ديفيد اغناتيوس
صحافي وروائي. وهو محرر مشارك وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست". كتب ثماني روايات، بما في ذلك "جسد الأكاذيب"

هل تنجح تكتيكات ترمب إزاء قمة سنغافورة؟

«هل أنت على الطريق أم إنك في الخندق؟» تلك هي صيغة السؤال التي يستخدمها المراسلون العماليون للتساؤل حول مفاوضات العقود الكبيرة عندما كنت أغطي أخبار اتحاد عمال الفولاذ منذ 40 عاماً في مدينة بيتسبرغ، وهو السؤال الصحيح لطرحه الآن مع مناورات الرئيس دونالد ترمب حيال اجتماع القمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. من الواضح أن الرئيسين، ترمب وكيم، قد عادا وبقوة على الطريق نحو اجتماع 12 يونيو (حزيران) في سنغافورة، بعد تجربة الموت الوشيك التي عانت منها تلك القمة المرتقبة في الأسبوع الماضي.

المرحلة التالية بعد قرار ترمب

ما المرحلة التالية مع إيران؟ حتى وإن اعتقدت أن الرئيس ترمب قد ارتكب خطأ بالانسحاب من الاتفاق النووي، كما هو رأيي أنا، فليست هذه نهاية القصة. إلى أين يأخذنا ذلك الطريق الوعر؟ المقلق في الشأن الإيراني هو أنه ما من أحد في تلك الإدارة يملك إجابة مقنعة. فقد أوضح تحرك ترمب أنه لم يكن نتاج استراتيجية مدروسة. يبدأ الطريق القادم بالحاجة إلى سياسة واضحة تجاه المستقبل في إيران، وليس تلك النغمة الغامضة بتغيير النظام التي كثيراً ما سمعناها. وقد تكون هناك نقطة انعطاف قادمة لإيران بعد وفاة المرشد علي خامنئي، الذي بلغ من العمر 78 عاماً، لكن ربما يحدث ذلك بعد سنوات.

أرمينيا تهرب بعيداً عن مرحلة التردي السوفياتي

بدت أرمينا أخيراً وكأنها تتجاوز مرحلة ما بعد التردي السوفياتي لتخطو أولى خطواتها نحو الديمقراطية والتغيير، وذلك بفضل حركة شعبية شقّت طريقها نحو روسيا الجديدة والغرب. فقد احتشد عشرات الآلاف في أكبر ميادين العاصمة الأرمينية يريفان مؤخراً، ليرددوا هتافات «النصر... النصر»، في مشهد وصفه أحد أنصار الإصلاحات الأرمنية في الولايات المتحدة بأنه «احتفال بالبلاد أكثر منه احتجاج».

هل يستغل ترمب وماكرون كلٌّ منهما الآخر؟

خلال لحظات من زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ربما بدا أشبه بالتابع الفرنسي للرئيس ترمب. إلا أنه بحلول نهاية الزيارة، اتضح أن هذا الشخص الأليف ظاهرياً يحمل أنياباً. وقد تناولت صحيفة «لو موند» الفرنسية في مقالها الافتتاحي يوم الخميس الماضي، هذا الوضع الملتبس تحت عنوان «زيارة ذات حدين». وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم الإيماءات الدافئة التي حملتها صور لقاء ماكرون وترمب يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، فإن العنصر الأساسي في الزيارة يبقى الخطاب الذي ألقاه ماكرون أمام الكونغرس يوم الأربعاء الماضي، وكان «أقرب للوحشية» في نقده لسياسات ترمب.

تحت أزيز الرصاص في سوريا

أحد أوجه الحرب الدائرة في سوريا التي غالباً لا يعرف عنها الأميركيون شيئاً، مشهد طبيبة جراحة بالجيش الأميركي تقف تحت أشعة الشمس الحارقة في منتصف النهار في إحدى ضواحي الرقة لالتقاط أنفاسها في استراحة قصيرة من عملها شبه المستمر داخل غرفة العمليات، حيث تعالج السوريين الذين تناثرت أشلاؤهم بسبب انفجار قنابل أو عبوات ناسفة على جانبي الطريق. تحمل هذه الطبيبة رتبة لفتنانت كولونيل، وتعمل داخل قوة العمليات الخاصة الأميركية، وتبعاً للقواعد التي فرضت على رحلتي التي قمت بها لمدة أربعة أيام إلى سوريا في فبراير (شباط)، فإنه غير مسموح لي بذكر اسمها. أثناء عملها، حاولت الطبيبة تجميع الأجساد المحطمة معاً من جديد

ينبغي لأميركا فتح قنوات اتصال مع روسيا

عبر سرده المثير للمشاعر لأسرة رومانوف، استشهد المؤرخ البريطاني سيمون سيباغ مونتيفيوري بمقولة بيوتر ستوليبين، وكان وزيراً لداخلية آخر قياصرة روسيا نيكولاس الثاني: «في روسيا، ليس هناك ما هو أخطر من مظاهر الضعف». ولقد فسر مونتيفيوري تلك المقولة بأنه خلال ما يربو على ثلاثة قرون من حكم أسرة رومانوف للبلاد، لم تكن السلطة من أدوات حكم البلاد فحسب، وإنما كانت من أدوات النجاة والبقاء على قيد الحياة أيضاً.

فلنترك هذا للمحامين

هل كانت هناك عملية سرية عادت بكارثة محققة مثل محاولة روسيا التدخل في الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية لعام 2016؟ حسناً، إننا نعلم جميع الأسباب التي تدعو موسكو إلى الشماتة والابتهاج: لقد صار دونالد ترمب رئيساً للبلاد، وأصبحت أميركا مقسمة ومرتبكة، والدعاية الروسية الهائلة للأخبار المزيفة باتت أوسع انتشاراً من قبل الناس في جميع أنحاء العالم. لكن في مواجهة هذه الاستراتيجية الساخرة ثمة عملية يجسدها وجود المستشار الخاص روبرت مولر الثالث، الذي سوف نطلق عليه اسماً مختصراً، وهو «الحقيقة».

الصين... الاستعراض المبهر للقوة

جاءت قيادة الرئيس الصيني شي جينبينغ للتجمع الحاشد الذي نظمه الحزب الشيوعي شاملة، لدرجة أن الرئيس ترمب شبهه بـ«الملك». ومع هذا، فإن بعض المحللين الصينيين يتساءلون حول ما إذا كان شي جينبينغ قد بالغ في بسط دائرة نفوذه أم لا. خلال المؤتمر العام الـ19 للحزب الشيوعي، الذي اختتمت فعالياته هذا الأسبوع في بكين، هيمن شي جينبينغ على المنصة، فعلياً ورمزياً. ومن خلال جهوده لتعزيز سلطته محا أسلوب القيادة الجماعية الذي اعتمد عليه أسلافه في العقود الأخيرة، وقد حول نفسه إلى مرتبة زعيم صيني مبجل لم يرقَ إليها سوى ماوتسي تونغ ودينغ شياو بينغ.

روسيا تحاول السيطرة على الفضاء السيبراني

تزامن التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 مع ما وصفه الخبراء الأميركيون والأوروبيون بأنه حملة الكرملين المثيرة للقلق من إعادة صياغة قواعد الفضاء السيبراني العالمي. ولقد حصلت مؤخراً من أحد خبراء الأمن على نسخة من مشروع اقتراح روسي بشأن «اتفاقية الأمم المتحدة للتعاون في مكافحة الجرائم المعلوماتية». وتشتمل الوثيقة المكونة من 54 صفحة على 72 مادة مقترحة، وهي تغطي حركة المرور على الإنترنت بواسطة السلطات، و«قواعد السلوك المتبعة» في الفضاء السيبراني، و«التحقيق المشترك» في الأنشطة الخبيثة.

أنقاض الرقة تذكِّر بالقوة العسكرية الأميركية

مطالعة صور الشوارع الخربة المدمرة لما كانت في يوم من الأيام عاصمة «داعش» يذكّرنا بالقوة العسكرية القاسية، والفاعلة، والساحقة للولايات المتحدة الأميركية. ولعلها تعد تقديراً للطبيعة الحتمية للقوة الأميركية، في حالة من أبرز حالات الإعلان عن ذاتها، لدرجة أن سقوط مدينة الرقة بهذه الطريقة لم يحرك إلا أقل القليل من المناقشات العامة خلال الأسبوع الماضي.