20 قتيلاً بهجوم إرهابي استهدف مطعماً تركياً في بوركينا فاسو

بينهم عرب وأجانب... والاشتباه بتورط {القاعدة}

رجال الإغاثة ينقلون ضحايا الهجوم في واغادوغو أول من أمس (رويترز)
رجال الإغاثة ينقلون ضحايا الهجوم في واغادوغو أول من أمس (رويترز)
TT

20 قتيلاً بهجوم إرهابي استهدف مطعماً تركياً في بوركينا فاسو

رجال الإغاثة ينقلون ضحايا الهجوم في واغادوغو أول من أمس (رويترز)
رجال الإغاثة ينقلون ضحايا الهجوم في واغادوغو أول من أمس (رويترز)

أعلنت أمس السلطات في بوركينا فاسو أن هجوما إرهابيا شنه متشددون يُشتبه في انتمائهم إلى فرع «القاعدة»، مساء أول من أمس، على مطعم للمأكولات التركية بالعاصمة واغادوغو, انتهى بمقتل المهاجمين و20 آخرين.
وقال وزير الاتصالات ريمي دانجينو في مؤتمر صحافي «إنه هجوم إرهابي», مشيرا إلى أن قوات الأمن تمكنت من قتل المهاجمين وتحرير رهائن كانوا محتجزين داخل المكان. وأوضح أن «الهجوم الإرهابي» الذي استهدف مطعم «عزيز إسطنبول» مساء أول من أمس أدى أيضا إلى سقوط نحو عشرة جرحى, لافتا في حديثه للصحافيين الذي تم بثه على موقع التواصل الاجتماعي أن عمليات «التطويق والتدقيق في المنازل المجاورة» متواصلة.
ورأى شاهد الزبائن وهم يفرون من المطعم في واغادوغو, حيث كانت الشرطة وقوات الدرك شبه العسكرية تطوق المكان وسط دوي إطلاق النار, وقالت امرأة إنها كانت داخل المطعم للاحتفال بعيد ميلاد شقيقها عندما بدأ إطلاق النار. وأعلنت وزارة الخارجية التركية في أنقرة أن تركيا قتل وآخر جرح في الهجوم, وقالت: «نشعر بحزن عميق لمقتل أحد مواطنينا وجرح آخر في هذا الهجوم».
وفي باريس أعلن القضاء الفرنسي أن أحد القتلى فرنسي وقرر فتح تحقيق جنائي في إطار مكافحة الإرهاب.
وقال ألفا باري وزير خارجية بوركينا فاسو إن من بين القتلى سبعة من بوركينا فاسو وكنديا واحدا وكويتيين ونيجيريا وسنغاليا وتركيا ولبنانيا، مضيفاً أن ثلاث جثث أخرى جار تحديد هويتها. وفي بيروت، أُعلن أن ثلاثة لبنانيين سقطوا في الهجوم على المطعم، وهم أحمد البلي ومحسن فنيش وزوجته الكندية الأصل وهي حامل. وأكدت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أن كنديين اثنين كانا ضمن قتلى الهجوم من دون أن تعلن اسميهما.
ودان رئيس بوركينا فاسو روك مارك كريستيان كابوري «الاعتداء الدنيء» وأكد أن بلاده «ستقاوم الإرهاب», وقال في تغريدة على «تويتر» «أدين بأشد العبارات الاعتداء الدنيء الذي ضرب واغادوغو».
وأضاف أن «المعركة ضد الإرهاب طويلة»، مؤكدا أن «بوركينا فاسو ستخرج من هذه المحنة لأن شعبها سيقاوم الإرهاب بلا هوادة». ويبعد مطعم إسطنبول نحو مائة متر عن مقهى كابوتشينو الذي استهدفه في يناير (كانون الثاني) عام 2016 هجوم جهادي دام تبناه تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, مما أسفر عن سقوط ثلاثين قتيلا و71 جريحا معظمهم أجانب.
وقال ضابط في الجيش طلب عدم كشف هويته إن «هناك رهائن محتجزين في الطابقين الأول والثاني من المبنى المكون من طبقتين» ويضم المطعم في طابقه الأرضي. وقال نادل في مطعم إسطنبول طلب عدم ذكر اسمه إن «ثلاثة رجال وصلوا على متن سيارة رباعية الدفع وترجلوا من السيارة فاتحين النار على زبائن المطعم الذي يقصده مغتربون». وظهر في تسجيل فيديو على «تويتر» أشخاص يجرون ويصرخون. وبعيد ذلك يسمع صوت إطلاق نار كثيف. وقامت الشرطة بإجلاء المدنيين قبل وصول قوات الجيش والدرك التي شنت الهجوم على الفور. وقد سمع إطلاق نار كثيف أولا ثم أصبح متقطعا. وصباح أمس كانت المنطقة المحيطة بمطعم إسطنبول مطوقة. وانتشرت الشرطة العلمية في الموقع لجمع أدلة من أجل التحقيق والتعرف على جثث الضحايا. وصرح أحد الجراحين لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الوضع يتجاوز طاقتنا حاليا», وأضاف: «نقل إلينا عشرة جرحى توفي ثلاثة منهم ووضع الجرحى الآخرين حرج جدا, وحاليا تجرى عمليات جراحية لثلاثة». ووصل رئيس بلدية واغادوغو أرمان بويندي ووزيرا الأمن سيمون كومباوري والطاقة ألفا عمر ديسا إلى مكان الهجوم.
