150 ألف حاج باكستاني يتلقون الرعاية والتسهيلات في السعودية

شودري لـ«الشرق الأوسط»: الخطاب الديني المتشدد يمكن محاصرته... المشكلة فيمن يقبعون في الغرب

وزير الشؤون الدينية الباكستاني (الشرق الأوسط)
وزير الشؤون الدينية الباكستاني (الشرق الأوسط)
TT

150 ألف حاج باكستاني يتلقون الرعاية والتسهيلات في السعودية

وزير الشؤون الدينية الباكستاني (الشرق الأوسط)
وزير الشؤون الدينية الباكستاني (الشرق الأوسط)

تبرز العلاقات السعودية - الباكستانية، نموذجاً في القطاعات كافة، ومنها قطاع الحج وما يترتب عليه من خدمات عالية الجودة تقدمها الجهات المعنية في السعودية للحجيج، هو ما أشار إليه شودري حسن، وزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان في باكستان، لافتاً إلى أن السعودية من أبرز دول الشرق الأوسط في استخدام التقنية، وخاصة فيما يتعلق بخدمة الحجاج.

وتحدث شودري حسن، في حوار مع «الشرق الأوسط»، عن العلاقات السعودية - الباكستانية قائلاً: «إن العلاقات متينة وقوية في الجوانب كافة، وخاصة في الجوانب الدينية، كذلك ما يقدم من تسهيلات للحجاج الباكستانيين الذين يقدر عددهم بنحو 150 ألف حاج».

وعن الخطاب الديني المتشدد من خلال مواقع التواصل، قال إن بلاده لديها القدرة على تحديد هوية ومواقع من يروّج لخطابات الكراهية والتشدد والسيطرة على الموقف، إلا أن المشكلة تكمن فيمن يقيمون في الدول الغربية والذي يصعب معه الوصول اليهم بشكل مباشر دون مخاطبة تلك الحكومات.

وزير الشؤون الدينية الباكستاني (الشرق الأوسط)

في البداية، تحدث الوزير عن عدد الحجاج، قائلاً إن عدد حجاج بلاده في هذا الموسم يقدر بنحو 150 ألف حاج، موضحاً أن السعودية في السنوات القليلة الماضية سجلت سرعة في الإصلاحات التي انطلقت على يد الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد تحولت سيناريوهات الحج برمتها وأحدثت ثورة كبيرة فيه.

وأضاف أن بلاده استغرقت بعض الوقت حتى تتمكن من اللحاق بهذه السرعة؛ وذلك «لأننا كنا نعمل على النظام القديم نفسه، وقد كان هناك تأخير بسيط في هذه الأمور ولكننا قمنا بتجهيزها بسرعة كبيرة وتمكنا من اللاحق ببرنامج الحج الرسمي والذي ينظم من خلال الحكومة أو الوزارة».

واطمأن الوزير على جميع الخدمات المقدمة لحجاج بلاده، ومنها مقر الإقامة والخدمات المختلفة، ومنها الإعاشة (التموين) أثناء زيارته لتلك المواقع، موضحاً أن بلاده تقوم بجهود متواصلة للتأكد من التزام الشركات السياحية بالخدمات المقدمة للحجاج القادمين من خلالهم.

«طريق مكة» والتقنية

ويرى حسن أن مبادرة «طريق مكة» مهمة وممتازة، وقد بدأت أولاً من إسلام آباد، والآن أضيفت كراتشي، ونعوّل في العام المقبل أن تضاف مدينة لاهور ضمن المبادرة، ونعتقد مع دخول المدينة للمبادرة سيضاف قرابة 30 ألف حاج، لافتاً إلى أن عدد المستفيدين من المبادرة والذين سيصلون للأرضي السعودية قرابة 65 ألف حاج باكستاني قادمين من إسلام آباد وكراتشي.

وحول التقنية والتطوير في الحج، قال الوزير حسن، إن السعودية من أبرز الدول في الشرق الأوسط المتقدمة في هذا الشأن، وخطت خطوات كبيرة، وهذه التقنية أسهمت في تطوير الخدمات، خاصة فيما يتعلق بإنهاء الإجراءات من خلال «طريق مكة».

