لماذا أصبح النجوم الكبار ينتظرون ما يقدمه النادي لهم قبل أن يقدموا له شيئاً؟

التحدي الأكبر الذي يواجه المدربين حالياً هو إخضاع اللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة للنظام


العلاقة بين سولسكاير المدرب ورونالدو اللاعب فشلت من جميع الجوانب (رويترز)
العلاقة بين سولسكاير المدرب ورونالدو اللاعب فشلت من جميع الجوانب (رويترز)
TT

لماذا أصبح النجوم الكبار ينتظرون ما يقدمه النادي لهم قبل أن يقدموا له شيئاً؟


العلاقة بين سولسكاير المدرب ورونالدو اللاعب فشلت من جميع الجوانب (رويترز)
العلاقة بين سولسكاير المدرب ورونالدو اللاعب فشلت من جميع الجوانب (رويترز)

يهيمن عدد من الأندية العملاقة على كرة القدم الآن بشكل لم يكن موجودا من قبل. وبالنسبة للكثير من هذه الأندية، أصبح الفوز بلقب الدوري المحلي يُنظر إليه على أنه مجرد إجراء شكلي وأمر مفروغ منه. وأصبحت هناك اختلالات شاسعة داخل الدوريات، وهو الأمر الذي يؤثر بالطبع على الخطط التكتيكية التي تعتمد عليها الأندية. فإذا كنت تتوقع تحقيق الفوز في معظم المباريات بشكل مريح، فإنك ستركز بشكل كامل على الهجوم - وهو الأمر الذي قد يخلق مشاكل كبيرة للأندية العملاقة في المناسبات النادرة التي تواجه فيها أندية أخرى بنفس القوة، فهذه الأندية الكبرى لم تنس كيفية الدفاع فحسب، لكنها نسيت أيضا كيفية القتال على الكرة بشراسة، لأنها اعتادت على الفوز المريح. لقد انخفض مستوى الدفاع بشكل مثير للقلق بين أندية النخبة، وهو أمر لا يتعلق فقط بالتحول إلى التركيز على الهجوم بشكل أكبر.

وفي المواسم الثمانية لدوري أبطال أوروبا بدءا من موسم 2009-2010، انتهت 21 مباراة من أصل 104 في الدور ربع النهائي أو الأدوار اللاحقة بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر. وفي المواسم الثمانية التي سبقت ذلك، انتهت ثماني مباريات فقط في الدور ربع النهائي أو الأدوار اللاحقة بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر. في غضون ذلك، أدت الحاجة إلى زيادة الدخل إلى زيادة التركيز على الأفراد. ربما تكون هذه نتيجة طبيعية لعصر شهد تألق لاعبين موهوبين بشكل استثنائي مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، لكن هناك شعوراً أيضاً بأن طبيعة كرة القدم قد تغيرت، وأن ثقافة تمويل كرة القدم الحديثة تتطلب الاعتماد على النجوم والمشاهير. وكان المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا يعتمد على اللاعبين الناشئين الموهوبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين بنادي برشلونة والذين كانت لديهم القدرة على تنفيذ فلسفته وأسلوبه، لكنه منذ ذلك الحين وجد صعوبة كبيرة في تحقيق النجاح من دون إنفاق الكثير من الأموال.

