معرض الدفاع يخفف أعباء الشركات السعودية لاستقطاب وتوطين الصناعات العسكرية

مستثمرون محليون لـ«الشرق الأوسط»: الحدث يوفر الجهد والمال لبناء التحالفات

جانب من النسخة الثانية لمعرض الدفاع العالمي المقام في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض الدفاع العالمي المقام في الرياض (واس)
TT

معرض الدفاع يخفف أعباء الشركات السعودية لاستقطاب وتوطين الصناعات العسكرية

جانب من النسخة الثانية لمعرض الدفاع العالمي المقام في الرياض (واس)
جانب من النسخة الثانية لمعرض الدفاع العالمي المقام في الرياض (واس)

أكد عدد من المستثمرين السعوديين المشاركين في «معرض الدفاع العالمي»، أهمية الحدث الذي أُقيم في نسخته الثانية، حيث بات يشكّل منصة لبناء التحالفات مع الشركات العالمية المتخصصة في الصناعات الدفاعية والعسكرية والأمنية.

وأوضح ممثلو الشركات المحلية في حديث خاص إلى «الشرق الأوسط»، على هامش «معرض الدفاع العالمي» الذي انعقد في الرياض من 4 إلى 8 فبراير (شباط) الحالي، أن الحدث يجمع عدداً من الشركات الكبرى التي تقود الصناعات الدفاعية والأمنية والعسكرية على مستوى العالم، مؤكدين في الوقت نفسه أن وجود هذه الفئة يسرّع من عملية توطين القطاع، بما يزيد على 50 في المائة، وفق مستهدفات «رؤية 2030» للحد من الإنفاق العسكري.

ومع انطلاق أعمال «معرض الدفاع العالمي» يوم الأحد الماضي، قال محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية، المهندس أحمد العوهلي، إن المملكة بدأت تحصد ثمار الدعم الحكومي لتعزيز وتطوير القدرات الصناعية العسكرية من خلال تسجيل ارتفاع في نسبة التوطين من 4 في المائة إلى 13.6 في المائة نهاية عام 2022.

استكشاف الفرص

وبيَّن الرئيس التنفيذي لشركة المعدات المكملة للطائرات (إيه إيه سي سي)، الدكتور منصور العيد لـ«الشرق الأوسط»، أن المعرض يعدّ فرصة لبناء التحالفات مع الشركات العالمية، كونه يجلب جميع المستثمرين والمهتمين بالقطاع تحت سقف واحد، ما يوفر على الشركات المحلية الوقت والجهد، وتوفير الأموال من خلال التنقل والبحث عن الشراكات مع رؤوس الأموال العالمية المتخصصة في الصناعات العسكرية.

وتابع، أن 70 في المائة من التحالفات لدى شركته مع نظيراتها العالمية تمت خلال هذا المعرض وغيره من المعارض المهتمة بهذا المجال، بما فيها التحالف مع شركات صينية وأوروبية وتركية، مؤكداً أن الحدث في نسخته الثانية استطاع جمع عدد كبير من الشركات الدولية المتخصصة؛ ما يمنح فرصة كبيرة أمام نظيراتها المحلية لاستكشاف فرص الشراكة معها.

وشرح أن المعرض يشكّل فرصة للمستثمرين الأجانب للاطّلاع على المشروعات السعودية على أرض الواقع وحجم التغييرات والنهضة النوعية التي تشهدها البلاد للدخول في الاستثمار لدى السوق المحلية.

الذكاء الاصطناعي

وطبقاً للدكتور العيد، فإن توطين الصناعة يتلخص في تأهيل السعوديين للتخصص في هذه الصناعة والحكومة تعمل في هذا الاتجاه، وعلى القطاع الخاص دور كبير كونه محركاً للاقتصاد، وهو صانع هذه التقنية ويقوم بتطويرها، وبالتالي الاستثمار في العقول سوف يعود إيجاباً على الشركات الوطنية.

وزاد الرئيس التنفيذي لـ«إيه إيه سي سي» أن نسبة التوطين لدى شركته بلغت 67 في المائة، ويتم استقطاب الشباب السعوديين في مجال الذكاء الاصطناعي وتشغيل الطائرات، مبيناً أن نسبة المشغلين وفريق الصيانة بلغت 100 في المائة.

وأضاف أن التوظيف في مجال الذكاء الاصطناعي من أكثر الوظائف التي تحتاج إلى فترة زمنية للاستثمار في الكوادر البشرية وتطويرها في هذا القطاع.

التكامل بين الجهات

من جهته، ذكر مدير إدارة قسم الهندسة والتطوير بشركة «إنترا» للتقنيات الدفاعية، المهندس عاصم الربدي لـ«الشرق الأوسط»، أن «معرض الدفاع العالمي» بالنسخة الحالية له عوائد إيجابية كثيرة تتمحور حول التكامل بين الجهات ذات العلاقة، والعملاء، والجهات التشريعية، وأيضاً التعرف على أحدث الأنظمة والتقنيات في المجال الدفاعي.

