بهم مثل الكراسي المتحركة والأدوية والأسرّة والمرحاض.

ويعيش أفراد العائلة الآن مع أقارب لهم قرب بيتهم الذي كان. وكل صباح يحملهم أقاربهم إلى موقع منزلهم، الذي لا يزال الناس يقفون عنده للإعراب عن تعاطفهم مع تجربة الأشقاء المروعة، ويقدم البعض هدايا للفتيات.

وقالت حنين البالغة من العمر 16 عاماً، والتي تعاني من إعاقة في ساقيها: «البيت هاد انفجر وإحنا بنطلع منه، كراسينا (الكراسي المتحركة) جوه، ودوانا (الدواء) وأواعينا (ملابسنا)، فيش حاجة لنا».

وتبلغ أعمار الآخرين، 3 أعوام و18 و29 و38 عاماً. وقال أقاربهم إن الأضرار المعنوية لفقدان المنزل أدت على ما يبدو إلى تدهور الحالة النفسية للأخ الأكبر، إذ أصبح متوتراً جداً ودائم الصراخ، وأحياناً يبكي.

ووفقاً لمسؤولين من حركة «حماس» التي تدير قطاع غزة، فإن أحدث جولة من الضربات الجوية الإسرائيلية، والتي بدأت في التاسع من مايو (أيار)، دمرت 15 مجمعاً سكنياً تضم أكثر من 50 شقة. كما تضرر 940 مبنى، منها 49 لا يصلح معها ترميم.

ويقول الجيش الإسرائيلي، إنه يبذل قصارى جهده للحد من الخسائر والأضرار في صفوف المدنيين، ويتهم الجماعة المسلحة، بإخفاء مراكز قيادة ومواقع عسكرية أخرى في مناطق سكنية.

وتلقى جلال، شقيق حنين الأكبر، في 13 مايو مكالمة من رقم خاص، لكنه خرج ليجعل ابن عمه يرد لأنه يتلعثم في أثناء حديثه. وكان المتصل ضابطاً إسرائيلياً أمرهم بإخلاء المنزل قبل خمس دقائق من قصفه.

وحاول ابن العم، حسام نبهان (45 عاماً)، المماطلة مع الضابط، وأخبره بأن في المنزل معوَّقين، لكن كل ذلك كان بلا جدوى، على حد قوله.

وقال إن الضابط أمهله خمس دقائق. وأضاف لـ«رويترز»: «توجهنا للبيت، لقينا البنات المعوَّقات (نايمات) على الباب، بأعجوبة سحبنا البنات، بفضل الله ثم بفضل الجيران، استطعنا الخروج من المنزل».

وقالت الأم نجاح (57 عاماً)، إنهم لم يتمكنوا من أخذ أي شيء من المنزل، حتى بطاقات الهوية.

وأضافت أن «البيت كان مأوى للبنات... عندهم كرسي أفرنجي (تواليت خاص بحالاتهم)، كراسي متحركة، عندهم تخت (سرير)».

وتابعت القول: «اليوم فش شي كله رماد، هي البنت كيف بدي أحملها، الكرسي راحت والفرشات راحوا».

ويقطن قطاع غزة 2.3 مليون فلسطيني في مدن وبلدات ومخيمات لاجئين، محصورة في مساحة 365 كيلومتراً مربعاً.

وأغلقت إسرائيل ومصر حدودها بسبب مخاوف أمنية من «حماس» التي تدير القطاع. وأدت حروب عدة والحصار الذي تقوده إسرائيل منذ 16 عاماً، إلى شل اقتصاد القطاع المتعثر بالفعل.



حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.