«ستاندرد آند بورز»: نتوقع أن يأتي معظم النمو الائتماني في السعودية من الشركات

مسؤولة في وكالة التصنيف تحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن مصادر تمويل بديلة عن البنوك

«ستاندرد آند بورز» ترى أن النظام المصرفي في السعودية بحالة جيدة مع مؤشرات قوية لجودة الأصول والرسملة (رويترز)
«ستاندرد آند بورز» ترى أن النظام المصرفي في السعودية بحالة جيدة مع مؤشرات قوية لجودة الأصول والرسملة (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نتوقع أن يأتي معظم النمو الائتماني في السعودية من الشركات

«ستاندرد آند بورز» ترى أن النظام المصرفي في السعودية بحالة جيدة مع مؤشرات قوية لجودة الأصول والرسملة (رويترز)
«ستاندرد آند بورز» ترى أن النظام المصرفي في السعودية بحالة جيدة مع مؤشرات قوية لجودة الأصول والرسملة (رويترز)

شهدت المصارف السعودية نمواً ائتمانياً قوياً خلال الأعوام الماضية، أتى بشكل أساسي من قروض الرهن العقاري، باستثناء العام الماضي 2023 الذي عاين اقتراض مزيد من الشركات. ومن المتوقع نمو الائتمان لدى المصارف بنحو 8 إلى 9 في المائة خلال عام 2024.

هذا ما قالته المديرة المشاركة في الخدمات المالية لدى «ستاندرد آند بورز غلوبال» زينة نصر الدين، الثلاثاء، في حوار أجرته مع «الشرق الأوسط» على هامش مؤتمر تقيمه شركة التصنيف الائتماني في العاصمة الرياض، بعنوان «أسواق رأس المال السعودية: تمويل تحول المملكة ودور أسواق الائتمان».

وتوقعت نصر الدين أن يأتي النمو الائتماني بشكل أساسي من قروض الشركات. وأضافت: «نعتقد أن الرافعة المالية للشركات المدرجة لم تزدد لأن أسعار الفائدة المرتفعة شكَّلت حذراً من الحصول على قروض للتمويل، أو لتغطية النفقات الرأسمالية للميزانية».

وقالت نصر الدين: «في ظل سيناريو افتراضي، فإننا نتوقع نمو الائتمان لدى المصارف السعودية، بنحو 8 إلى 9 في المائة خلال عام 2024، كما نتوقع أن يأتي معظم هذا النمو من الشركات أو أن يكون مدفوعاً به».

وذكرت أن «المصارف بمفردها لا تستطيع تمويل مشاريع (رؤية 2030)». ولكنها تعتقد أن البنوك ستلعب دوراً رئيسياً عندما يتعلق الأمر بتمويل الرؤية المتكاملة.

ورجحت أن يزداد لجوء معظم الشركات السعودية إلى التمويل الخارجي، بسبب المشاريع الضخمة، ونتيجة تمويل الاحتياجات المحلية أيضاً.

وتابعت: «ومع ذلك هناك أيضاً مصادر أخرى للتمويل يمكن أن تلعب دوراً، أحدها هو إنشاء أسواق للأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. على سبيل المثال، يمكن للشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري شراء مزيد من قروض الرهن العقاري من البنوك، وفي نهاية المطاف يمكن إنشاء سوق للأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري وتفريغ هذه القروض من خلال هذه الأوراق المالية، وبهذه الطريقة يمكنك خلق مزيد من القدرة لدى البنوك للعثور على الائتمان».

وقالت: «صحيح أننا نشهد تحولاً نحو وضع الدين الخارجي، ولكن تجدر الإشارة أيضاً إلى أن نمو الودائع الحكومية كان قوياً في النظام أو الكيانات الحكومية أو ذات الصلة بالحكومة على الرغم من أننا نشهد اتجاهاً تنازلياً عندما يتعلق الأمر بمركز صافي الأصول الخارجية»، وأضافت: «لا نتوقع أن نشهد زيادة كبيرة في الدين الخارجي في فترة قصيرة، سيحدث ذلك تدريجياً مع مرور الوقت».

إنفاق رأسمالي

كانت الوكالة قد توقَّعت في أحدث تقاريرها بعنوان «رؤية المملكة 2030: الآثار الائتمانية على البنوك والشركات»، أن تسهم البنوك والأسواق المالية بمبلغ كبير في استثمارات «رؤية 2030»، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة مديونية القطاع الخاص السعودي والاقتصاد ككل، وإن كان ذلك من مستويات منخفضة.

وأرجع التقرير نمو الإقراض في النظام المصرفي السعودي على مدى السنوات الخمس الماضية بصورة رئيسية، إلى ارتفاع حجم التمويل العقاري السكني. لذلك لا تتوقع الوكالة أن يؤدي نمو الإقراض إلى زيادة جوهرية في ديون الشركات المدرجة في السوق المالية. بالإضافة إلى ذلك، كانت الشركات في المملكة حذرة بشأن التزام إنفاق رأسمالي كبير بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.

