برر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الفارق في التعامل مع إسرائيل، المشارِكة في أولمبياد باريس الصيف المقبل رغم حربها على غزة، وروسيا التي استُبعدت عن الألعاب على خلفية غزوها لأوكرانيا، عادّاً أن الأولى لم تكن «المهاجِمة»، في حين أنّ الثانية هي من قرر شن «حرب عدوانية» على جارتها.
وقال ماكرون في مقابلة مع قناة «بي إف إم تي في» وإذاعة «آر إم سي»، إنه بين روسيا وإسرائيل «الوضع مختلف تماماً»، في رد على النواب اليساريين الذين طالبوا في أواخر فبراير (شباط) ومن دون جدوى اللجنة الأولمبية الدولية بأن «تفرض على إسرائيل خلال الألعاب الأولمبية المقبلة نفس العقوبات المفروضة على روسيا وبيلاروس».
وأضاف أن «إسرائيل كانت ضحية هجوم إرهابي. يمكننا أن نختلف مع إسرائيل حول كيفية الرد وحماية نفسها، لكن لا يمكننا أن نقول إن إسرائيل هي من بدأ الهجوم، وبالتالي فإن التمييز (بينها وبين روسيا) واضح للغاية».
وعدّ أنه «لهذا السبب سيكون العلم الإسرائيلي هناك (في الألعاب)، سيكون الرياضيون هناك، وآمل أيضاً أن يكونوا حاملي السلام؛ لأنه سيتعين عليهم التنافس مع العديد من رياضيي المنطقة».
ونأت اللجنة الأولمبية الدولية بنفسها عن الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و«حماس» وتختبئ وراء مطالبتها بـ«حل الدولتين» الذي «تطبقه» على صعيد الأعضاء المنضوين تحت لوائها، في ظل تعايش اللجنتين الأولمبيتين الإسرائيلية والفلسطينية منذ عام 1995.
وفي المقابل، فإن قرار اللجنة الأولمبية الدولية حظر روسيا كدولة والسماح للرياضيين الروس بالمشاركة كمحايدين، «متناسب وعادل»؛ لأن موسكو «قررت شن حرب عدوانية استمرت لأكثر من عامين»، بحسب تبرير ماكرون.
وقررت اللجنة الأولمبية الدولية الشهر الماضي أن الرياضيين الروس والبيلاروس الذين سمحت لهم بخوض الألعاب الأولمبية كمحايدين «لن يشاركوا في حفل افتتاح الألعاب».
واستبعدت اللجنة الأولمبية الدولية روسيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن المشاركة في أولمبياد 2024، لكنها أعطت الضوء الأخضر للرياضيين الروس والبيلاروس للمنافسة كمحايدين ما داموا لا يدعمون بشكل فعال الحرب على أوكرانيا.
واجه الرياضيون من روسيا وبيلاروس عقوبات من العديد من الاتحادات الرياضية منذ أن شنت موسكو هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وخلال العام الماضي، خفف عدد من الرياضات الأولمبية القيود، ما سمح لرياضيين من البلدين بالعودة إلى المنافسة في ظل ظروف معينة. ومع ذلك، ظل الروس والبيلاروس ممنوعين من المشاركة في منافسات ألعاب القوى.
وشارك نحو 330 رياضياً روسياً و104 رياضيين من بيلاروس في ألعاب طوكيو صيف 2021.
وكشفت اللجنة الأولمبية الدولية أن الرياضيين المحايدين سيكون لهم علمهم الخاص ونشيدهم الخالي من الكلمات الغنائية، كما لن يشير جدول الميداليات إلى الميداليات التي سيفوز بها هؤلاء.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية: «لن يتم عرض أي علم أو نشيد وطني أو ألوان أو أي تعريف آخر على الإطلاق لروسيا أو بيلاروس في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 في أي مكان رسمي أو أي مناسبة رسمية».
وختمت: «لن تتم دعوة أي مسؤول حكومي روسي أو بيلاروسي أو منحهم بطاقة اعتماد لحضور دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024».