وزير الشؤون الدينية خلال تواجده في جدة (الشرق الأوسط)

وعن لقائه مع وزير الحج السعودي، قال حسن: أولاً قدمت له الشكر على كل الدعم والعناية واللطف تجاه الحجاج الباكستانيين، ولم أتحدث معه حول زيادة نسبة الحجاج الباكستانيين، ولعل هذا يكون في المستقبل، ولكن نظراً إلى عدم استيفاء حصة برنامج الكفالة بسبب أن الباكستانيين الذين هم خارج البلاد لا يظهرون اهتمامهم، قد نتحدث في اللقاء القادم حول إمكانية تحويل برنامج الكفالة ليكون ضمن حصص الحجاج القادمين من بوابة الحجاج الرسميين.

وأوضح أن باكستان بادرت في رقمنة أكبر عدد ممكن من الوزارات ومنها وزارة الشؤون المغتربين وجهات إدارية مختلفة، وهذا العام قدمنا «تطبيق الحج» الخاص لخدمة الحجاج الباكستانيين، خاصة لمن يُفقدون أثناء طريقهم لمنى، من خلال تطبيق «اف لاين» يذكر موقع خيمته وسيتمكن من خلال تحديد المواقع من الوصول إلى الطريق الصحيحة، ويجري من خلال هذه التطبيقات التواصل مباشرة مع كل حاج.

دعم السعودية

في هذا الجانب، يؤكد الوزير أن العلاقة مع الجهات الرسمية الدينية في السعودية في أحسن حالاتها، لافتاً إلى الزيارة الأخيرة للدكتور محمد العيسى، الأمين العام للرابطة العالم الإسلامي، لباكستان واجتماعه بكبار علماء الدين في باكستان كما وضع حجر الأساس لمتحف إسلامي في باكستان وخصصت الحكومة الباكستانية الأرض للمتحف وسيكون على طراز المتحف في المدينة المنورة، وسيبدأ العمل فيه قريباً.

ويعتقد حسن أن هناك حاجة إلى وجود منظمات مثل رابطة العالم الإسلامي التي لها دور كبير، وفي عالم اليوم نحتاج إلى أن يكون المسلمون متحدين تماماً، ونبتعد عن الانقسام لفرق مختلفة والتي يجب أن تنتهي، وهناك حاجة إلى التسامح وصد باب التفرقة المذهبية وإبراز الأمة أمام العالم بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإذا فهمنا مشكلة بعضنا بعضاً وعملنا على إنهائها فسيزداد هذا الانسجام.

وعن الدعاة المتشددين عبر وسائل التواصل، قال، في عصرنا هناك آلات وتطبيقات حديثة والنظام موجود لصد لمثل هذه الأشياء، ولدينا في باكستان يجري العمل كثيراً في هذا الجانب، بحيث إذا قام أي شخص متشدد بالترويج الطائفي يجري على الفور تحديد هوية الشخص وموقعه والتعامل معه، موضحاً أن الإشكالية في أولئك المتواجدين في بلاد الغرب، وفي هذه الحالة نحتاج إلى التواصل مع تلك الحكومات، مع ضرورة إزالة الحرمان الذي يعاني منه الناس وتحسين الوضع الاجتماعي لهم وقطع هذه الطريق التي يجري استغلالها.

وعن الإسلاموفوبيا، يرى وزير الشؤون الدينية في باكستان أنها ظاهرة خُلقت ووضعت في أذهان الناس بأن من يتبع هذا الدين هو متطرف، ومن المهم إثبات عكس ذلك من خلال العمل وإظهار الديني الإسلامي كما ينبغي من خلال الأفعال الذي يظهر سماحة الدين الإسلامي؛ لذلك يجب العمل بشكل يتوافق مع تعاليم الدين.


