الراجحي لـ«الشرق الأوسط»: السعودية من أوائل البلدان اهتماماً بالذكاء الاصطناعي

المملكة تستضيف المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل وسط حضور دولي

الراجحي متحدثًا للحضور خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل (الشرق الأوسط)
الراجحي متحدثًا للحضور خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل (الشرق الأوسط)
TT

الراجحي لـ«الشرق الأوسط»: السعودية من أوائل البلدان اهتماماً بالذكاء الاصطناعي

الراجحي متحدثًا للحضور خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل (الشرق الأوسط)
الراجحي متحدثًا للحضور خلال افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل (الشرق الأوسط)

أكد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية من أوائل الدول التي تعاطت مع الذكاء الاصطناعي، متوقعاً أن تتأثر 50 في المائة من الوظائف على مستوى العالم بسبب هذه التقنية، إضافة إلى خلق 133 مليون وظيفة مستحدثة في هذا المجال بحلول 2030.

وأشار الراجحي خلال مؤتمر صحافي على هامش انطلاق أعمال المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل، الأربعاء، بمدينة الرياض، إلى أن المملكة خرجت بثماني مبادرات كبرى في جانب تحديات الذكاء الاصطناعي، أهمها الحملة الوطنية للتدريب بالتعاون مع القطاع الخاص، لافتاً إلى التزام 1.1 مليون فرصة تدريبية للقطاع الخاص المحلي لتدريب المواطنين على رأس العمل، من الآن وحتى 2025، وذلك لإعطاء العاملين مهارات جديدة وخبرات متنوعة تساعدهم على التكيف مع أي وظائف أخرى فيما يخص المجال.

وأبان أن السعودية أطلقت المعيار الوطني للمهارات و12 مجلساً على مستوى القطاعات المختلفة، مثل الطاقة والسياحة والصناعة والنقل، موضحاً أن هذه المجالس بالشراكة مع القطاع الخاص تساعد في تأهيل المهارات.

وافتتح الوزير الراجحي أعمال المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل، الذي تنظمه وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بحضور أكثر من 6000 مشارك من 40 دولة، و26 وزيرا وعدد من المسؤولين الحكوميين، ومجموعة من قادة ورؤساء المنظمات الدولية والمهنية، وممثلين من الأوساط الأكاديمية.

استراتيجية سوق العمل

وقال الراجحي إن المملكة أطلقت استراتيجية سوق العمل في عام 2020، ونفذت 70 في المائة منها، مشيراً إلى أن عدد المواطنين في القطاع الخاص بلغ 2.3 مليون. ولفت إلى أن المملكة تعمل على خلق بيئات تنظيمية وتشريعية لقوى العمل تضمن استخدام التقنيات الجديدة لتعظيم القيمة للاقتصاد العالمي وخلوها من الاستغلال.

وقال إن المملكة تتمتع بإحدى أكثر قوى العمل تنوعاً في العالم، وتسعى لأن تصبح وجهة مفضلة لأفضل العقول، مؤكداً سعي البلاد إلى خلق بيئات عمل يقودها القطاع الخاص، لتلبية احتياجات المواطنين.

وعقب ذلك، بدأت جلسات المؤتمر التي تناقش ثمانية مسارات رئيسية، بمشاركة 150 متحدثاً حول أبرز المؤثرات والاتجاهات في سوق العمل عالمياً، وقضايا إعادة الهيكلة.

جانب من حفل افتتاح المؤتمر الدولي الأول لسوق العمل بالرياض (الشرق الأوسط)

وركز عدد من الوزراء والمسؤولين السعوديين والدوليين المشاركين في المؤتمر على مستقبل أنماط العمل في السوق العالمية، مشددين على ضرورة تهيئة الأسواق لتتواكب مع مستجدات التوظيف في المرحلة المقبلة.

مشاركة المرأة

وذكر وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، أن المملكة أولت اهتماماً في تنويع مصادر الدخل عبر مستوى الإنتاج، وخلق المواهب المتخصصة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

من ناحيته، أوضح وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، أن المملكة أصبحت واحدة من أكثر الدول المنافسة في القطاعات الخاصة بالاقتصاد الجديد، مفيداً بأن الكوادر البشرية الوطنية قادرة على المنافسة، وأن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل زادت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.

فيما ذكر وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الله السواحة، أن الشباب السعودي لديهم مهارات مستقبلية في الذكاء الاصطناعي وأن بلاده في وضع متميز لقيادة هذا القطاع. وتطرق السواحة إلى أهمية التقنيات التي باتت تشكل ملامح القوى العاملة وكيفية تنفيذ الأدوات والموارد والمهارات التي تسهم في تمكين الموارد البشرية.

بدوره، أفاد وزير السياحة أحمد الخطيب بأن المملكة ستوفر 250 ألف وظيفة خلال استضافتها معرض إكسبو 2030 في الرياض، مبيناً أهمية الوظائف المستدامة التي ستوفرها البلاد ومنها 1000 غرفة فندقية على هامش المعرض.

وأكمل الخطيب أن القطاع السياحي عالمياً يوفر 10 في المائة من الوظائف في سوق العمل، وبالتالي يعتبر من القطاعات المهمة للنمو في المستقبل، مشدداً على أهمية الاحتفاظ بالعنصر البشري في المنظومة لكونه يلعب دوراً جوهرياً ومحورياً في مشاركة الثقافات من مختلف الدول التي نسافر إليها.

الجلسة الوزارية

وسبقت فعاليات المؤتمر جلسة وزارية استقبل خلالها المهندس أحمد الراجحي وزراء ومسؤولي العمل من 24 دولة، حيث استعرض المشاركون أبرز الفرص والمتغيرات في سوق العمل، وسبل التعاون المشترك لمواجهة التحديات.

ولفت وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في بداية الجلسة الوزارية إلى أهمية المرحلة الحالية التي يمر بها سوق العمل العالمية، وضرورة التكاتف الدولي والتعاون وتبادل الخبرات للتعامل مع المتغيرات السريعة وغير المسبوقة التي يمر بها السوق، والتي فرضتها أنماط العمل الجديدة والتقنيات الحديثة والتغيرات الجيوسياسية.

وتابع أن المؤتمر الدولي لسوق العمل يعد فرصة لتبادل المعرفة ومشاركة الخبرات في صياغة السياسات، ووضع أسس لبناء بيئة عمل مناسبة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.