ورغم ذلك، فإن الإنفاق ليس ضماناً لتحقيق النجاح. وكان مانشستر يونايتد تحت قيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير يفتقر إلى القدرة على اختراق دفاعات الفرق المنافسة، ولم يكن يجيد سوى القيام بشيء واحد فقط، وهو الدفاع بشكل جيد ثم شن هجمات مرتدة سريعة. وبعد ذلك، وبالتحديد في صيف عام 2021، تعاقد مانشستر يونايتد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو البالغ من العمر 36 عاماً، ليفقد الفريق فجأة قدرته على شن الهجمات المرتدة السريعة، ثم أقيل سولسكاير من منصبه في غضون ثلاثة أشهر من ذلك. غالباً ما يكون مُلاك الأندية مهووسين باللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم، وغالباً ما يبدو أن هؤلاء المُلاك لا يدركون حقيقة أن بناء فريق جيد هو أمر معقد للغاية ويعتمد على التناغم والتفاهم بين اللاعبين، وليس على اللاعبين الأكثر شهرة، وهو الأمر الذي اتضح جليا عندما قضى مالك نادي تشيلسي، تود بوهلي، صيف عام 2022 وهو يحاول فرض كريستيانو رونالدو على توماس توخيل، ثم أقال المدير الفني الألماني وبدأ يتحدث عن ضرورة إقامة مباراة تجمع جميع نجوم اللعبة، كما لو أن وجود مجموعة عشوائية من أفضل اللاعبين يمكن أن يؤدي إلى تقديم كرة قدم عالية المستوى.

ويبدو أن سلوك اللاعبين قد تغير أيضا. من الصعب تحديد نسبة اللاعبين الذين تغير سلوكهم، لكن عندما ركز بول بوغبا، عند انضمامه إلى مانشستر يونايتد في عام 2016، على حلمه بأن يحصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم أكثر من تركيزه على قيادة النادي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز أو دوري أبطال أوروبا، كان هناك شعور بأن هذه لحظة فارقة. لقد أصبح اللاعبون يسألون الآن عما يمكن أن يقدمه النادي لهم بقدر ما يمكن أن يقدموه هم للنادي - وهذا يعني أن استعدادهم لإخضاع أنفسهم لنظام تكتيكي معين ربما يكون محدوداً. ويؤدي هذا بالطبع، بالإضافة إلى الضغط المستمر من أجل تحقيق نتائج جيدة، إلى عدم المجازفة بتطبيق أفكار جديدة والمحافظة على نفس الشكل الخططي والتكتيكي من دون تغيير.

وفي الوقت نفسه، لم تكن كرة القدم في أي وقت من الأوقات منظمة بنفس الشكل الذي هي عليه الآن. وبالتالي، فإن القدرة على إيجاد حل لهذا التناقض بين النظام واللاعبين أصحاب الأسماء الكبيرة هي التي تحدد ما إذا كان المدير الفني في أندية النخبة سيحقق النجاح أم لا. وفي هذا الإطار، يفضل كثيرون فريق برشلونة الذي فاز بدوري أبطال أوروبا تحت قيادة لويس إنريكي في عام 2015 على نموذج غوارديولا. من المؤكد أن وجود ثلاثة لاعبين يمتلكون قدرات فردية هائلة مثل ميسي ولويس سواريز ونيمار جعل الفريق يمتلك تنوعا هجوميا أكبر وقدرة أكبر على اختراق دفاعات المنافسين، حتى لو كان هناك شعور بأن هذا الفريق أقل براعة وقوة مما كان عليه قبل أربع سنوات تحت قيادة غوارديولا. لقد دخلت كرة القدم عصر ما بعد كرويف، وبدأ تأثير أولئك الذين لعبوا أو دربوا في برشلونة في أواخر التسعينات من القرن الماضي يظهر في كل مكان.

قد يكون هذا هو الطريق دائما بعد حدوث ثورة آيديولوجية كبيرة. وبمجرد أن ينتهي الهوس بهذه الطريقة الجديدة، فإن ما يتبقى يبدو بالضرورة وكأنه حل وسط. وعلى الرغم من أن هناك شعورا بالتفوق الكاسح لطريقة الضغط العالي والمستمر على المنافسين، فلا يوجد فريق حالياً يجر كرة القدم في اتجاه يشعر أنه يجب على الجميع اتباعه. لقد خفف يورغن كلوب من أسلوبه، وتعاقد مع تياغو ألكانتارا الذي لعب تحت قيادة غوارديولا في برشلونة وبايرن ميونيخ، لكي يجعل خط وسطه أكثر قدرة على الاستحواذ على الكرة، بينما أضاف غوارديولا مزيداً من اللعب المباشر إلى مانشستر سيتي من خلال التعاقد مع المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند.