مقالات ذات صلة

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

الاقتصاد جانب من جلسات غرفة جدة حول ريادة الأعمال (الشرق الأوسط)

القطاعات الاقتصادية واللوجيستيات تدفع جدة السعودية لمنافسة المدن العالمية

تشهد مدينة جدة، غرب السعودية، حراكاً كبيراً في القطاعات الاقتصادية والسياحية كافة، فيما يدفع قطاع اللوجيستيات المدينة للوصول لمستويات عالية في تقديم هذه الخدمة.

سعيد الأبيض (جدة)
الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق التنوع البيئي وجماليات الشعب المرجانية في البحر الأحمر (واس)

ابيضاض الشعب المرجانية يضرب العالم... والبحر الأحمر الأقل تضرراً

تعدّ الشُّعَب المرجانية رافداً بيئياً واقتصادياً لكثير من الدول؛ فقد نمت فيها عوائدها لمليارات الدولارات؛ بسبب تدفّق السياح للاستمتاع بسواحلها وبتنوع شعبها.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

هيئة المنافسة السعودية توافق على 116 طلباً للاستحواذ

أصدرت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية، قرارات بتحريك الدعوى الجزائية بحق 24 منشأة، منذ بداية العام، في حين بلغ عدد الشكاوى الواردة للهيئة 299 شكوى.

سعيد الأبيض (جدة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

وزراء الداخلية بدول الخليج ناقشوا خلال اجتماعهم في قطر تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك (واس)
وزراء الداخلية بدول الخليج ناقشوا خلال اجتماعهم في قطر تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك (واس)
TT

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

وزراء الداخلية بدول الخليج ناقشوا خلال اجتماعهم في قطر تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك (واس)
وزراء الداخلية بدول الخليج ناقشوا خلال اجتماعهم في قطر تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك (واس)

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني من أجل صون الحاضر الزاهر لدول الخليج وحماية مقدراتها وتنميتها من أجل مستقبل مشرق، وذلك خلال الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي في قطر.

وناقش وزراء الداخلية خلال الاجتماع الذي عقد برئاسة الشيخ خليفة بن حمد وزير الداخلية القطري (رئيس الدورة الحالية)، الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال، التي من شأنها الإسهام في تعزيز مسيرة التعاون الأمني المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

وأشار وزير الداخلية السعودي في كلمة خلال الاجتماع، إلى مواجهة الأجهزة الأمنية تحديات تتمثل في أنماط الجريمة المستجدة، خصوصاً المرتبطة بإساءة استخدام التقنية، وتطور أساليب تهريب وترويج المخدرات، وظهور أنواع متعددة من الجريمة المنظمة العابرة للحدود، ومنها تهريب وصناعة الأسلحة عبر تقنيات متقدمة أصبحت سهلة الاقتناء من قبل التنظيمات الإجرامية، التي ستساهم في انتشار الجريمة والتهديدات الإرهابية والتطرف في ظل عدم الاستقرار الذي تمر به الكثير من الدول، لافتاً إلى أهمية حشد الجهود المشتركة، والسعي إلى تطوير الخطط والاستراتيجيات وبناء القدرات لمواجهة ذلك.

وأوضح وزير الداخلية السعودي أن الاجتماع بما يصدر عنه من نتائج «يعزز العمل الأمني الخليجي المشترك، ويساهم في التعامل بنجاح مع المستجدات والتحديات التي تواجه الأجهزة الأمنية، بما يحقق التوجهات الحكيمة لقادة دول المجلس وتطلعات شعوبنا، ويرسخ منظومة الأمن والاستقرار، ويعزز فرص التنمية والازدهار، وأن يكلل أعمال الاجتماع بالنجاح».

وقال الأمير عبد العزيز بن سعود عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس» إنه بتوجيه من القيادة السعودية أكد خلال الاجتماع موقف بلاده في «تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دولنا وخصوصاً في الشأن الأمني؛ لصون حاضرنا الزاهر، وحماية مقدراتنا وتنميتنا من أجل مستقبل مشرق».