الألعاب الفردية... النقطة المضيئة للرياضة التونسية في 2024

أُنس جابر (الشرق الأوسط)
أُنس جابر (الشرق الأوسط)
TT

الألعاب الفردية... النقطة المضيئة للرياضة التونسية في 2024

أُنس جابر (الشرق الأوسط)
أُنس جابر (الشرق الأوسط)

لم يشهد عام 2024، الذي يقترب من نهايته، نجاحات رياضية كبرى في الألعاب الجماعية التونسية باستثناء بلوغ الترجي نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم وتأهله لكأس العالم للأندية. وفي المقابل، كان أبطال الرياضات الفردية بصيص الأمل الوحيد رغم قلة الاهتمام الرسمي، وغياب الدعم، إذ أنهى السباح أحمد الجوادي عام 2024 بتتويجه بلقب سباق 1500 متر في بطولة العالم داخل الأحواض القصيرة في بودابست.

وأحرز فراس القطوسي الميدالية الذهبية في منافسات تحت 80 كيلوغراماً للرجال في التايكوندو بدورة الألعاب الأولمبية في باريس.

وتُوِّج محمد خليل الجندوبي بالميدالية البرونزية في وزن 58 كيلوغراماً للرجال ضمن منافسات التايكوندو أيضاً في «ألعاب باريس»، بينما حصد فارس الفرجاني فضيةً في المبارزة.

من جهة أخرى، تصدَّر أبطال تونس في المنافسات البارالمبية الواجهة في باريس بتحقيق 11 ميدالية مختلفة.

غياب وتراجع

شهد عام 2024 تراجعاً ملحوظاً في أداء بطلة التنس التونسية أُنس جابر، إذ غادرت في شهر يوليو (تموز) الماضي قائمة اللاعبات العشر الأوليات للمرة الأولى منذ يناير (كانون الثاني) 2022؛ بسبب تراجع النتائج، وغيابها عن المنافسات نتيجة الإصابة. كما لم تشارك في «ألعاب باريس»، واستهلت العام بنتائج مخيبة للآمال.

وفي السباحة، سجَّل 2024 غياب البطل الأولمبي والعالمي أحمد الحفناوي الذي كان قد أهدى تونس في النسخة الماضية (طوكيو 2021) ميداليةً ذهبيةً في سباق 400 متر (حرة).

الترجي الاستثناء رغم العثرات

كان الترجي نقطة الضوء الوحيدة في الرياضات الجماعية على الصعيدَين المحلي والدولي، إذ عزَّز رقمه القياسي في التتويجات بالدوري المحلي برصيد 33 لقباً.

وكان طريق الترجي لحصد اللقب ممهداً رغم الصعوبات التي واجهها في بداية الموسم؛ بسبب المشارَكة المخيبة في البطولة العربية، وضعف الأداء؛ مما عجَّل برحيل المدرب معين الشعباني.

ولم يترك فريق «باب سويقة» الفرصة أمام منافسه الأول في المرحلتين الأولى والثانية، الاتحاد المنستيري، لمزاحمته على الصدارة ليحقق لقباً جديداً كان مستحقاً ومنطقياً قياساً بالفوارق الكبيرة التي تفصله عن البقية.

وبلغ الترجي أيضاً نهائي دوري أبطال أفريقيا رغم خسارته اللقب أمام الأهلي المصري ليتأهل إلى كأس العالم للأندية للمرة الرابعة في تاريخه. كما ينافس الترجي الملقب «شيخ الأندية التونسية» من أجل بلوغ أدوار متقدمة في دوري أبطال أفريقيا هذا الموسم. ومثل الملعب التونسي المفاجأة السارة في الموسم عندما توج بكأس تونس لكرة القدم للمرة السابعة في تاريخه بفوزه على النادي البنزرتي في يونيو (حزيران) 2024 ليحسم بهذا التتويج تأهله للمشاركة في كأس الكونفدرالية الأفريقية التي غادرها من الدور التمهيدي الثاني.

