من مونديال الأندية إلى «كأس العالم 2030»... معركة مفاوضات بين الفيفا والريال

العملاق الأوروبي يكشّر عن أنيابه ويطلب «تحديد قيمته» في السوق العالمية

فلورنتينو بيريز يرى أن الريال يستحق قيمة أعلى مما تراه «فيفا» في الوقت الراهن (إ.ب.أ)
فلورنتينو بيريز يرى أن الريال يستحق قيمة أعلى مما تراه «فيفا» في الوقت الراهن (إ.ب.أ)
TT

من مونديال الأندية إلى «كأس العالم 2030»... معركة مفاوضات بين الفيفا والريال

فلورنتينو بيريز يرى أن الريال يستحق قيمة أعلى مما تراه «فيفا» في الوقت الراهن (إ.ب.أ)
فلورنتينو بيريز يرى أن الريال يستحق قيمة أعلى مما تراه «فيفا» في الوقت الراهن (إ.ب.أ)

استقطب الجدل الدائر بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وريال مدريد الإسباني حول مشاركة النادي العريق في النسخة الجديدة من مونديال الأندية، في الولايات المتحدة الأميركية، أنظار العالم وعلى الأخص عشاق بطل أوروبا.

وبحسب صحيفة «ماركا» الإسبانية واسعة الانتشار، فإنه بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي، يرى ريال مدريد أنه لا يزال يتعين اتخاذ خطوات لتحسين هيكل البطولة فيما يخص «حقوق البث التلفزيوني والملاعب».

وقد جذبت تصريحات كارلو أنشيلوتي التي استبقت الانسحاب المحتمل لريال مدريد من البطولة، الانتباه وذلك لحدتها ولصدورها عن مدرب بطل أوروبا.

واضطر ريال مدريد إلى إصدار بيان ينفي فيه تصريحات المدرب الإيطالي، الذي أوضح فيما بعد كلامه. ومع ذلك، هناك قلق حقيقي في النادي حول مشروع يعتبر «مثيراً للاهتمام» ولكن لا تزال هناك «ثغرات» فيه.

وهذه الثغرات لا تتعلق فقط بالجانب المالي، حيث يقول أنشيلوتي إن قيمة كل مباراة في مدريد تبلغ 20 مليوناً، وهو الرقم الذي ينوي المنظمون توسيع نطاقه ليشمل البطولة بأكملها.

ويعتقد ريال مدريد أن «فيفا» لم يضع بعد هيكلاً متيناً للمنافسة التي ستنطلق نسختها الأولى في عام 2025. وتقول مصادر في النادي المدريدي: «يجب أن يلملم الاتحاد الإسباني لكرة القدم شتات نفسه».

هذا الهيكل يتجاوز الجانب الاقتصادي، وهو أمر مهم بالطبع بالنسبة لمدريد والأندية الأخرى المشاركة. ويتعلق الأمر بجوانب ذات صلة مثل حقوق البث التلفزيوني، وهو جانب رئيسي آخر من الناحية المالية، بالإضافة للملاعب التي ستستضيف المباريات.

ويعتقد ريال مدريد أن هذه البطولة يمكن أن تشكل علامة فارقة في تاريخ كرة القدم وهذا يتطلب اهتماماً شديداً بالتفاصيل.

ويؤيد ريال مدريد المشروع، لكنه يرى أنه يجب اتخاذ المزيد من الخطوات لضبط تفاصيل البطولة. ويثق النادي من أن «فيفا» سيأخذ بعين الاعتبار مطالب الأندية وسينظم «بطولة رائعة».

تصريحات أنشيلوتي الأخيرة ضاعفت من حدة الأزمة (إ.ب.أ)

وإذا تم اتخاذ هذه الخطوات التي يطالب بها ريال مدريد - والمزيد من الأندية - في الاتجاه الصحيح، فإن مشاركة بطل أوروبا في بطولة «فيفا» الجديدة لن تكون في خطر.

ويعتقد النادي الملكي بصفته مؤسس الهيئة العليا لكرة القدم العالمية، أنه يجب أن يكون حاضراً في ولادة البطولة التي ستصبح، أخيراً، منافسة لتحديد الفريق الأفضل في العالم دون أدنى شك.

وتم الحديث منذ فترة طويلة عن كأس العالم للأندية في صيف 2025 على أنه سيوزع 50 مليون يورو للفرق التي ستشارك في البطولة، لكن الواقع مختلف تماماً.

وبحسب صحيفة «ماركا»، فإن هذا المبلغ هو نتيجة لنقطة بداية التخطيط لكأس العالم للأندية، عندما وافق «فيفا» على إقامتها في الصين في عام 2019. وفي ذلك الوقت كان هناك حديث عن 50 مليون كحافز للفرق الـ24 التي كانت ستشارك في البطولة.

لكن مالذي حدث بعد ذلك؟ أوقفت جائحة كورونا كل شيء، واختفت الصين وتولى الاتحاد الدولي لكرة القدم تنظيم البطولة التي ارتفع عدد الفرق المشاركة فيها من 24 إلى 32 فريقاً.

