أهالي مدن يرفضون التدفق السياحي رغم الازدهار الاقتصادي

ظاهرة جديدة تنتشر في عدد من المدن الأوروبية

TT

أهالي مدن يرفضون التدفق السياحي رغم الازدهار الاقتصادي

ظاهرة جديدة تبلورت في عدد من المدن السياحية العالمية في فصل الصيف الحالي، وهي عداء السكان المحليين لتدفق السياح الأجانب على بلادهم، رغم استفادتهم من الرخاء المادي الذي يوفره قطاع السياحة.
ففي جزيرة مايوركا الإسبانية انتشرت المظاهرات الاحتجاجية رافضة لقطاع السياحة التي يعتبرونها مدمرة لمدينتهم الجميلة، حيث تؤدي لارتفاع الإيجارات ونزوح السكان المحليين لمواقع أكثر هدوءاً.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية والدولية أن الحركة اليسارية المتطرفة «اران» هي من تقف وراء التحريض ضد السياحة في مايوركا، وقد نشرت الحركة في بيان لها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «السياحة تقتل مايوركا. دعونا نوقف تدفق السياحة التي تدمر مايوركا».
وفي العام الماضي، كتب نشطاء رسوم «غرافيتي» على جدران المباني التاريخية تدعو السياح للعودة إلى بلادهم. وأشارت واحدة منها إلى السائحين يعودون لديارهم... «مرحباً باللاجئين، السائح هو الإرهابي».
وشاهدت برشلونة المدينة الإسبانية، التي تشتهر بعمارتها السريالية وتعتبر حياة السهر فيها من الأفضل في أوروبا كلها، جدلاً عدائياً حول تأثير قطاع السياحية على نوعية الحياة بها. وأخذت تؤثر على السياح الذين يزورون المدينة. فيوم الخميس الماضي تعرضت حافلة سياحية لهجوم أثناء وقوفها أمام استاد كامب نو مقر نادي برشلونة لكرة القدم الشهير، حيث جرى تشريط إطاراتها ورسم غرافيتي عليها. وتصور السياح الذين كانوا على متن الحافلة أنهم يتعرضون لهجوم إرهابي وليس لحركة احتجاج.
وكتب المحتجون - الذين كانوا يرتدون أقنعة على وجوههم على السيارة باللغة الكتالونية: «السياحة تقتل جيرتنا».
وتعتقد السلطات المحلية أن المجموعة تنتمي لجناح الشباب لحركة «اران» الراديكالية التي تطالب باستقلال إقليم الكتالان عن إسبانيا، كما أصبح من شبه المؤكد أن جناح الشباب وراء الفيديو الذي انتشر في وسائل الاتصال الاجتماعية وظهرت فيه 4 دراجات هوائية من الأنواع المخصصة للسياح تعرضت للتخريب. وظهرت في الشريط عبارة «لقد مللنا من احتلال شركات السياحة للأماكن العامة لأحيائنا».
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسويق برشلونة كمدينة سياحية منذ نحو ربع قرن، منذ تحول المدينة خلال أولمبياد 1992 من مدينة قذرة في الشمال الشرقي لإسبانيا إلى مدينة تنتشر فيها المتاحف والأعمال الفنية والأنشطة الثقافية والمطاعم الفاخرة.
ويصل متوسط زوار المدينة سنوياً إلى ما يقرب من 32 مليون شخص بما فيهم رحلات السفن السياحية والرحلات اليومية. غير أن هذا الازدهار السياحي يؤثر على سكان المدينة الذين لا يزيد عددهم على أكثر من 1.6 مليون شخص الذين يعتقدون أن مدينتهم تتعرض لأضرار من تدفق السياح الذي لا ينتهي.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.