الأهلي لاستعادة نغمة الانتصارات والزمالك لوقف نزف النقاط

جانب من استعدادات نادي الأهلي لمواجهة سموحة (نادي الأهلي)
جانب من استعدادات نادي الأهلي لمواجهة سموحة (نادي الأهلي)
TT

الأهلي لاستعادة نغمة الانتصارات والزمالك لوقف نزف النقاط

جانب من استعدادات نادي الأهلي لمواجهة سموحة (نادي الأهلي)
جانب من استعدادات نادي الأهلي لمواجهة سموحة (نادي الأهلي)

يسعى الأهلي حامل اللقب إلى استعادة نغمة الانتصارات عندما يستضيف سموحة الثلاثاء على ملعب المقاولون العرب في القاهرة في افتتاح المرحلة السابعة من الدوري المصري لكرة القدم، وذلك بعد توقف 17 يوماً بسبب النافذة الدولية ومشاركة الرباعي الأهلي والزمالك وبيراميدز ومودرن فيوتشر في المسابقتين القاريتين.

ويأمل الأهلي في تحقيق نتيجة أفضل من تلك التي أنهى بها المنافسة قبل فترة التوقف، عندما سقط في فخ التعادل أمام مضيفه الجونة 1-1 في مباراة مؤجلة من المرحلة الرابعة.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، يخوض الأهلي الذي يملك مباراة مؤجلة مع بلدية المحلة، بمعنويات عالية عقب فوزه الكبير على ضيفه ميدياما الغاني بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أفريقيا، وبصفوف شبه مكتملة بعودة مدافعه الدولي التونسي علي معلول عقب تعافيه من الإصابة، فيما يستمر غياب المغربي رضا سليم بسبب عملية جراحية في الكتف.

وحذر المدرب السويسري للأهلي مارسيل كولر لاعبيه من فقدان نقاط أخرى في مشوار الاحتفاظ باللقب للموسم الثاني توالياً، مشيراً إلى أنه سيواصل سياسة التدوير بين اللاعبين خلال الفترة المقبلة لمواجهة الإجهاد وضغط مباريات الفريق محلياً وقارياً، قبل السفر إلى السعودية لخوض مونديال الأندية منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وسيحاول الأهلي استغلال المعنويات المهزوزة لسموحة الذي فشل في الفوز في مبارياته الثلاث الأخيرة.

المدرب السويسري حذر لاعبيه من فقدان نقاط أخرى (نادي الأهلي)

ويلعب الثلاثاء أيضاً بيراميدز شريك الأهلي الصدارة لكن مع مباراة أكثر، مع الإسماعيلي الرابع عشر بملعب الدفاع الجوي.

ويأمل بيراميدز في البناء على فوزه التاريخي على مازيمبي الكونغولي الديمقراطي 1-0 الجمعة في أول مباراة له في المسابقة القارية العريقة، لتعويض سقوطه أمام مضيفه سيراميكا كليوباترا 0-2 في الدوري وخروجه من نصف نهائي مسابقة الكأس المحلية على يد الزمالك.

وأكد المدير الرياضي لبيراميدز هاني سعيد بقاء المدرب البرتغالي جايمي باتشيكو في منصبه رغم النتيجتين المخيبتين محلياً، وقال في تصريحات لوسائل الإعلام: «لا نية لتغيير الجهاز الفني ولم تتم مناقشة الأمر بالأساس، نحن نسير بمنظومة وليس معنى الإخفاق في مباراة في الدوري أو الكأس أن نقوم بتغيير الجهاز الفني، واللاعبون لم يقصروا في مباراة الزمالك رغم النقص العددي، وراضون على أداء الفريق في مباراة سيراميكا وسوء التوفيق سبب الخسارة».

من جهتها، جدّدت إدارة الإسماعيلي الثقة في مدربها إيهاب جلال رغم تراجع النتائج، وأكد عضو مجلس إدارة النادي محسن عبد المسيح أنه لا تفكير في إقالة جلال، مضيفاً: «إيهاب جلال مدرب له مستقبل وهو الأنسب لهذه المرحلة».

وتنتظر الزمالك (صاحب المركز العاشر) قمة صعبة أمام مضيفه مودرن فيوتشر الثالث الأربعاء على ملعب السلام في القاهرة، في سعيه إلى استعادة نغمة الانتصارات بعد خسارتين متتاليتين أمام إنبي وزد.

ويدخل الزمالك المباراة بقيادة مدربه المؤقت معتمد جمال، منتشياً بتأهله إلى المباراة النهائية لمسابقة الكأس على حساب بيراميدز، وفوزه على أبو سليم الليبي 1-0 في بداية مشوراه في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي.

نادي الزمالك العاشر أمامه قمة صعبة مع مضيفه مودرن فيوتشر (نادي الزمالك)

وقال جمال في تصريحات صحافية: «الانتصارات التي يحققها الزمالك مؤخراً تؤكد وجود لاعبين كبار في الفريق خلال الفترة الحالية»، مشيراً إلى أن اللاعبين كانوا يحتاجون إلى «عودة الروح فقط واستعادة الثقة».

وأضاف: «موقفنا صعب في الدوري خاصة بعدما تلقينا الخسارة في آخر مباراتين، ونسعى إلى إيقاف نزيف النقاط والعودة لسكة الانتصارات».

من جهته، يطمح فيوتشر بقيادة مدربه البرتغالي ريكاردو فورموزينيو إلى تحقيق فوز يضمن به البقاء في المربع الذهبي، وتعويض خسارته أمام إنبي في المرحلة الماضية.

وتقام الخميس ثلاث مباريات، حيث يلتقي الاتحاد السكندري الخامس مع زد الرابع والوحيد إلى جانب الأهلي لم يتذوق طعم الخسارة حتى الآن، بملعب الإسكندرية، ويحل الجونة الثامن ضيفاً على طلائع الجيش السابع بملعب جهاز الرياضة العسكري في القاهرة، ويستضيف فاركو الخامس عشر المقاولون العرب صاحب المركز الأخير بملعب الجيش ببرج العرب.

وتختتم المرحلة الجمعة بثلاث مباريات أيضاً، فيلعب إنبي السادس مع المصري التاسع بملعب الجش ببرج العرب، والداخلية السادس عشر مع بلدية المحلة الحادي عشر بملعب السلام، والبنك الأهلي السابع عشر مع سيراميكا كليوباترا الثالث عشر بملعب بتروسبورت في القاهرة.


مقالات ذات صلة

بالأحمر… الأهلي المصري يتأهب لبطل الأميركتين في كأس التحدي

رياضة عربية جانب من تدريبات الأهلي المصري (الشرق الأوسط)

بالأحمر… الأهلي المصري يتأهب لبطل الأميركتين في كأس التحدي

شارك ممثلو الأهلي المصري، برئاسة خالد مرتجي، أمين صندوق النادي، في ورشة عمل مع مسؤولي «فيفا»، والتي جرت الخميس عبر تقنية «فيديو كونفرانس».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية حسام حسن مدرب المنتخب المصري (رويترز)

حسام حسن: غياب الجمهور عن لقاء بوتسوانا «لغز محير»

أبدى حسام حسن، مدرب المنتخب المصري لكرة القدم، الثلاثاء، اندهاشه من غياب الجماهير عن مباراة المنتخب التي انتهت بالتعادل 1 - 1 مع ضيفه بوتسوانا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية محمود حسن (تريزيغيه) سجل هدف التعادل لمصر في مرمى بوتسوانا (رويترز)

«تصفيات أمم أفريقيا»: بوتسوانا تعادل مصر… وترافقها إلى النهائيات

تعادلت مصر 1 - 1 مع ضيفتها بوتسوانا الثلاثاء لتتأهل الأخيرة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2025.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية اللاعب محمد شوقي رحل بعد فترة إنعاش عقب توقف قلبه (نادي كفر الشيخ الرياضي)

​مصر: وفاة لاعب «كفر الشيخ» تجدد مطالب توفير «التجهيزات الطبية» بالملاعب

جددت واقعة وفاة اللاعب محمد شوقي (29 عاماً) لاعب كفر الشيخ أحد أندية الدرجة الثانية في مصر مطالب توفير التجهيزات الطبية بالملاعب.

محمد عجم (القاهرة )
رياضة عالمية صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

صراع بين زيزو والشحات وشوبير للفوز بجائزة الأفضل داخل أفريقيا

يتنافس الثلاثي المصري حسين الشحات ومصطفى شوبير وأحمد سيد زيزو على جائزة أفضل لاعب داخل أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.