الدوري الإماراتي يتأهب الجمعة لبدء سباق مفتوح للظفر باللقب

شباب الأهلي مرشح بقوة للاحتفاظ بلقب الدوري الإماراتي (شباب الأهلي)
شباب الأهلي مرشح بقوة للاحتفاظ بلقب الدوري الإماراتي (شباب الأهلي)
TT

الدوري الإماراتي يتأهب الجمعة لبدء سباق مفتوح للظفر باللقب

شباب الأهلي مرشح بقوة للاحتفاظ بلقب الدوري الإماراتي (شباب الأهلي)
شباب الأهلي مرشح بقوة للاحتفاظ بلقب الدوري الإماراتي (شباب الأهلي)

سيتعين على شباب أهلي دبي بمنظومته الجماعية التأقلم مع رحيل المدرب ليوناردو غارديم إذا أراد أن يكون أول فريق إماراتي يحتفظ بلقب دوري المحترفين لكرة القدم خلال عشر سنوات.

فيما يعول العين والجزيرة مجدداً على العزف المنفرد للهدافين كودجو لابا وعلي مبخوت في الموسم الجديد الذي ينطلق الجمعة.

ونقل غارديم، المتوج بالدوري الفرنسي مع موناكو وبدوري أبطال آسيا مع الهلال السعودي، عقلية الفوز إلى شباب الأهلي ليحقق لقب الدوري لأول مرة منذ دمج ثلاثة أندية في كيان واحد في 2017.

وبعد انتقال المدرب البرتغالي إلى الريان القطري سيكون خليفته الصربي ماركو نيكوليتش تحت ضغط لاستمرار النجاح، خاصة أن شباب الأهلي لم يخسر في الدوري منذ ثمانية أشهر تقريباً.

وحافظ شباب الأهلي على تشكيلته وجدد عقد لاعبه الأبرز صانع اللعب الأرجنتيني فيدريكو كارتابيا، أفضل لاعب أجنبي في الدوري بالموسم الماضي، الذي ساهم في 17 هدفاً خلال 20 مباراة، وأضاف عنصراً مميزاً وهو لاعب الوسط الصربي لوكا ميليفويفيتش القادم من كريستال بالاس الإنجليزي.

وسيعطي ميليفويفيتش (32 عاماً)، الذي شارك في كأس العالم 2018 مع صربيا وخاض أكثر من 180 مباراة مع كريستال بالاس، ثقلاً لتشكيلة شباب الأهلي الذي يرغب أيضاً في الوصول لأدوار متقدمة بدوري أبطال آسيا.

وقال كارتابيا: «استمتعنا بالموسم الماضي ونحن مرشحون دائماً للفوز بالألقاب وسنستمر بنفس الوتيرة».

وأضاف: «انضم إلينا لوكا (ميليفويفيتش) وهو لاعب بارع وسيعطينا إضافة، وسنحاول مساعدة المدرب الجديد في تطبيق أفكاره، نعرف أن لدينا متطلبات كثيرة في الموسم الجديد».

وتضم تشكيلة شباب الأهلي عناصر شابة مميزة مثل الجناح يحيى الغساني (25 عاماً)، الذي نافس على جائزة أفضل لاعب إماراتي في الموسم الماضي، والمهاجم حارب عبد الله (20 عاماً) أفضل موهبة واعدة في البلاد.

كما ضم شباب الأهلي، الذي يستهل الموسم بمواجهة عجمان يوم الجمعة، المهاجم الإسرائيلي مؤنس دبور من هوفنهايم الألماني، والمهاجم البرازيلي الصاعد ماتيوس ليما.

على نهج شباب الأهلي استعانت معظم الفرق الكبرى بعقول تدريبية جديدة قبل الموسم الجديد.

ويريد العين نسيان الموسم الماضي الكارثي، الذي خرج منه خالي الوفاض، لذا استعان بمدرب أياكس أمستردام السابق ألفريد شرودر لخلافة الأوكراني سيرجي ريبروف.

وتعاقد العين، وهو آخر فريق احتفظ بلقب الدوري الإماراتي في 2013، مع لاعب وسط كوريا الجنوبية بارك يونغ - وو بالإضافة للمهاجم أليخاندرو روميرو (كاكو) من باراغواي.

لكن يظل لابا، هداف الدوري في الموسمين الماضيين، السلاح الأخطر لدى وصيف البطل، وسيساعده المغربي سفيان رحيمي بتمريراته الحاسمة.

ويواصل مبخوت الهداف التاريخي للمسابقة لعب دور البطولة مع الجزيرة في السنوات الأخيرة، ومع تعيين المدرب الهولندي فرانك دي بور يأمل الجزيرة في استعادة اللقب الغائب منذ موسمين.

وارتفعت فرص الوحدة، صاحب المركز الثالث في الموسم الماضي، في مزاحمة الكبار بعد تعاقد النادي، الذي لم يحرز اللقب منذ 2010، مع المدرب الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني المعتاد على النجاح خلال مسيرته مع ماميلودي صن داونز والأهلي المصري والأهلي السعودي.

وعين الوصل، رابع الموسم الماضي، الصربي ميلوش ميلويفيتش لخلافة الأرجنتيني بيتزي.

وجدد الروماني كوزمين أولاريو، أحد أنجح المدربين في تاريخ الإمارات، تعاقده مع الشارقة رغم الشكوك بسبب مشكلة صحية، وسيدخل فريقه الموسم بمعنويات مرتفعة بعد الفوز بكأسي رئيس الإمارات ورابطة المحترفين في الموسم الماضي.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج عبد الله بن زايد وأنتوني بلينكن يبحثان القضايا الإقليمية

عبد الله بن زايد وأنتوني بلينكن يبحثان القضايا الإقليمية

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي مع أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، القضايا الإقليمية.

الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك عبد الله الثاني بن الحسين ويظهر الشيخ عبد الله بن زايد وأيمن الصفدي وعدد من المسؤولين خلال اللقاء (وام)

تأكيد إماراتي أردني على أهمية تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحث مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية لاعبو الإمارات يحتفلون بالفوز الكبير على قطر (أ.ف.ب)

«تصفيات المونديال»: رباعية ليما تقود الإمارات لفوز كبير على قطر

سجّل فابيو ليما 4 أهداف، وأضاف يحيى الغساني الهدف الخامس، في فوز الإمارات 5 - صفر على ضيفتها قطر.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات يلتقي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر (وام)

مباحثات إماراتية قطرية حول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات يلتقي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، ويبحث معه العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.