وواصل أن مشاركة «إنترا» في المعرض جاءت لعرض حلول وطنية، عملت الشركة على تطويرها وتصنيعها؛ لتغطية احتياج القوات المسلحة والجهات الأمنية.

ووفق المهندس الربدي، فإن «إنترا» تعوّل على كوادرها الوطنية في تطوير وتصنيع الطائرات دون طيار؛ للمساهمة بتحقيق الرؤية بما يخص توطين 50 في المائة من الإنفاق العسكري بحلول 2030، وأيضاً تم إبراز القدرات الوطنية في المجالَين العسكري والأمني من قبل الشركات المحلية المشارِكة.

وعن طائرة «سموم» المعروضة في جناح «إنترا» للتقنيات الدفاعية في «معرض الدفاع العالمي»، أفاد مدير إدارة قسم الهندسة، بأنها طائرة دون طيار من الفئة العملياتية مزودة بحمولات ومستشعرات متقدمة، منها الرادارات والأنظمة الكهرضوئية والحرارية، ومربوطة بالأقمار الاصطناعية.

وأكمل الربدي، أن «سموم» عبارة عن نموذج نهائي من التطوير، والآن في مراحل الاختبارات، وتستهدف الشركة استكمال المشروع خلال العام المقبل لتكون جاهزة للدخول في الخدمة.


مقالات ذات صلة

«مجلس الشؤون الاقتصادية» يستعرض تقرير أداء الميزانية السعودية

الاقتصاد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء في أثناء اجتماع سابق لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (الشرق الأوسط)

«مجلس الشؤون الاقتصادية» يستعرض تقرير أداء الميزانية السعودية

عقد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية اجتماعاً عبر الاتصال المرئي، استعرض خلالها العرض المقدّم من وزارة المالية حيال تقرير الربع الثالث لأداء الميزانية العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)

الحكومة السعودية توجّه بإشراك القطاع الخاص لتعظيم أثر تقارير «رؤية 2030»

وجّهت الحكومة السعودية بإشراك القطاع الخاص والاستماع إلى مرئيات الشركات والمؤسسات، لتعظيم الأثر من التقارير السنوية لـ«رؤية 2030».

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

العبد القادر لـ«الشرق الأوسط»: «كوب 16» سيدعو إلى تبني استراتيجيات تكافح التصحر

إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى المناطق الخضراء في السعودية (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي، الدكتور خالد العبد القادر، أن مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، الذي سينعقد في الرياض مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل، فرصة سانحة لتعزيز التعاون الدولي للاستفادة من تجارب البلدان والشعوب الأخرى، وسيكون منصة مثالية لعرض نتائج مبادرات المملكة في هذا المجال، ومشاركة التجارب الناجحة، مثل زراعة الأشجار والمشاريع المستدامة، ودعوة الدول الأخرى لتبني استراتيجيات مماثلة لمكافحة التصحر.

وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن إتاحة الكثير من فرص الاستثمارات للقطاع الخاص الدولي والمحلي في مجالات عدّة، مرتبطة بالحلول الطبيعية لمكافحة التصحر، ومن ذلك دراسة لإعداد 10 مشاريع استثمارية في مشاتل النباتات البرية، ودراسة لتخصيص عدد من المتنزهات الوطنية، وإشراك الشركات والمؤسسات في استدامتها وتشجيرها، إلى جانب دراسة لتطوير 30 موقعاً لفرص السياحة البيئية في أراضي الغطاء النباتي، في خطوة تزيد من الرقعة الخضراء وتكافح التصحر في البلاد.

كما أفصح عن إنشاء وحدة لاستقبال المستثمرين وخدمتهم؛ بهدف تبني الأفكار النوعية، وتقديم التسهيلات وفق الأنظمة.

الأحزمة الخضراء

وتُعدّ مكافحة التصحر وحماية الغطاء النباتي من القضايا الحيوية التي تتبناها المملكة، في ظل الظروف المناخية القاسية، وتكثف الحكومة جهودها لتنمية الغابات وتطوير المتنزهات الوطنية، وإعادة تأهيل الأراضي، وإجراء الدراسات والأبحاث على البيئة النباتية، وحماية وإكثار النباتات المحلية، وإنشاء الأحزمة الخضراء.

وتابع الدكتور خالد العبد القادر، أن هناك جهوداً دولية متضافرة حيال مكافحة التصحر، وأن مؤتمر «كوب 16» يعزز الجهود العالمية تجاه قضايا الجفاف ومعالجة تدهور الأراضي، والحد من آثارها، مؤكداً أن استضافة المملكة لهذا الحدث إحدى أهم الخطوات التي تعزز حضورها دوليّاً في هذا المجال.

الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر السعودي (الشرق الأوسط)

وقال إن المملكة تندرج ضمن قائمة الدول التي تعاني تحديات التصحر، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى الظروف المناخية القاسية. ولذلك؛ تبنّت مجموعة من المبادرات لمكافحة ذلك، بما فيها إطلاق مبادرة «السعودية الخضراء» التي تهدف إلى زراعة 400 مليون شجرة في جميع أنحاء البلاد بحلول عام 2030، وزراعة 10 مليارات شجرة بحلول 2100، ما يعادل تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

وطبقاً للدكتور العبد القادر، يستعد المركز لتدشين «موسم التشجير الوطني 2024» تحت شعار «نزرعها لمستقبلنا»، برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس مجلس إدارة المركز؛ بهدف إشراك الجهات من جميع القطاعات والمجتمعات المحلية والأفراد من مختلف الفئات في أعمال التشجير، وغرس الاهتمام به في الأجيال الجديدة؛ من أجل زيادة الرقعة الخضراء ومكافحة التصحر، إضافة إلى تأهيل مواقع الغطاء النباتي المتدهورة، والتوعية والحد من المُمارسات السلبية وتحسين جودة الحياة.

وأكد العبد القادر أن اهتمام المملكة بالقطاع البيئي ينبع من منطلق إدراكها أهميته في ترجمة التزاماتها ضمن مستهدفات «رؤية 2030»، وتحقيق الاستدامة البيئية وحمايتها؛ لذا وضعت استراتيجية وطنية بيئية إلى جانب هيكلة القطاع الذي انبثق عنه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر.

الحد من التلوث

وتهتم «رؤية 2030» بتعزيز مكانة المملكة في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية، ووضعت البيئة والتنمية المستدامة ضمن أهدافها الرئيسة، مع ضرورة الحفاظ عليها للأجيال القادمة، باعتبارها من المقومات الأساسية لجودة الحياة، والحد من التلوث، بحسب الدكتور خالد العبد القادر.

ووفق الرئيس التنفيذي، يلعب المركز دوراً محوريّاً في تحقيق أهداف الرؤية من خلال تنمية الموارد الطبيعية، عن طريق تطوير الخطط المدروسة لإدارة الموارد وتطبيقها في مختلف أنحاء المملكة، ويعمل أيضاً على تعزيز الاستدامة البيئية، حيث يوفر مختلف أشكال الدعم لمشاريع التشجير، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وزيادة الوعي البيئي، وذلك عن طريق تنظيم الحملات التوعوية لتثقيف مختلف شرائح المجتمع حول أهمية الغطاء النباتي.

وواصل أنه تندرج مساهمات وأهداف المركز لتحقيق الاستدامة البيئية، والمستهدفات الوطنية التي تعزز بدورها مشاركة المملكة في المبادرات الدولية، ومن أهمها تحقيق المملكة الحياد الصفري في عام 2060.

إحدى المناطق في السعودية (الشرق الأوسط)

وأضاف أن المركز يساهم في تحقيق مستهدفات المملكة في مبادرتي «الشرق الأوسط الأخضر» و«السعودية الخضراء»، حيث وصل بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص والقطاع غير الربحي إلى زراعة ما يزيد على 95 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة؛ ما يسهم في زيادة الرقعة الخضراء، واستصلاح الأراضي المتدهورة.

التعاون الدولي

وتطرق الرئيس التنفيذي للمركز إلى توقيع مذكرات التفاهم مع دول عدة، أبرزها باكستان، في مجال المبادرات والمشاريع وتبادل الخبرات، و«إيليون ريسورسيس غروب»، وشركة «بي جي أي ستنشن» المحدودة، بالتعاون مع وزارة الاستثمار.

ومن أهم المنظمات الدولية الذي تم توقيع مذكرات التفاهم معها في هذا المجال، منظمة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، والمنظمة الدولية للغذاء والزراعة، ومنظمة «الوكات» لاستدامة إدارة الأراضي.

وتضاف إلى ذلك مذكرات تفاهم قيد التنفيذ مع الصين في مجال مكافحة التصحر، ومركز البحوث الحرجية الدولية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية الحرجية بدولة كينيا، وأيضاً المغرب في مجال تنمية الغطاء النباتي الطبيعي ومكافحة التصحر، ومصر فيما يخص الزيارات بين المختصين في تثبيت الكثبان الرملية، علاوة على مذكرات مع الصومال، وألبانيا، وكوستاريكا، وبوركينا فاسو، وطاجيكستان، في مجالات حماية البيئة والاستدامة البيئية.