رئيسا الإمارات وتركيا يؤكدان ضرورة التحرك الدولي لوقف إطلاق النار بغزة

إردوغان يشارك في قمة الحكومات وأبو الغيط يحذّر من انهيار الاتفاقيات العربية مع إسرائيل

الشيخ محمد بن زايد والرئيس التركي خلال لقائهما في القمة العالمية للحكومات بدبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد والرئيس التركي خلال لقائهما في القمة العالمية للحكومات بدبي (وام)
TT

رئيسا الإمارات وتركيا يؤكدان ضرورة التحرك الدولي لوقف إطلاق النار بغزة

الشيخ محمد بن زايد والرئيس التركي خلال لقائهما في القمة العالمية للحكومات بدبي (وام)
الشيخ محمد بن زايد والرئيس التركي خلال لقائهما في القمة العالمية للحكومات بدبي (وام)

أكدت الإمارات وتركيا أولوية التحرك الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين فيه، وفق قواعد القانون الدولي الإنساني بجانب ضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة إليهم وعدم تعريضهم لمزيد من الدمار أو التهجير القسري، إضافة إلى منع اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط بما يهدد السلام والاستقرار الإقليميين.

وجاءت تأكيدات البلدين من خلال استعرض الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس التركي في دبي عدداً من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، إضافة إلى مستجدات المنطقة وتطورات الأوضاع في قطاع غزة،

العمل المشترك

وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات الثنائية بين البلدين والعمل المشترك من أجل تحقيق أهداف الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما وتوسيع آفاق التعاون، خاصة في المجالات التنموية التي تعود بالخير والازدهار على البلدين وشعبيهما. وجاء ذلك خلال استقبال رئيس دولة الإمارات اليوم في دبي الرئيس التركي الذي يقوم بزيارة إلى البلاد يشارك خلالها في القمة العالمية للحكومات 2024، والتي تشارك فيها تركيا ضيف شرف القمة هذا العام. وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات الإماراتية - التركية شهدت تطوراً كبيراً ونوعياً خلال السنوات الماضية، خاصة على مستوى الاستثمار والتجارة والطاقة والتكنولوجيا والتنمية المستدامة وغيرها، ويعملان على البناء على هذا التطور من أجل مستقبل أفضل لعلاقاتهما.

قمة الحكومات

وتطرق الجانبان إلى القمة العالمية للحكومات 2024 والموضوعات التي تناقشها، وأهميتها في رفد العمل الحكومي في العالم كله بمزيد من الأفكار والرؤى الجديدة لتطويره وتعزيز قدرته على التعامل مع تحديات الحاضر والمستقبل. وخلال مشاركته قال الرئيس التركي إن إسرائيل ترى أنها فوق القانون وتواصل ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يتعرض لظلم كبير منذ سنوات طويلة جداً.

وزاد الرئيس التركي خلال كلمته بمؤتمر القمة العالمية للحكومات: «لا يمكن لإسرائيل الاستقرار والسلام ما لم تقبل بحل الدولتين»، معلقاً: «على إسرائيل الاعتراف بدولة فلسطينية وفق حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية».

وأكد رجب طيب إردوغان استعداد بلاده لأن تكون ضامناً لوقف إطلاق النار في غزة، مستنكراً حملات التحريض ضد «أونروا»، وقال: «من المهم زيادة دعمها من أجمل حماية الفلسطينيين. الطريق إلى السلام والأمن في المنطقة تبدأ من إقامة دولة فلسطين المستقلة، ونحن مستعدون لتحمّل المسؤولية والضمانة لتأمين السلام الدائم».

وتطرق إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة أدت إلى استشهاد 28 ألفاً من الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يقرب من 70 ألفاً من المدنيين، ونزوح أكثر من 1.5 فلسطيني.

وأشار إلى أن بلاده أرسلت 34 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة لإيصالها إلى غزة، مؤكداً دعمها كل الخطوات الحقوقية التي تُتخذ في العالم؛ لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في الأراضي المحتلة.

واستطرد: «لن نترك إخواننا في فلسطين وحدهم، يجب وقف المجازر في غزة، وأدعو دول العالم إلى الوقوف خلف وكالة (أونروا)؛ التي تساعد اللاجئين في غزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان».

الاتفاقيات مهددة

إلى ذلك، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم (الثلاثاء)، من أن الاتفاقيات المشتركة مع إسرائيل أصبحت مهددة بسبب تصرفات الحكومة الإسرائيلية مع الدول التي وقعتها معها، خصوصاً مع مصر والأردن، مشيراً إلى أن تصرفات هذه الحكومة باتت تهدد الاستقرار في المنطقة.

ودعا أبو الغيط مطالباً إياها بتعلم الدرس من التاريخ مع استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية، وداعياً في الوقت نفسه الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن تأمر إسرائيل بالتوقف عن سياساتها الحالية في غزة، محذراً من التهاب الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق.

دول الخليج والتحديات

من جهته، أكد جاسم البديوي، الأمين لمجلس التعاون، أن دول المجلس تتعامل مع التحديات الإقليمية والفرص المستقبلية بشكل جدي، مؤكداً أن أبرز التحديات الحالية للمجتمع الدولي هو العمل على الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية البربرية على قطاع غزة، لإرساء عناصر الأمن والسلم في المنطقة.

وأشار البديوي إلى أن التحديات الحالية والمستقبلية لأي قضية تتطلب الحوار الجاد والشفاف وبصورة شاملة لكل أوجه القضية ومع الأطراف كافة لبناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للمنطقة والعالم، مستعرضاً بعض الأرقام والإحصائيات وما تشكله اقتصاديات دول مجلس التعاون من قوة ومكانة اقتصادية تجعل الدول والمنظمات والتكتلات العالمية ترغب في العمل والتعاون معها.

