«فيتش» تحذر من تبعات انتقام صيني محتمل ضد التعريفات الأوروبية

برلين تسعى لحوار مباشر وبكين تهدد بمنظمة التجارة

زائرون لمعرض ميونيخ للسيارات يفحصون إحدى سيارات «بي واي دي» الصينية (أ.ب)
زائرون لمعرض ميونيخ للسيارات يفحصون إحدى سيارات «بي واي دي» الصينية (أ.ب)
TT

«فيتش» تحذر من تبعات انتقام صيني محتمل ضد التعريفات الأوروبية

زائرون لمعرض ميونيخ للسيارات يفحصون إحدى سيارات «بي واي دي» الصينية (أ.ب)
زائرون لمعرض ميونيخ للسيارات يفحصون إحدى سيارات «بي واي دي» الصينية (أ.ب)

قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن التعريفات الجمركية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية الصينية لن تؤثر على السوق بشكل عام، وإن الانتقام الصيني المحتمل سيكون هو محل الخطورة.

وأوضحت «فيتش» في تقرير أنه «إذا ردت الصين بإجراءات انتقامية -تشمل أنواعاً أخرى من المركبات أو القطاعات الصناعية الأخرى- فإن شركات صناعة السيارات الألمانية ستكون الأكثر تضرراً»، مضيفة: «نتوقع أن تساعد السعة الحالية لشركات صناعة السيارات الألمانية في امتصاص هذه الضغوط دون أن تتأثر تصنيفاتها، لكن التدابير الأوسع المحتملة من شأنها أن تثقل كاهل هوامش شركات صناعة السيارات الألمانية وتوليد التدفقات النقدية».

وبالتزامن مع تحذيرات «فيتش»، ذكرت مصادر مطلعة أن الحكومة الألمانية تعمل على منع تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فرضها على السيارات الكهربائية الصينية، أو على الأقل، تخفيف هذه الرسوم إذا تعذر منعها.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن أحد هذه المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها أن المسؤولين في برلين يشعرون بالتفاؤل بأن الاتحاد الأوروبي يستطيع التوصل إلى حل من خلال إجراء محادثات مباشرة مع الصين.

وترى ألمانيا أنه ما زال هناك مجال للتوصل لاتفاق مع الجانب الصيني قبل سريان الرسوم الجمركية الجديدة في الرابع من يوليو (تموز) المقبل.

وذكر مصدر أن ألمانيا تعتقد أن لها حلفاء داخل الاتحاد فيما يتعلق بهذه المسألة، وأكد أنه يتعين ليس فقط على الصين، بل على الاتحاد الأوروبي أيضا التحرك من أجل التوصل لاتفاق في هذا الشأن.

ومن المقرر أن يتوجه وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إلى الصين الأسبوع المقبل، وسوف يبحث هذه المسألة مع المسؤولين في بكين. وكان هابيك صرح أواخر أبريل (نيسان) الماضي بأن قرار فرض رسوم جمركية على الصين لا ينبغي اتخاذه بشكل تلقائي، ولا ينبغي في نهاية المطاف أن يتخذه رجال السياسة.

ومن جانبها، هددت الصين الاتحاد الأوروبي يوم الخميس باللجوء لمنظمة التجارة العالمية بسبب الرسوم المرتفعة التي يدرس فرضها على السيارات الكهربائية الصينية. وقال هي يادونغ المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية إن «الصين تحتفظ بحق التقدم بشكوى لدى منظمة التجارة العالمية، وسوف تتخذ جميع الإجراءات الضرورية للدفاع بقوة عن الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية».

وأضاف أن رسوم الاتحاد الأوروبي لن «تعرقل فقط التعاون المتبادل المثمر» في مجال السيارات الكهربائية، ولكنها سوف تضر أيضا بقطاع السيارات العالمية وسلاسل الإمداد. وأوضح أن التوجه الأوروبي يمثل «إجراء حمائيا واضحا»، ويمكن أن ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية.

ومن جهة أخرى، تعتزم شركة «ستيلانتيس» لصناعة السيارات تحويل إنتاج بعض الطرازات التي تصنعها شركة «ليبموتور» الصينية لصالح أوروبا إذا تم فرض الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية، والتي جرى الإعلان عنها في وقت سابق الشهر الجاري، حسبما ذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء يوم الجمعة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«ستيلانتيس» كارلوس تافاريس، في ساعة متأخرة يوم الخميس، إن الشركاء الجدد، الذين سيبدأون البيع في أوروبا اعتبارا من سبتمبر (أيلول) المقبل، قد يسرعون وتيرة خطط تحويل تجميع بعض طرازات «ليبموتور» إلى مصانع «ستيلانتيس» بسبب التكاليف الإضافية المحتملة.

وذكرت هذه الشركات الشهر الماضي بالفعل أنه سيتم تجميع السيارات الكهربائية خارج الصين في نهاية المطاف، ويرجع ذلك جزئيا إلى زيادة حدة التوترات التجارية العالمية. وتستهدف الشركة العملاء من أسواق واسعة النطاق بستة طرازات جديدة على الأقل بحلول 2027.

وكانت المفوضية الأوروبية هددت يوم الأربعاء بفرض رسوم على واردات السيارات الكهربائية تصل إلى 38.1 في المائة بعدما توصل تحقيق لدليل على حصول الشركات على تعزيز غير قانوني من خلال الدعم.


