يبدو أن المشكلة التي خلّفها تورّط «حزب الله» في خلية العبدلي مع دولة الكويت، سلكت طريقها نحو الحلّ، وفق رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي طمأن اللبنانيين إلى طي صفحة التوتر مع الكويت، وتأكيد مصادر بري بأن الأخير قام بتحرّك داخلي وخارجي، أنهى هذا التوتر بين البلدين.
وقال بري في بيان أصدره أمس: «رداً على من ينادي بالحرص على العلاقات الكويتية - اللبنانية، ما من لبناني أو جهة لبنانية تتنكر للكويت أميراً ومجلساً وشعباً وأعماراً وتنمية وتضحية ومشاركة في الصمود». وأضاف: «للذي تخيله البعض قطيعة (مع الكويت)، نقول قطعاً لا، لقد تمت معالجة الأمور، فليطمئن ولسنا بحاجة لأي وفد رفيع».
وبدا أن بري يغمز من قناة الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان، الذي دعا السلطة السياسية إلى «تشكيل وفد سياسي، دبلوماسي، أمني وقضائي، لزيارة الكويت والاستماع إلى ما لديها من مآخذ وأدلة وبراهين، حفاظاً على العلاقة بين الدولتين وعدم التفريط فيها تحت أي ظرف».
وكانت وزارة الخارجية الكويتية، تقدمت بمذكرة إلى لبنان تسلّمها وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل من سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي تؤكد «وجود دور لـ(حزب الله) في خلية العبدلي»، وطالب الحكومة اللبنانية بـ«اتخاذ موقف لوضع حد لممارسات الحزب التي تشكل تهديداً لأمن الكويت واستقرارها».
مصادر رئيس مجلس النواب اللبناني أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن بري «قام بمسعى وجهد شخصي، أثمر نتائج إيجابية تصبّ في مصلحة البلدين الشقيقين، وتمتين العلاقات التاريخية بينهما». وأشارت إلى أن رئيس البرلمان «أبلغ المسؤولين الكويتيين، أن دولتهم لها حضور في الذاكرة والضمير وعند الأجيال اللبنانية كلها»، مؤكدة أن «هناك إجماعاً لبنانياً على الدور الكويتي الإيجابي في لبنان، وهذا الدور يقرّ به (أمين عام حزب الله) السيد حسن نصر الله، الذي أثنى في خطابه الأخير، على عطاءات الكويت التي يحفظها كل لبناني».
وشددت مصادر بري على أن «كل منطقة في لبنان فيها معلم، يؤكد الحضور الدائم للكويت في لبنان وفي ضمير شعبه»، مشيرة إلى أن «هذا الحرص هو الذي دفع الرئيس بري للقيام بهذا المسعى والتحرك الذي أثمر نتائج إيجابية، أراحت لبنان، وأرضت الأشقاء الكويتيين». ولفتت إلى أن «الموقف في مجلس الوزراء كان مجمعاً على توطيد العلاقات الأخوية بين لبنان والكويت، بما فيها موقف وزراء (حزب الله)».
واستندت المذكرة التي تقدمت بها الخارجية الكويتية، إلى حكم محكمة التمييز الصادر في قضية خلية العبدلي، الذي أكد «مشاركة (حزب الله) في التخابر وتنسيق الاجتماعات ودفع الأموال، وتوفير وتقديم أسلحة وأجهزة اتصال والتدريب للخلية، وعلى استخدامها داخل الأراضي الكويتية للقيام بأعمال عدائية ضدّ دولة الكويت»، معتبرة أن «تصرفات الحزب تهدد أمن واستقرار البلاد، وتعدّ تدخلا سافرا وخطيرا في الشأن الداخلي».
وكان وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، حذّر من حصار عربي ودولي على لبنان، نتيجة الدور السلبي لـ«حزب الله» في الدول العربية. ودعا إلى تحرك عاجل ومعالجة هذا الأمر مع دولة الكويت.
بري يؤكد «طي صفحة التوتر» بين لبنان والكويت
بري يؤكد «طي صفحة التوتر» بين لبنان والكويت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة