يسعى فلورينتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد للعمل مع شركاء استثماريين لوضع هيكل مؤسسي جديد يحمي المصالح الاقتصادية للنادي الملكي، تحديداً مع كل من «كي كابيتال بارتنرز» و«كليفورد تشانس».
ويضع بيريز عينه على مباريات كرة القدم المقبلة لريال مدريد وأخرى على تصميم هيكل الملكية الجديد للنادي الذي يرأسه، والذي يريد من خلاله حماية أصول الكيان الأبيض.
ووفقاً لعدة مصادر، يعمل بيريز مع البنوك والمحامين ليقترح على الجمعية العامة لأعضاء النادي المقبلة ثورة تاريخية في النظام الأساسي للمؤسسة في مواجهة ما يعده تهديدات من رابطة «لاليغا» والاتحاد الأوروبي «يويفا» ضد مصالحه الرياضية والاقتصادية.
وبحسب صحيفة «ال كونفيندنسال» الإسبانية الموثوقة، يعمل فلورينتينو بيريز مع «كي كابيتال»، البنك الاستشاري الرئيسي الخاص به، ومع «كليفورد تشانس»، شركة المحاماة الموثوقة، لاختيار الصيغة المؤسسية التي ستحمي ريال مدريد مما يعرفه بهجمات خافيير تيباس وألكسندر تسيفرين ضد أصول النادي.
وعلى الرغم من أن المشروع لا يزال في مرحلته الأولية ويتم تحديد البدائل المطروحة على الطاولة، فإنه من الواضح أن الشركاء يجب أن يكونوا، بالإضافة إلى أصحاب المقعد في سانتياغو برنابيو، المالكين الحقيقيين للشركة.
وتشير مصادر أخرى إلى أن «جي بي مورغان»، البنك الذي مول تجديد ملعب سانتياغو برنابيو، والذي تضاعف إلى 1.17 مليار يورو، و«جون هان»، المصرفي المسؤول عن الدوري الممتاز، على علم أيضاً بالعمل.
ومن بين الصيغ التي يتم النظر فيها تحويل النادي إلى شركة عامة محدودة، يكون الأعضاء الحاليون فيها مساهمين. والهدف الآخر هو الحفاظ على هيكل النادي الحالي، ولكن بنفس الطريقة، مع الأسهم التي من شأنها أن تمنح ملكية الكيان.
الصيغة الأولى، التي سبق أن عُرضت على فلورينتينو بيريز من قبل بنوك استشارية دولية أخرى، ستسمح بإدراج ريال مدريد في سوق الأوراق المالية في المستقبل إذا وافق عليه شركاؤه، بحد أقصى 49.9 في المائة من رأس المال السوقي. لكن في كلتا الحالتين، ما يوضحه بيريز هو أنه سيكون هناك رقابة على نقل الأسهم أو بيع سندات الملكية، وذلك لمنع ما حدث في بعض الأندية الأخرى من استحواذ ملياردير وطني أو أجنبي على 50.01 في المائة من رأس المال.
وبهذه الطريقة، يريد فلورينتينو إغلاق الباب أمام أي جهة أو شركة أميركية كبيرة أن تستطيع شراء ريال مدريد وتديره دون الالتفات إلى تاريخ المؤسسة أو بمصالح مضاربة فقط.
في الاجتماع الأخير للأعضاء، خصص فلورينتينو بيريز جزءاً كبيراً من خطابه لوصف محاولات رابطة «لاليغا» لمهاجمة ريال مدريد، من بين عمليات أخرى، من خلال مصادرة حقوق البث التلفزيوني.
وفي كلمته، هيأ بيريز الشركاء للمرحلة الجديدة قائلاً: «من الضروري اتخاذ إجراءات حتى يتمتع الجميع، سواء ريال مدريد كمؤسسة أو الأعضاء كملاك، بالقدرة اللازمة لحماية نادينا على المستوى القانوني والاقتصادي والجماعي والفردي». وأضاف الرئيس أنه سيعمل على إعداد «هيكل يحمي بشكل لم يسبق له مثيل الأصول الاقتصادية التي يملكها ريال مدريد وكل شركائنا».
في الواقع، أوضح فلورينتينو أن الأعضاء يجب أن يظلوا هم حماة ممتلكات النادي، ويريد الرئيس تحديد الصيغة المناسبة لهذا التغيير التراثي التاريخي هذا الصيف، لتقديمها في اجتماع الأعضاء المقبل، الذي سيعقد بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني). وبحسب مصادر النادي، فإن هذه هي القضية التي تقلقهم أكثر من غيرها؛ لأنهم يؤكدون أنه «لا يمكن أن نسمح بأخذ أصولنا الاقتصادية والمالية منا؛ لأن حاضرنا ومستقبلنا يعتمدان عليها».