داليا عاصم
كاتبة صحافية وباحثة في علم الاجتماع الافتراضي

هل نهدر رأس المال الاجتماعي على «فيسبوك»؟

نشر مارك زوكربيرغ مؤسس والرئيس التنفيذي لفيسبوك، الأربعاء الماضي، خريطة "مدهشة" تظهر ترابط العالم بشكل غير مسبوق، بالتزامن من إعلان بلوغ عدد مستخدمي موقع التواصل الأشهر "ملياري شخص". الخريطة، التي نشرها زوكربيرغ على صفحته، تظهر ما وصفها بالصداقات التي صنعها موقع "فيسوك"، متباهيا بأن عدد قاعدة المستخدمين لفيسبوك يفوق عدد سكان أي دولة منفردة، ويتجاوز سكان 6 من القارات السبع.

دونالد ترامب ومشارف «الربيع الأميركي»

ما حدث في الانتخابات الأميركية يشبه كثيرا ما حدث في مصر حينما وجد المصريون أنفسهم ما بين خيارين صعبين إما اختيار أحمد شفيق أحد رموز نظام الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك، أو الوقوع في براثن الإخوان المسلمين طواعية أملا في التغيير. وهو ما عكسته الانتخابات الأميركية من توجهات المجتمع الأميركي الذي لم يجد مفرا من اللجوء للحزب الجمهوري أملا في طوق نجاه من الدوامات السياسية التي وضعتهم فيها إدارة الرئيس باراك أوباما وحزبه الديموقراطي وبالطبع وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون.

عن «المصريين» و«الأجانب» في الغردقة!

أكتب لكم كشاهدة عيان عما يحدث في الغردقة والذي لم أكن أعلم أنه سيثير ضجة كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي. الكل يتحدث عما يفعله المصريون بالغردقة! والسبب هو اللوحات الارشادية التي وضعها أصحاب الفنادق والتي تنصح بترشيد استهلاك الطعام أثناء "الأوبن بوفيه"؛ والتي توضح كمية الطعام المهدر بالكليو غرام وكيف أن هذا القدر يكفي لاطعام مئات البشر.. وتتغير اللافتة يوميا بعدد الكيلو غرامات، وبدأ العديد من النزلاء تصويرها على أن المصريين أضروا بالفنادق ضررا فادحا في حين أنني على يقين بأن ملايين البيوت المصرية تهدر يوميا أطنانا من الطعام بسبب العادات الخاطئة.

مصر والسعودية.. التاريخ المفقود

كان ذلك قبل حوالى 25 عاما حينما كانت جدتي الراحلة عن عمر 90 عاما تقص علينا في الجلسات العائلية، كيف قام والدها ذو الأصول المغربية الأندلسية، بالحج 11 مرة بواسطة الجمال في رحلات شاقة عبر الصحراء، تلك الرحلة التي كانت تستغرق 4 شهور تقريبا، يعانون فيها من تقلبات الجو والسيول الجارفة وهجمات قطاع الطرق، لكنه كان دوما يروي لهم كيف كان أهل المملكة يتهافتون على رعايتهم حينما يعلمون أنهم من مصر ويحملونهم على "كفوف الراحة" كما نقول بالمصري، وكيف أنقذوهم ذات مرة من السيل الجارف.

الإنسان حيوان افتراضي!

منذ أيام طرح الروائي والمبدع السعودي عبده خال الذي تربطني به "صداقة افتراضية فيسبوكية"، تساؤلا جوهريا حول عدد الصداقات الافتراضية على موقع فيسبوك: "كل هؤلاء أصدقاء..؟ هل تستطيع ان تلتقي بـ 5000 صديق يوميا؟" ووجدت عدد كبير أيضا من أصدقائي يعلنون غضبهم من الأصدقاء الافتراضيين الصامتين الذين يكتفون بالوجود ضمن قائمة الأصدقاء دون تبادل الكلمات والآراء. بالطبع هناك اختلاف بين معنى الصداقة والمشاعر المرتبطة بها بين الواقع المعاش والفضاء الافتراضي. فلم يكن الواقع يوما يقبل منطق أن يكون لدينا آلاف الأصدقاء نتواصل معهم يوميا برغم بعدهم المكاني عنا آلاف الأميال.

«عبيد» السوشيال ميديا

لماذا نكتب كل شاردة وواردة في أذهاننا عبر فيسبوك وتويتر؟ ماذا نأكل.. ماذا نشاهد؟ مشاعرنا.. حزن أم فرح؟ حتى أحاديث أطفالنا لنا؟ لقاءات العمل ومقابلات الأهل والأصدقاء؟ هل أصبحنا "عبيدا" للتكنولوجيا؟ سؤال راودني كثيرا حول قدرة تلك المواقع في استدراجنا لكشف مكنونات أنفسنا وخباياها لمن نعرف ومن لا نعرف؟.. نعم، لأنك أبدا لن تعرف من يطلع على بروفايلك في هذا الزمن!