صحيح أن فكرة المهاجم الوهمي أصبحت مقبولة ومفهومة، لكنها بعيدة كل البعد عن أن تكون شائعة. وعادت طريقة الاعتماد على ثلاثة مدافعين في الخط الخلفي إلى الواجهة لفترة وجيزة، ثم اختفت مرة أخرى. وأصبحت معظم فرق النخبة، وليس كلها، تلعب بخط دفاع متقدم. وأصبح حراس المرمى مطالبين الآن بإجادة اللعب بالقدمين، حتى يمكنهم بناء اللعب من الخلف واللعب بأريحية في حال خروجهم من منطقة الجزاء. لقد فاز ريال مدريد بخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا بين عامي 2014 و2022 وكان من الواضح أنه فريق موهوب بشكل كبير، لكن لن يتذكر أحد هذا الفريق بأنه أحدث أي ابتكار خططي أو تكتيكي! *خدمة {الغارديان}


مقالات ذات صلة

كارسلي: إنجلترا تملك الأدوات التي تساعدها للفوز بكأس العالم

رياضة عالمية كارسلي (رويترز)

كارسلي: إنجلترا تملك الأدوات التي تساعدها للفوز بكأس العالم

قال لي كارسلي المدرب المؤقت لمنتخب إنجلترا لكرة القدم، إن المدرب الجديد توماس توخيل يملك كل الأدوات التي يحتاجها للفوز بكأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كريستيان إيلزر (إ.ب.أ)

إيلزر يصف تدريب هوفنهايم بـ«الفرصة العظيمة»

يرى كريستيان إيلزر أن تعيينه مديرا فنيا لفريق هوفنهايم الألماني لكرة القدم بمثابة «فرصة عظيمة» بعدما قاد فريق شتورم غراتس للتتويج بلقبي الدوري والكأس في النمسا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية فرحة فرنسية وحسرة إيطالية (إ.ب.أ)

دوري الأمم الأوروبية: فرنسا تزيح إيطاليا عن الصدارة… وإنجلترا للواجهة

ثأرت فرنسا من مضيفتها إيطاليا وأزاحتها عن صدارة المجموعة الثانية من المستوى الأول لدوري الأمم الأوروبية في كرة القدم بالفوز عليها 3-1 الأحد.

«الشرق الأوسط»
رياضة عالمية دي يونغ قال للصحافيين إنه لا يزال بعيداً عن أفضل مستوياته (رويترز)

عودة دي يونغ تعزز آمال هولندا في دوري الأمم الأوروبية

مثّلت عودة لاعب الوسط فرينكي دي يونغ إلى صفوف منتخب هولندا للمرة الأولى منذ 14 شهراً دفعة قوية للفريق.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
رياضة عالمية سقط سالاي (36 عاما) في المنطقة الفنية بعد سبع دقائق من انطلاق المباراة (د.ب.أ)

«دوري الأمم»: مساعد مدرب المجر بخير بعد سقوطه في مباراة هولندا

طمأن آدم سالاي مساعد مدرب منتخب المجر المشجعين عليه، وقال إنه بخير بعد سقوطه ونقله للمستشفى بعد دقائق من انطلاق مباراة فريقه أمام هولندا في دوري الأمم الأوروبية

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

«البريميرليغ»: تشيلسي يعزز مركزه الثالث بفوز صعب على ليستر

نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)
نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)
TT

«البريميرليغ»: تشيلسي يعزز مركزه الثالث بفوز صعب على ليستر

نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)
نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)

عزز تشيلسي مركزه الثالث في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بفوز صعب على مستضيفه ليستر سيتي 2 - 1 (السبت)، في افتتاح منافسات المرحلة الـ12.