خيبة أمل للفرق في المسابقات الأفريقية

رغم نجاح الاتحاد المنستيري في تأكيد النقلة النوعية بحلوله في المركز الثاني الموسم قبل الماضي، مستغلاً التراجع الرهيب في نتائج حامل اللقب وقتها، النجم الساحلي، فإنه ودَّع دوري أبطال أفريقيا من الدور التمهيدي الثاني بعد الهزيمة بثنائية نظيفة أمام مولودية الجزائر في سبتمبر (أيلول) 2024.

كما انتهت رحلة الملعب التونسي في مسابقة كأس الكونفدرالية بعد هزيمته في سبتمبر 2024 أمام اتحاد العاصمة الجزائري.

وتبقى مهمة النادي الصفاقسي، ممثل تونس الوحيد، في كأس الكونفدرالية صعبةً لإعادة أمل التأهل للأدوار المقبلة بعد أن خسر خلال أول جولتين من المسابقة، إذ يواجه سيمبا التنزاني يوم الأحد المقبل.

المنتخب الأول وعدم الاستقرار

ودَّع منتخب تونس لكرة القدم عام 2024، الذي كان كارثياً على مستوى النتائج، وكذلك الفشل في تحقيق الأهداف الرياضية، بصدمات قوية للغاية أربكت كل الحسابات. وقاد 4 مدربين منتخب تونس، وهو أمر يؤكد غياب الاستقرار عن «نسور قرطاج»، إذ أشرف جلال القادري على المنتخب في 5 مباريات حقق خلالها انتصاراً واحداً في مباراة ودية، وخسر مباراة، وتعادل في 3 مباريات، ليرحل عن المنتخب، ويتولى منتصر الوحيشي المسؤولية في 4 مباريات، ويتعادل ودياً في مباراتين، ثم حقق منتخب تونس انتصاراً على غينيا الاستوائية في تصفيات كأس العالم، ولكنه تعادل مع ناميبيا وهي نتيجة جعلت الاتحاد لا يمدد عقده.

وتولى فوزي البنزرتي تدريب منتخب تونس، وذلك للمرة الرابعة في مسيرته، وقد قاد رفاق ياسين مرياح في4 مباريات في تصفيات أمم أفريقيا، وخلالها حقق انتصارين وتعادل في لقاء وخسر مباراة، قبل أن ينسحب. وكان قيس اليعقوبي الذي تولى منصب المدرب المساعد لفوزي البنزرتي المدرب الرابع الذي يقود «نسور قرطاج» في هذا العام، فحقق انتصاراً ضمن به «النسور» التأهل، قبل أن يخسر المباراة الثانية. وعاشت كرة القدم التونسية على وقع حالة من عدم الاستقرار الإداري منذ انتهاء ولاية المكتب التنفيذي السابق نهاية الموسم الماضي، فضلاً عن فشل المسار الانتخابي في مناسبتين؛ مما دفع الاتحاد الدولي (فيفا) إلى إنشاء لجنة تسوية ستتكفل وقتياً إدارة شؤون كرة القدم التونسية والإعداد لانتخابات العام المقبل.

خيبة كبرى

لم تقتصر النتائج السلبية عربياً وأفريقياً على منتخب كرة القدم، إذ غابت منتخبات اليد والسلة والطائرة عن التتويجات، وكان حضورها العربي والأفريقي مخيباً لآمال الشارع الرياضي التونسي.