وقال إن «دول مجلس التعاون، لم تنسَ أو تتأخر في التعامل مع التحديات التي تواجهها، مثل التحديات الجيو - سياسية، لا سيما وأن دول المجلس حريصة كل الحرص على استقرار وأمن منطقة الخليج العربي، حيث إنَّ تحقيق هذا الهدف أمسى ضرورياً وحتمياً لدول المجلس».


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتوسَّع لبنانياً في «الوقت الضائع»

المشرق العربي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية (رويترز)

إسرائيل تتوسَّع لبنانياً في «الوقت الضائع»

سعت إسرائيل، أمس (الجمعة)، إلى التوسّع داخل لبنان فيما يمكن وصفه بـ«الوقت الضائع»، بانتظار بدء لجنة المراقبة عملها لتنفيذ اتفاق وقف النار الذي بدأ تنفيذه.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون يسيرون بجوار مبانٍ مدمرة بهجمات إسرائيلية في النصيرات بوسط قطاع غزة (رويترز)

إسرائيل تقتل عشرات في غزة... ومصر تستضيف قادة من «حماس» لمناقشة وقف النار

قال مسعفون إن ما لا يقل عن 40 فلسطينياً لقوا حتفهم في ضربات للجيش الإسرائيلي في غزة، في حين تلقت جهود إحياء محادثات وقف إطلاق النار في غزة دفعة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مبان مدمرة نتيجة القصف الإسرائيلي على قرية ميس الجبل في جنوب لبنان (إ.ب.أ)

مسيّرة إسرائيلية تقصف منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان

ذكرت قناة «تلفزيون الجديد»، اليوم الجمعة، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان. ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى عن القصف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون الدمار في موقع غارة جوية إسرائيلية في مخيم النصيرات وسط غزة (أ.ف.ب)

انتشال جثامين 19 قتيلاً من شمال مخيم النصيرات بوسط غزة

أفادت وكالة «شهاب» الفلسطينية للأنباء اليوم الجمعة بانتشال جثامين 19 قتيلا بعد تراجع آليات إسرائيلية من شمال مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)

تقرير: إيران تتبنى لهجة تصالحية مع عودة ترمب وإضعاف «حزب الله»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن إيران، التي تواجه تحديات داخلية وخارجية، تتبنى حالياً لهجة تصالحية مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
TT

تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)

أكد مازن الكهموس رئيس «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، أن المملكة التي جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030، تدرك تداعيات جريمة الفساد العابر للحدود وأثرها على المجتمعات الإسلامية ونهضتها، مشدداً على أن تضافر الجهود على الصعيدين المحلي والدولي لمكافحة هذه الآفة يُساهم في تحقيق الرخاء والازدهار لدولنا الإسلامية ويدعم أهداف التنمية المستدامة فيها.

وأوضح الكهموس في كلمة السعودية خلال الاجتماع الوزاري الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة «التعاون الإسلامي» الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، أن المملكة تشرفت برئاسة واستضافة الاجتماع الوزاري الأول، تحت رعاية كريمة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الذي أسفر عنه إقرار «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد.

وعدّ الكهموس أن «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تمثل الإطار الأمثل لتعزيز جهود مكافحة الفساد وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

وأشار إلى القرار الصادر مؤخراً عن الدورة الخمسين لمجلس وزراء الخارجية بتاريخ 29 - 30 أغسطس (آب) الماضي المنعقد في الكاميرون الذي تضمن حث الدول الأعضاء على الإسراع بالتوقيع على «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة للمصادقة عليها.

ورحب باعتماد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مشروع قرار تقدمت به السعودية لتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات ذات الصلة لوضع منهجيات ومؤشرات لقياس الفساد.

وشهد الاجتماع، اعتماد مشروع قرار «اتفاقية مكة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتعاون في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، التي تهدف لتعزيز التعاون بين سلطات إنفاذ قوانين مكافحة الفساد على نحوٍ يتم بالكفاءة والسرعة، وتشجع على الانضمام لشبكة مبادرة الرياض العالمية (GlobE Network)، التي توفر إطاراً قانونياً لتبادل المعلومات والتحريات بشكل مباشر وسريع، وتساهم في منع جرائم الفساد وتحجيم الملاذات الآمنة للفاسدين.

الكهموس أكد أن السعودية جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030 (واس)

كما نوه باستضافة السعودية، الأمانة العامة الدائمة للشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA-ARIN)، ورئاسة المملكة لها في عام 2025، مؤكداً التزام السعودية بتحقيق أهداف ومصالح أعضاء الشبكة، بما يعزز سبل التعاون الفعّال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتطلَّع الكهموس في ختام كلمته إلى تفعيل مخرجات الاجتماع بما يحقق المصالح المشتركة للدول الإسلامية لمواجهة هذه الآفة والحد من الملاذات الآمنة لمرتكبي جرائم الفساد.

وتأتي مشاركة السعودية في الاجتماع حرصاً منها على تفعيل مبادراتها الدولية النوعية الرامية لمكافحة الفساد، ومشاركة المجتمع الدولي في الجهود المبذولة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والاستفادة من خبرات الدول، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد إعمالاً لما تضمنته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وبما يتسق مع «رؤية المملكة 2030» التي جعلت الحوكمة والشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد أحد مرتكزاتها الرئيسية.

وشاركت السعودية في الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه الدوحة خلال الفترة من 26: 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بتنظيم من منظمة التعاون الإسلامي مع هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في قطر، وترأس وفد المملكة مازن الكهموس.

يذكر أن الاجتماع الوزاري الأول لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي أتى بدعوة من السعودية خلال رئاستها القمة الإسلامية الرابعة عشرة، وتم تنظيمه بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، بحضور ومشاركة رؤساء أجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، ونخبة من المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين.