النظام يكثف قصفه على غوطة دمشق... وتوتر بعد اغتيال قيادي في «جيش الإسلام»

جهود لإعادة التهدئة بين الفصائل... وشكوك بتورط «طرف ثالث»

TT

النظام يكثف قصفه على غوطة دمشق... وتوتر بعد اغتيال قيادي في «جيش الإسلام»

جددت قوات النظام، أمس، قصفها على غوطة دمشق الشرقية ومناطق في شرق العاصمة، في وقت استمر فيه الاقتتال بين الفصائل في الغوطة التي تشهد توتراً بعد اغتيال القيادي في «جيش الإسلام»، رضا الحريري، الملقب بـ«أبي عبد الله»، وإصابة نائبه أبو طلال المسالمة.
وفي حين وجه «جيش الإسلام» أصابع الاتهام إلى «فيلق الرحمن»، نفى الأخير مسؤوليته عن العملية، بينما استمرت الجهود للتهدئة بين الطرفين، فيما لم يستبعد مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، ضلوع طرف ثالث في عملية الاغتيال، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «انطلاقا من المنطقة التي وقع فيها التفجير، قد يكون (فيلق الرحمن) أو (هيئة تحرير الشام)، أو حتى (حزب الله)، هو المسؤول عنها، بهدف إيقاع المزيد من الخلافات بين الفيلق و(جيش الإسلام)».
وفي بيان نعيه، أشار «جيش الإسلام» إلى أن اغتيال قائد اللواء السادس «جاء بعد هجومٍ عنيف على مواقعنا في بلدات الأشعري والأفتريس والمحمدية، من قبل (فيلق الرحمن) وفلول (جبهة النصرة)»، مشيراً إلى أن «أبا عبد الله كان يتفقد الجبهات على جبهة النشابية»، مؤكداً إصابة نائبه المسالمة، ومتوعداً بردّ حازم.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم «فيلق الرحمن»، وائل علوان، عبر حسابه في «تويتر»، إن «الفيلق تلقى بشكل مفاجئ نبأ استشهاد القائد أبي عبد الله الحسين، في منطقة تقع تحت سيطرة (جيش الإسلام) بالكامل».
واعتبر أن «الهجوم الذي بدأه (جيش الإسلام) وقادته وشرعيوه لاتهام (فيلق الرحمن) به دون أي دليل أو أدنى شبهة، هي اتهامات لا مسؤولة تحضيراً وتمهيداً لحماقة ورعونة جديدة ينويها (جيش الإسلام)».
وفي وقت استمرت فيه الجهود للتهدئة بين الفصيلين، وإعادة تكريس الاتفاق السابق الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، ونص على وقف الاقتتال، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، ووقف التجييش الإعلامي، أشار المرصد إلى أن مواجهات متقطعة دارت أمس بين الفصيلين في أطراف بلدة بيت سوى بالغوطة الشرقية، وذلك بعدما كانت الاشتباكات قد تجددت على محاور معمل الأحلام في مزارع الأشعري ومحور مزارع الأفتريس إثر هجوم لـ«الفيلق» على مواقع «جيش الإسلام».
في موازاة ذلك، جددت قوات النظام قصفها مع ساعات الصباح الأولى، وبعد منتصف ليل الأحد - الاثنين، على مناطق في شرق دمشق وغوطتها الشرقية، حيث استهدفت بما لا يقل عن 24 صاروخاً يعتقد أنه من نوع أرض - أرض مناطق في محور عين ترما وأطرافها بالغوطة الشرقية، وأطراف حي جوبر شرق العاصمة، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن اشتباكات كانت قد دارت عقب منتصف ليل أول من أمس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، و«فيلق الرحمن» من جهة أخرى، في محور وادي عين ترما وحي جوبر، ترافقت مع استهدافات متبادلة أدت إلى سقوط قتلى من الطرفين.
ورصد «المرصد السوري» حركة نزوح من عين ترما ومحيطها نحو مناطق القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، حيث سجّل خروج نحو 2500 شخص، بمعدل أكثر من 600 عائلة، من البلدة نحو مناطق عربين وسقبا وحمورية وكفربطنا وجسرين في قطاع الغوطة الشرقية الأوسط. وأشار إلى ترد في أوضاع النازحين الفارين من الموت ومن القصف المكثف نتيجة معاناتهم من عدم توفر منازل لاستئجارها بعد الكثافة السكانية في المنطقة التي هرب إليها مئات العائلات في وقت سابق من بلدات وقرى مختلفة من الغوطة الشرقية، إما من التي سيطرت عليها قوات النظام، أو من التي تشهد عمليات عسكرية بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والفصائل المعارضة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.