وفرض الأرجنتيني إنزو فرنانديز نفسه نجماً للمباراة بتمريره كرة هدف السبق في الشوط الأول إلى المهاجم السنغالي نيكولاس جاكسون في الدقيقة 16، ومضاعفة النتيجة في الشوط الثاني في الدقيقة 75. وقلّص ليستر الفارق بفضل البديل، المهاجم الغاني جوردان أيو، في الدقيقة 90 + 5 من ركلة جزاء.

ورفع تشيلسي رصيده إلى 22 نقطة، متأخراً بفارق نقطة عن مانشستر سيتي الثاني، وحامل اللقب في الأعوام الـ4 الماضية، الذي يستقبل توتنهام العاشر في وقت لاحق، وبفارق 6 نقاط عن ليفربول المتصدر الذي يحلّ ضيفاً على ساوثمبتون، الأحد.

كما ابتعد «البلوز» بفارق 3 نقاط عن آرسنال وصيف البطل في الموسمين الماضيين، الذي بإمكانه اللحاق بمنافسه في حال فوزه على ضيفه نوتنغهام فوريست (السبت) أيضاً.

وكان تشيلسي سقط في فخ التعادل أمام آرسنال 1 - 1 في المرحلة الماضية قبل النافذة الدولية الأخيرة، في حين تعرّض ليستر، السادس عشر، برصيد 10 نقاط والمهدد بخسارة مركزه بانتظار بقية المباريات، لخسارة قاسية أمام مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة.

وفشل ليستر، بطل الدوري عام 2016، في تحقيق فوزه رقم 500 في عقر داره في دوري النخبة، أمام مدربه السابق، الإيطالي إنزو ماريسكا (44 عاماً)، الذي انتقل هذا الموسم إلى مقاعد «البلوز».

وزجّ ماريسكا بالثنائي الدفاعي الفرنسي ويسلي فوفانا وبنوا بادياشيل في التشكيلة الأساسية، إلى جانب الرباعي جاكسون، ونوني مادويكي، وكول بالمر، والبرتغالي جواو فيليكس، وأبقى المهاجم الفرنسي كريستوفر نكونكو على مقاعد البدلاء.

وبكّر تشيلسي بافتتاح التسجيل بعد كرة طويلة وصلت إلى جاكسون الذي استفاد من تردد المدافع البلجيكي فاوت فاس للتوغل على الجهة اليسرى، وتمريرة من فرنانديز لينهي بقدمه اليمنى في شباك الحارس الدنماركي مادس هرمانسن في الدقيقة 16.

وتألق هرمانسن في صد كرة مادويكي في الدقيقة 28، ليعتقد الأخير أنه ضاعف النتيجة، إلّا أن حكم التماس ألغى الهدف بداعي التسلل على الممرر الإسباني مارك كوكوريا في الدقيقة 33.

وكاد ليستر يدرك التعادل، لكن كرة الآيرلندي كايسي ماكاتير من داخل المنطقة مرت بمحاذاة القائم، في الدقيقة 38، وأخرى للنيجيري ويلفريد نديدي، في الدقيقة 42.

وبطريقة غريبة، فوّت تشيلسي فرصة الهدف الثاني بعد هجمة سريعة بدأها فيليكس الذي مرَّر الكرة إلى جاكسون من الجهة اليسرى، فأرسلها عرضية إلى القائم الثاني ونجح الحارس في إبعادها، وتابعها بالمر أمام المرمى الخالي بتسديدة اصطدمت بقدم زميله مادويكي في الدقيقة 54.

وأضاف الفريق الضيف الهدف الثاني بعد تمريرة ساقطة (لوب) من كوكوريا داخل المنطقة، تطاول لها جاكسون برأسه فصدّها الحارس، لتعود إلى فرنانديز ليتابعها بدوره رأسية في الشباك في الدقيقة 75.

واحتسب الحكم ركلة جزاء لأصحاب الأرض بعد العودة إلى حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) إثر خطأ من البديل البلجيكي روميو لافيا على البديل الآخر، الجامايكي بوبي ديكوردوفا-ريد داخل المنطقة، ترجمها أيو بنجاح في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع في ثالث أهدافه هذا الموسم.