اعتقالات وجرحى باعتداءات إسرائيلية في القدس والضفة وغزة

TT

اعتقالات وجرحى باعتداءات إسرائيلية في القدس والضفة وغزة

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس اعتداءاتها بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، وأصابت واعتقلت عددا منهم في عدة مناطق، وسط تحذيرات من قبل السلطة الفلسطينية من خطورة استمرار هذه الانتهاكات والاعتداءات اليومية في ظل تراجع الدعم الدولي.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن خمسة شبان أصيبوا بالرصاص الحي خلال مواجهات عنيفة وقعت في بلدة بيت ريما إلى الشمال من مدينة رام الله، بعد اقتحام قوة إسرائيلية خاصة من المستعربين منزلا يعود لأحد المواطنين. وسبق ذلك أن أصاب أحد المستوطنين أربعة أطفال فلسطينيين دهسا أثناء سيرهم في شارع العين ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، فأصيب الأطفال برضوض وجروح مختلفة. ومباشرة بعد ذلك طالب أهالي الأطفال الأربعة شرطة الاحتلال بالتحقيق بالحادثة، التي أكدوا أنها مفتعلة عمدا من قبل المستوطن. فيما أدانت الخارجية الفلسطينية الحادثة التي وصفتها بـ«العمل الإرهابي»، واعتبرت أنها تأتي في إطار سياسة التحريض الذي تمارسه حكومة بنيامين نتنياهو وأذرعها المختلفة والمدارس الدينية التي يقودها حاخامات متطرفون، والتي تدرس وتروج لآيديولوجيا متطرفة.
وفي المقابل، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن قوات الجيش اعتقلت فلسطينيا من بلدة قطنة شمال غربي مدينة القدس بعد العثور على مسدس وذخيرة داخل منزله في البلدة. فيما اعتقلت شابين آخرين من مخيم شعفاط شمال شرقي المدينة المقدسة، بزعم مشاركتهما في إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه القوات العسكرية الإسرائيلية. كما اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي ثلاثة مصلين من داخل مسجد «أبو هريرة» في بلدة العيزرية شرق مدينة القدس بعد اقتحام المسجد وخلع أبوابه الخارجية، والعبث بمحتوياته.
واعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية يوسف ادعيس، هذا العمل بأنه «عنصرية استفزازية جديدة تضاف إلى قائمة الجرائم الإسرائيلية المتسلسلة بحق المقدسات والأماكن المقدسة».
ولليوم الرابع على التوالي واصلت السلطات الإسرائيلية نصب الحواجز العسكرية على مدخل القرى الرئيس والوحيد، الذي يعرف بـ(النفق) الممتد لثلاثة كيلومترات، أسفل الجدار العازل. ويشكل هذا النفق المعروف بطريق الموت الممر الإجباري الوحيد لعشر قرى فلسطينية، وهي القرى المعروفة بقرى شمال غربي القدس. وقد أدى هذا الإغلاق الذي يبدأ من ساعات الفجر الأولى إلى شل سبل الحياة في هذه القرى التي تعاني أصلا من سياسة العزل والحصار منذ أكثر من 15 عاما.
وحذرت وزارة الخارجية في بيان آخر لها من خطورة تكرار المشهد الاحتلالي للانتهاكات الإسرائيلية اليومية في ظل تراجع الدعم الدولي. وقالت إن الموقف الدولي خجول ومحدود، ويتمثل بإرسال مبعوثين خاصين «لرفع العتب».
وفي قطاع غزة، اعتقلت قوة من سلاح البحرية الإسرائيلية صيادين شقيقين قبالة سواحل بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وأفادت مصادر فلسطينية محلية بأن الصيادين المعتقلين هما صدام وعدي عبد الباري السلطان، وهما من سكان حي السلاطين شمال غربي قطاع غزة.
وتشهد أجواء قطاع غزة منذ أيام عقب إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه مدينة عسقلان تحليقا مكثفا للطائرات الحربية الإسرائيلية وطائرات من دون طيار. في وقت عاد فيه الجيش الإسرائيلي للتلويح بحرب على القطاع في حال استمرت عمليات إطلاق الصواريخ.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.