شيخ «صيارفة مكة»: الطلب على الريال القطري «صفري»

محلات الصيرفة موعودة بجني أرباح أكبر بعد ارتفاع عدد الحجاج

شيخ «صيارفة مكة»: الطلب على الريال القطري «صفري»
TT

شيخ «صيارفة مكة»: الطلب على الريال القطري «صفري»

شيخ «صيارفة مكة»: الطلب على الريال القطري «صفري»

قال عادل ملطاني، شيخ الصيارفة في مكة المكرمة، إن الطلب على الريال القطري «صفري» في 54 مصرفاً في العاصمة المقدسة، ولم تسجل تداولات تذكر مقارنة بحجم التداولات الكبيرة للدولار والجنيه الإسترليني واليورو والليرة التركية.
وأوضح ملطاني لـ«الشرق الأوسط»، أن الصيارفة في مكة أوقفوا شراء الريال القطري لعدم تداوله في موسم الحج والعمرة، وأن تداوله «صفري»، وليس له عرض ولا عليه طلب، إلا ما كان موجوداً في السابق.
ومن جهة ثانية، أشار شيخ الصيارفة في مكة إلى أن محلات الصيرفة في مكة المكرمة موعودة بجني أرباح أكبر بعد ارتفاع عدد الحجاج القادمين للسعودية، متوقعاً قدوم 1.8 مليون حاج هذا العام، بعد الانتهاء من التخصيص، وهو ما يعني تعويض خسائر السنوات الثلاث الماضية، بسبب قلة التداول جراء الأعداد القليلة التي قدمت.
وأفاد ملطاني بأن الطلب على الريال السعودي بدا ملحوظاً، ما ينعش العملات النقدية للصيارفة، فكلما زاد الطلب على الريال زادت أرباح المصرفيين، مؤكداً أن الطلب على الدولار يأتي في الدرجة الأولى، يعقبه الجنية الإسترليني واليورو والليرة التركية ثم الجنيه المصري، وأن غالبية الحجاج يربط تعامله بالدولار لثبات سعر الصرف.
ولفت شيخ الصيارفة في مكة، إلى أن محلات الصيرفة تستفيد من تعدد العملات؛ خصوصاً ضمن الدول التي تشهد سفر السعوديين إليها، كتركيا وإندونيسيا وماليزيا وأوروبا، حيث يوفر موسم الحج سلة عملات مختلفة تخدم الطلب المباشر في رحلات سفر السعوديين، مشيراً إلى أن الصيارفة لجأوا في أوقات سابقة إلى طلب عملات من دبي لتغطية الطلب المتنامي في الداخل السعودي.
وتطرق إلى أن الصيارفة يحتفظون ببعض العملات الهندية والباكستانية لتغطية موسم العمرة الذي يمتد شهوراً طويلة؛ خصوصاً مع فتح السعودية موسم العمرة طوال العام، وهذا يؤمن ثبات المعروض وتأمينه للشهور القادمة بعد موسم الحج.
إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي الدكتور فايز جمال، إن زيادة الطلب على الريال السعودي يخدم الصيارفة في فارق السعر، مفيداً بأن الريال السعودي مدعوم في حال زيادة الطلب، وأكبر الأرباح تجنى من الدولار نتيجة زيادة الطلب عليه في كل عام؛ لأنه يشترى بسعر ويباع بسعر آخر.
وأوضح جمال أن محلات الصيرفة في مكة محدودة، وينبغي التوسع فيها بشكل أكبر، مؤكداً أن عملية الإزالات الكبيرة التي حدثت في مكة نتيجة عمليات التوسعة والتطوير أغلقت عشرات من محلات الصرافة، مشيراً إلى الحاجة لتنويع نقاط البيع، إذ إن أعدادها أقل مما يجب؛ خصوصاً في المراكز التجارية التي يرتادها الحجاج والمعتمرون.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.