وقبل عام من انطلاق البطولة، لم تُصدر الهيئة المنظمة لكرة القدم العالمية أي بيان بشأن الأموال التي سيتم توزيعها، ويرجع ذلك أساساً إلى أنها لم تغلق بعد عملية بيع الحقوق السمعية والبصرية للبطولة، حيث تتفاوض مع شركة «آبل» ولا تزال تنتظر التوصل إلى اتفاقات تجارية، لذلك لا يوجد توزيع على الإطلاق.

ولم يكن «فيفا» واضحاً للغاية منذ البداية، فالتوزيع لن يكون بالتساوي ولن تحصل جميع الفرق على نفس المبلغ من المال، وهناك العديد من الجبهات المفتوحة بالفعل مع مختلف الاتحادات والأندية بحثاً عن اتفاق لا يزال يتعذر إغلاقه بسبب عدم وجود الأموال الدقيقة التي يمكن أن توزعها البطولة.

ما هو واضح بالنسبة لقادة الاتحاد الدولي لكرة القدم هو أنه لا يمكن لجميع الأندية الحصول على نفس المبلغ، حيث أن قيمتها السوقية مختلفة تماماً، حيث تهيمن فرق الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشكل واضح وتأتي فرق الكونميبول في المركز الثاني. وقد قبلت العديد من الأندية بالفعل هذا الوضع، وبالنسبة لهم، فإن حصولهم على مبلغ حوالي 10 ملايين يورو يكفي لتبرير وجودهم في البطولة.

ريال مدريد توّج سيداً للقارة الأوروبية مؤخراً (أ.ب)

ويتفاوض «فيفا» مع الاتحاد الأوروبي «ويفا»، كما يتفاوض ريال مدريد، من أجل الحصول على حقه الخاص. أي أن لدى رئيس «فيفا» جياني إنفانتينو وفريقه جبهتان مفتوحتان.

مطلوب من «فيفا» إذاً تحديد قيمة حضور النادي المدريدي في كأس العالم للأندية، ومن ناحية أخرى إتمام الصفقة التي ستُمكّن ملعب «سانتياغو برنابيو» من استضافة نهائي كأس العالم 2030.

العلاقة الجيدة بين رئيسي «فيفا» والنادي يمكن أن تصل بالمفاوضات إلى خاتمة جيدة، لكن الكيان الذي يترأسه فلورنتينو بيريز لا يؤيد التنازل عن الملعب لمدة ثلاثة أشهر لـ«فيفا»، كما هو مطلوب من قبل منظمي كأس العالم. وهي مسألة يعلم الطرفان أن عليهما حلها.

ما أراد أنشيلوتي التعبير عنه هو أن وجود ريال مدريد له ثمن، وأن على «فيفا» أن يتكيف مع السوق، وهو ما يعتقده الجميع في النادي الملكي.


مقالات ذات صلة

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

رياضة عالمية لويس دي لا فوينتي مدرب منتخب إسبانيا (إ.ب.أ)

ماذا لو درب دي لافوينتي ريال مدريد؟

إن الجدل المتزايد حول كارلو أنشيلوتي يجعلنا نعتقد أن مستقبله غير مؤكد حقاً.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية  كارلو أنشيلوتي مطالب بإيجاد حلول لقائمته المنقوصة بسبب الإصابات (رويترز)

بسبب الإصابات... الريال يستنجد بلاعبي أكاديميته أمام ليغانيس

جاء التوقف الدولي في توقيت مثالي بالنسبة لريال مدريد إذ منحه الوقت لمحاولة التسريع من وتيرة تعافي بعض لاعبيه المصابين، لكنه لا يزال يفتقد بعض عناصره الأساسيين.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية التوتر شاب علاقة مبابي بمدربه ديشامب مؤخراً (د.ب.أ)

كيليان مبابي وفرنسا... ماذا حدث؟

كيليان مبابي هو نجم فرنسا وأحد أكثر اللاعبين شهرة في كرة القدم العالمية.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية يعاني ريال مدريد من إصابات عديدة هذا الموسم (د.ب.أ)

25 إصابة في ريال مدريد... ما السبب يا ترى؟

سحق ريال مدريد أوساسونا 4 - 0 في نهاية الأسبوع الماضي، لكن المباراة لخصت مصائبهم هذا الموسم.

The Athletic (مدريد)
رياضة عالمية ضم ريال مدريد لجوشوا كيميتش خطوة منطقية وحاسمة تساعد على إعادة التوازن للفريق (غيتي)

لماذا يجب على ريال مدريد التعاقد مع جوشوا كيميتش؟

قدرة كيميتش على اللعب في أكثر من مركز تعني إضافة خيارات كثيرة للمدير الفني كارلو أنشيلوتي.