وخلت الجادة من المارة مع بدء الهجوم ولم يبق فيها سوى آليات قوات الأمن وسيارات الإسعاف.
من جهته أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فجر أمس، اتصالا هاتفيا مع رئيس بوركينا فاسو، تم خلاله «تقييم الوضع» كما عبر ماكرون عن التنديد بالهجوم وأكد «التزام فرنسا بالعمل مع دول المنطقة في الحرب على الجماعات الإرهابية»، وتوجد في بوركينا فاسو قوات خاصة فرنسية تنشط في إطار عملية «بركان» التي أطلقتها فرنسا عام 2014 لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي. وتزايدت الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خلال السنوات الأخيرة، على المصالح الغربية في عواصم بعض دول غرب أفريقيا، وحملت بصمات واحدة إذ في الغالب تستهدف الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية التي يرتادها الرعايا الغربيون، ومن يصفهم التنظيم بأنهم «صليبيون ومحتلون وعملاء الاستخبارات». وقال بيان صدر بالنيابة عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، أمس (الاثنين)، إن مواطنا فرنسيا قتل في الهجوم، وأضاف البيان أن «الوزير قدم تعازيه في ضحايا الهجوم والذين من بينهم مواطن فرنسي قتل في موقع الهجوم»، ولم يذكر البيان أي تفاصيل إضافية عن هوية الضحية الفرنسية.
وقال شهود عيان إن شخصين وصلاً على متن دراجة نارية يرتديان الجينز وقمصانا خفيفة، دخلا مطعم «إسطنبول» عند نحو التاسعة والنصف ليلاً وهما يطلقان النار بشكل عشوائي، قبل أن يحتميا في المبنى الذي يقع فيه المطعم، وبدأت عملية عسكرية لإنهاء الهجوم وتحرير أي رهائن محتملين.
وكان المطعم مليئاً بالمرتادين، وأغلبهم غربيون وأجانب، لأن يوم الأحد عطلة، كما أن البعض جاء لمشاهدة مباراة نهائي كأس السوبر الإسباني التي يتم عرضها على شاشات كبيرة في المطعم، ويعد المطعم واحداً من الأماكن الراقية التي يرتادها الأجانب بكثرة في قلب العاصمة واغادوغو.
وتشهد بوركينا فاسو المجاورة لمالي والنيجر باستمرار هجمات لمتطرفين منذ 2015, كما عمليات خطف أيضا استهدفت عددا من مواطنيها وأجانب, إذ خطف في 2015 أسترالي وروماني ما زالا محتجزين لدى جماعات إسلامية مرتبطة بتنظيم القاعدة. وأكدت بوركينا فاسو الدولة الصغيرة والفقيرة التي لا تملك منفذا على البحر في غرب أفريقيا، في شهر يوليو (تموز) من جديد ضرورة «مكافحة الإرهاب» مع جارتها ساحل العاج التي طالها اعتداء جهادي في 2016. واستهدفت جماعات متشددة تنشط في منطقة الساحل الأفريقي بوركينا فاسو كغيرها من بلدان غرب أفريقيا, حيث وقع معظم الهجمات في مناطق نائية على الحدود الشمالية مع مالي التي تشهد هجمات لمتشددين منذ أكثر من عشر سنوات. وشكلت دول أفريقية قوة عسكرية جديدة متعددة الجنسيات للتصدي للإسلاميين المتشددين في منطقة الساحل الشهر الماضي, لكنها لن تبدأ العمل إلا في وقت لاحق هذا العام وتواجه أيضا عجزا في الميزانية.
ويأتي هجوم واغادوغو ليعيد الحديث عن القوة العسكرية المشتركة التي أعلنت دول الساحل الخمس تأسيسها، وهذه الدول هي: موريتانيا، مالي، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد؛ وتعاني من تزايد نشاط التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وتواجه القوة العسكرية المشتركة عراقيل عديدة من أبرزها التمويل، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي عن دعمها بمبلغ 50 مليون يورو، فيما تشير تقديرات دول الساحل إلى أنها تحتاج لتمويل يقارب نصف مليار يورو، من أجل ضمان حماية الحدود ومنع حركة التنظيمات الإرهابية بين الدول وشن هجمات في العواصم والمدن الكبيرة.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.