كانت قطاعات الطاقة والرعاية الصحية والمواد الخام قد سجَّلت نسب دين إلى حقوق الملكية تراوحت بين 0.5 و0.7 مرة في عام 2023. وهي نسب منخفضة مقارنةً بالقطاعات الأخرى؛ إذ تواصل الشركات في هذه القطاعات الاعتماد بصورة كبيرة على تدفقاتها النقدية الداخلية لتمويل رأس المال العامل واحتياجاتها الاستثمارية.

وعلى الرغم من أن مديونية الشركات المدرجة لا تزال قابلة للإدارة، فإن «ستاندرد آند بورز» تتوقع تراكم الديون في القطاع الخاص، أي بين الكيانات غير المدرجة، مما يدعم نمواً قوياً للشركات.

ووفق التقرير، لا يزال النظام المصرفي في حالة جيدة، مع مؤشرات قوية لجودة الأصول والرسملة بصورة عامة. وتتوقع الوكالة أن تستمر الربحية القوية وتوزيعات الأرباح المتحفظة لدى البنوك في دعم رسملتها على مدار العام أو العامين المقبلين. إلا أن زيادة المديونية في القطاع الخاص من الناحية الهيكلية قد تُسبب بعض الإرباك مستقبلاً في جودة أصول النظام المصرفي السعودي.

كانت الشركات السعودية قد نشطت في جمع رأسمال جديد من خلال الاكتتابات العامة الأولية في عامي 2022 و2023، وإن كان ذلك بوتيرة بطيئة. حيث أعلنت 13 شركة خاصة عن إدراج محتمل في السوق الرئيسية للمملكة و«نمو - السوق الموازية» حتى 2 مايو (أيار) 2024، وإلى جانب توليد التدفق النقدي الداخلي القوي، سيساعد ذلك على احتواء ديون الشركات.

وفي حين أن الشركات الكبيرة لا تزال تتمتع بإمكانية وصول جيدة نسبياً إلى الأسواق المالية الدولية، فإن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة لفترة والمخاطر الجيوسياسية قد تعني فروق أسعار أعلى للشركات الأصغر.


مقالات ذات صلة

بـ6 مليارات ريال... «الأهلي» السعودي يعلن انتهاء طرح صكوك إضافية

الاقتصاد مقر بنك «الأهلي» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

بـ6 مليارات ريال... «الأهلي» السعودي يعلن انتهاء طرح صكوك إضافية

أعلن «البنك الأهلي السعودي»، الخميس، الانتهاء من طرح صكوك إضافية من الفئة 1 بقيمة 6 مليارات ريال (1.6 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى البنك السعودي للاستثمار (الشرق الأوسط)

البنك السعودي للاستثمار يصدر صكوكاً بقيمة 750 مليون دولار

جمع البنك السعودي للاستثمار 750 مليون دولار من إصدار صكوك مستدامة مقوّمة بالدولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تكسب 18 نقطة بدعم من البنوك

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الاثنين، بنسبة 0.16 في المائة، وبمقدار 18 نقطة، ليصل إلى مستويات 11830.38 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووفد المكتب السياسي لحركة «حماس» في أكتوبر الماضي (الخارجية التركية)

تركيا: الأنباء عن استضافة قيادة «حماس» لا تعكس الحقيقة

نفت تركيا ما يتردد عن انتقال أعضاء المكتب السياسي لحركة «حماس» إلى أراضيها عقب تقارير عن طلب قطر منهم مغادرة الدوحة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)

السعودية تحاصر الاحتيالات المالية للمرة الثالثة

للمرة الثالثة تطلق لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية، حملةً توعوية ضخمة ضد الاحتيال المالي؛ إذ تأتي بمخرجات متعددة تهدف إلى الوصول لشريحة أكبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
TT

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)
مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي وتنمية استثماراته.

ووفق بيان للاتحاد، تم انتخاب الدكتور جابر الفهاد رئيساً، وسعد العجلان نائباً للرئيس، وستعمل اللجنة بالتكامل مع الوزرات والهيئات ذات الصلة، والشركات الكبرى لتحقيق مستهدفات القطاع وتمكين المستثمرين السعوديين والأجانب من الفرص المتاحة.

يأتي ذلك في ظل التوقعات بأن تصل استثمارات قطاع البتروكيماويات إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، وخطط الوصول إلى 50 في المائة من الطاقة المتجددة ومشاريعها الضخمة، إلى جانب فرص الاستثمار ببرامج توطين المحتوى بالطاقة التي تستهدف توطين 75 في المائة من القطاع.

ويمثل قطاع الطاقة السعودي المصدر الأساسي للطاقة عالمياً، ويُقدَّر أثره الاقتصادي بنسبة 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، كما يُعدّ محركاً رئيسياً لقطاعات حيوية كالصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والتعدين وغيرها، وعاملاً أساسياً في دعم النمو الاقتصادي بالمملكة.

وبحسب البيان، يأتي تشكيل اللجنة متسقاً مع التوجهات الجديدة لاتحاد الغرف الرامية لمواكبة القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في «رؤية 2030»، ومن ضمنها قطاع الطاقة، لفتح آفاق استثمارية جديدة بالقطاع.