ومُنيت كرة اليد التونسية بخيبة أمل كبيرة بعد فشل المنتخب التونسي في بلوغ «دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024» بعد خسارته أمام منتخب مصر في الدور قبل النهائي لكأس أمم أفريقيا؛ ما خلَّف حالة من الاحتقان في صفوف متابعي اللعبة من جماهير ومسؤولين ولاعبين. وفشل المنتخب الوطني التونسي للكرة الطائرة في بلوغ نهائي البطولة العربية بالبحرين، وهُزم أمام المنتخب القطري في الدور قبل النهائي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

كما تلقت كرة السلة التونسية خسارةً أمام المنتخب الليبي في قبل نهائي البطولة العربية التي احتضنتها القاهرة.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)
إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)
TT

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)
إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

عززت النتائج الأخيرة لتشيلسي مكانة الفريق ضمن المنافسين على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن المدرب إنزو ماريسكا قال إنه ولاعبي الفريق لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على اللقب بعد.

وحول تشيلسي تأخره بهدفين إلى الفوز 4 - 3 على توتنهام هوتسبير يوم الأحد الماضي، محققاً انتصاره الرابع على التوالي في الدوري، ليصعد إلى المركز الثاني برصيد 31 نقطة من 15 مباراة، متأخراً بـ4 نقاط عن ليفربول المتصدر الذي خاض مباراة أقل.

ويتفوق تشيلسي بنقطتين على آرسنال صاحب المركز الثالث و4 نقاط على حامل اللقب مانشستر سيتي صاحب المركز الرابع.

ورغم ذلك، رفض ماريسكا، الذي جرى تعيينه في يونيو (حزيران) بعد قيادة ليستر سيتي للفوز بلقب دوري الدرجة الثانية في موسمه الأول مع الفريق، قبول فكرة أن فريقه أصبح من المرشحين للقب.

وقال المدرب الإيطالي للصحافيين: «يمكنكم أن تستشعروا هذا (السباق على اللقب)، يمكنكم أن تشعروا به. وربما هذا هو السبب الذي جعلني أقول إننا لسنا مستعدين، لأننا لا نشعر بذلك ولا نشم رائحته في هذه اللحظة. نأمل في أن نكون هناك قريباً. أحب أن أقنع نفسي وأقنع اللاعبين بأن الطريقة الوحيدة للقتال من أجل شيء ما هي التركيز على العمل يوماً بيوم. عندما تبدأ التفكير فيما سيأتي بعد يومين و3 أيام وشهر وشهرين، فهنا تكون بداية الأوقات السيئة».

ويستضيف تشيلسي فريق برنتفورد، صاحب المركز التاسع في الدوري، يوم الأحد المقبل.

وقدم برنتفورد عروضاً متواضعة خارج ملعبه، إذ حصد نقطة واحدة فقط خلال 7 مباريات خارج أرضه بالدوري، ولكن رغم كون تشيلسي المرشح الأوفر حظاً للفوز، فقد أصبح برنتفورد بمثابة فريق مخيف لتشيلسي في السنوات الأخيرة.

ولم يحقق تشيلسي أي فوز في آخر 5 مباريات له بالدوري أمام برنتفورد، وسلط ماريسكا الضوء على التنوع الذي يحظى به الفريق المنافس قائلاً: «الشيء الجيد فيهم هو أنهم يستطيعون اللعب بأساليب مختلفة. لا يعتمدون على طريقة واحدة للعب. يمكنهم الدفاع بـ4 لاعبين أو بـ5. يمكنهم اللعب بـ4 لاعبين في الدفاع، وتشكيل 5 لاعبين في الدفاع عبر أحد الأجنحة. لذا فإن الأمر معقد للغاية، لكننا سنحاول بذل قصارى جهدنا».

وأثنى ماريسكا أيضاً على التحسن الذي طرأ على أداء غادون سانشو أمام المرمى، بعد أن سجل الجناح في مباراتين متتاليتين بالدوري.

وقال ماريسكا: «ربما كان غادون يفتقر إلى القدرة على إنهاء الهجمات، فقد خضنا كثيراً من المباريات التي وصل فيها عدة مرات إلى حالة انفراد، وكان يبحث دائماً عن المساعدة. في بعض الأحيان تجد نفسك في موقف يسمح لك بالتسديد، والآن أصبح أداؤه أفضل».