هولندا تهزم ألمانيا… وتتأهل لنهائي كأس ديفيز لأول مرة

تأهلت هولندا بفضل انتصار بوتيك فان دي زاندسخولب وتالون غريكسبور (رويترز)
تأهلت هولندا بفضل انتصار بوتيك فان دي زاندسخولب وتالون غريكسبور (رويترز)
TT

هولندا تهزم ألمانيا… وتتأهل لنهائي كأس ديفيز لأول مرة

تأهلت هولندا بفضل انتصار بوتيك فان دي زاندسخولب وتالون غريكسبور (رويترز)
تأهلت هولندا بفضل انتصار بوتيك فان دي زاندسخولب وتالون غريكسبور (رويترز)

حققت هولندا إنجازا تاريخيا بالتأهل لنهائي كأس ديفيز للتنس لأول مرة في تاريخها بتغلبها 2-صفر على ألمانيا في قبل النهائي اليوم الجمعة.

وتأهلت هولندا بفضل انتصار بوتيك فان دي زاندسخولب وتالون غريكسبور في مباراتي الفردي.

وتلعب هولندا في النهائي المقرر بعد غد الأحد مع الفائز من مباراة قبل النهائي الأخرى التي تقام السبت بين إيطاليا حاملة اللقب وأستراليا.

واحتاج فان دي زاندسخولب، الذي أنهى مسيرة الإسباني رافائيل نادال يوم الثلاثاء الماضي، عشر نقاط للمباراة للتغلب 6-4 و6-7 و6-3 على الألماني دانييل ألتماير ويضع فريقه في المقدمة.

وفاز المصنف 80 عالميا بالمباريات الثلاث التي خاضها في البطولة هذا الأسبوع بينها مباراة الزوجي الفاصلة أمام الثنائي الإسباني المؤلف من كارلوس ألكاراس ومارسيل غرانوييريس يوم الثلاثاء الماضي.

وبدا أن الألماني يان لينارد شتروف سيبقي على آمال ألمانيا في التأهل للنهائي لأول مرة منذ 1993 بعدما فاز بالمجموعة الأولى وكسر إرسال جريكسبور في المجموعة الثانية.

لكن اللاعب الهولندي، المصنف 40 عالميا، انتفض ليفوز 6-7 و7-5 و6-4 ليحسم الفوز بالإرسال الساحق رقم 25 الذي يلعبه في المباراة.

وقال غريكسبور (28 عاما) في مقابلة على جانب الملعب "إنه أمر لا يصدق، كنا نتحدث بهذا الخصوص منذ عامين أو ثلاث سنوات.

"كنا نشارك في البطولة دائما ونواجه قرعة صعبة على نحو لا يصدق ونخسر أمام فرق تمضي في طريقها للنهائي أو للفوز بالبطولة وهذا العام واجهنا إسبانيا في دور الثمانية لكننا وثقنا في قدراتنا وشعرنا أن الفوز ممكن".

وبدا فان دي زاندسخولب في طريقه لفوز مريح في المباراة الأولى من مواجهة قبل النهائي بعدما فاز بالمجموعة الأولى وكسر إرسال منافسه في الثانية.

لكنه أهدر خمس نقاط لحسم المباراة في شوط فاصل ماراثوني بالمجموعة الثانية استمر 26 نقطة قبل أن يفوز به ألتماير ليدفع بالمباراة إلى مجموعة ثالثة.

ورغم أنه تقدم في النتيجة فإن اللاعب الهولندي سمح لمنافسه بالعودة قبل أن يكسر فان دي زاندسخلوب إرسال منافسه ليتقدم 5-3.

ويبدو أن التوتر نال من اللاعب الهولندي الذي ارتكب ثلاثة أخطاء مزدوجة على الإرسال لكنه تمكن أخيرا من إنجاز المهمة.

وكانت مباراة الفردي الأخرى أعلى في المستوى إذ قدم اللاعبان أداء مذهلا على الأرضية السريعة للملعب المغطى.

وقدم شتروف أداء لا تشوبه شائبة ليحسم المجموعة الأولى، لكنه أهدر فرصتين للكسر عندما كانت النتيجة 3-4 في المجموعة الثانية.

وكانت هذه نقطة تحول إذ تفوق جريكسبور على منافسه وحافظ على هدوئه ليحافظ على شوط إرساله ويحسم المواجهة.

وأثنى بول هارهوس كابتن الفريق، الذي لعب لصالح فريق هولندا بكأس ديفيز بين عامي 1990 و2005، على اللاعبين.

وقال "بالنسبة لي، هذا يعني أنني وصلت للنهائي لأول مرة على الإطلاق في كأس ديفيز وأنني جزء من هذا الفريق الذي قدم مثل هذا الأداء الجيد في آخر خمس سنوات.

"إنه أمر فريد جدا بالنظر لأن فريقنا لا يضم لاعبين ضمن أفضل خمسة أو عشرة لاعبين في العالم، لكنه نتاج عمل جماعي وأظهرنا أن بمقدورنا الوصول إلى النهائي. يحظى اللاعبون بثقة كبيرة بعد هذا، لكن علينا أن نخوض المباراة بقوة كبيرة يوم الأحد ونثق أن وقتنا قد حان".