مقالات ذات صلة

الإقراض المصرفي للقطاع الخاص الكويتي ينمو 4 % في أغسطس

الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

الإقراض المصرفي للقطاع الخاص الكويتي ينمو 4 % في أغسطس

أعلن البنك المركزي الكويتي أن الإقراض المصرفي للقطاع الخاص ارتفع بنسبة 4.17 في المائة، بنهاية أغسطس (آب) الماضي ليصل إلى 46.52 مليار دينار (152.68 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد «مشروع الرس» للطاقة الشمسية الكهروضوئية (أكوا باور)

«أكوا باور» و«بديل» و«أرامكو للطاقة» تحقق الإغلاق المالي لـ3 مشروعات بالسعودية

حققت شركة «أكوا باور» السعودية، و«بديل»، وشركة «أرامكو السعودية للطاقة» الإغلاق المالي لـ3 مشروعات للطاقة الشمسية الكهروضوئية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة السعودي يجتمع في أميركا مع قادة أبرز الشركات التعدينية العالمية (واس)

السعودية تبحث توطين الحلول الذكية للعمليات التعدينية مع كبرى الشركات العالمية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، توطين أحدث الحلول الذكية في عمليات التعدين، مع قادة أبرز الشركات العالمية.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
الاقتصاد مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)

تحركات دولية تقودها السعودية لمكافحة التغيّر المناخي وتدهور الأراضي

اجتمعت رئاسات النسخ الثلاث المقبلة من «مؤتمر الأطراف» وهي السعودية وأذربيجان وكولومبيا؛ لتحديد إطار طموحاتها المتعلقة بالاتفاقيات الثلاث لـ«مبادرة ريو البيئية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)

رئيس وزراء اليابان الجديد يدعو إلى سياسة نقدية مرنة لدعم الانتعاش

قال رئيس وزراء اليابان الجديد، شيرغو إشيبا، يوم الأحد، إن السياسة النقدية في البلاد يجب أن تظل مرنة كخط أساسي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

رئيس وزراء اليابان الجديد يدعو إلى سياسة نقدية مرنة لدعم الانتعاش

شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)
شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

رئيس وزراء اليابان الجديد يدعو إلى سياسة نقدية مرنة لدعم الانتعاش

شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)
شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)

قال رئيس وزراء اليابان الجديد، شيرغو إشيبا، يوم الأحد، إن السياسة النقدية في البلاد يجب أن تظل مرنة كخط أساسي، مما يعكس الحاجة الملحة للحفاظ على تكاليف الاقتراض منخفضة لدعم الانتعاش الاقتصادي الهش.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان إشيبا، الذي كان ناقداً صريحاً للتخفيف النقدي العدواني لبنك اليابان في الماضي، يتبنى توجهاً أكثر ليونة في تصريحاته الحالية، أم لا.

وفي حديثه لهيئة الإذاعة العامة «إن إتش كيه»، عندما سُئل عن احتمال زيادة أسعار الفائدة من قبل المصرف المركزي، قال إن «القرار يعود إلى بنك اليابان، الذي يتولى مسؤولية تحقيق استقرار الأسعار، وسنعمل بشكل وثيق مع الحكومة».

وأضاف: «من منظور الحكومة، يجب أن تظل السياسة النقدية مرنة كخط أساسي بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الراهنة».

وفيما يتعلق بالسياسة المالية، أكد إشيبا عزيمته في إعداد حزمة من التدابير في أقرب وقت ممكن لتخفيف الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة، مع التركيز بشكل خاص على دعم الأسر ذات الدخل المنخفض.

إشيبا، الذي شغل منصب وزير الدفاع سابقاً، من المقرر أن يتولى رئاسة الوزراء يوم الثلاثاء، بعد فوزه برئاسة الحزب الحاكم، الحزب الليبرالي الديمقراطي، يوم الجمعة.

وبعد فوزه، أوضح إشيبا أن السياسة النقدية ستبقى بشكل عام مرنة، ولكنه أشار إلى أنه لن يعارض مزيداً من الزيادات في أسعار الفائدة التي تظل قريبة من الصفر.

وقد أنهى بنك اليابان معدلات الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع تكاليف الاقتراض القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، في تحول تاريخي بعيداً عن برنامج التحفيز الجذري الذي استمر عقداً من الزمن.

وأشار محافظ بنك اليابان، كازو أويادا، إلى استعداد البنك لرفع معدلات الفائدة بشكل أكبر، إذا أحرزت اليابان تقدماً نحو تحقيق هدف البنك المتعلق بالتضخم بنسبة 2 في المائة بشكل مستدام، كما تتوقع اللجنة.

وفي تصريح لوكالة «رويترز» في أغسطس (آب)، قال إشيبا إن بنك اليابان على «المسار الصحيح» بإنهاء الفائدة السلبية، وأيد مزيداً من تطبيع السياسة النقدية، مشيراً إلى أن ذلك قد يعزز من تنافسية الصناعة. ومع ذلك، حذر في مقابلة هذا الشهر من أن اليابان يجب أن تعطي الأولوية للخروج الكامل من الانكماش، مشدداً على وجود علامات ضعيفة في الاستهلاك.

وتعافى الين، الذي انخفض يوم الجمعة بسبب أنباء عن انضمام منافس ضعيف إلى إشيبا في جولة الإعادة على زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي، بعد فوزه.