مسؤول كردي يؤكد أن البغدادي موجود في سوريا

قال لـ «الشرق الأوسط» إن ترويج {داعش} لوفاته كان لـ {التمويه}

أبو بكر البغدادي (أ.ف.ب)
أبو بكر البغدادي (أ.ف.ب)
TT

مسؤول كردي يؤكد أن البغدادي موجود في سوريا

أبو بكر البغدادي (أ.ف.ب)
أبو بكر البغدادي (أ.ف.ب)

بعد إعلان مقتله لمرتين خلال الأسابيع الماضية ما زال الغموض يكتنف مصير خليفة تنظيم داعش، أبو بكر البغدادي، خاصة بعد أن فقد تنظيمه السيطرة على مدينة الموصل أحد أبرز معاقله في العراق، لكن مسؤولا كرديا كشف أمس أن البغدادي حي ويواصل قيادة التنظيم في الأراضي السورية، مبينا أن التنظيم يحاول حاليا إخراج خليفته من سوريا ونقله إلى واحدة من ثلاث دول في المنطقة.
وقال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني (حزب الرئيس العراقي السابق جلال طالباني) في الموصل، غياث سورجي لـ«الشرق الأوسط»: «بحسب المعلومات الواردة إلينا من مصادرنا بعد احتلال داعش لمحافظات الموصل والأنبار وتكريت أصيب خليفة داعش أبو بكر البغدادي مرتين وعُولج من تلك الإصابات، لذا حاليا البغدادي حي ويوجد في الأراضي السورية ويتنقل في بعض الأحيان بين المدن السورية التي ما زالت خاضعة لسيطرة التنظيم وبين قضاء القائم التابع لمحافظة الأنبار في العراق»، مؤكدا أن البغدادي لم يعد يوجد في الرقة بل يتنقل بين المدن الأخرى كي لا يُكشف من قبل طيران قوات التحالف الدولي.
وشدد سورجي بالقول: «الأنباء التي روج لها مسلحو «داعش» خلال الأسابيع الماضية في قضاء تلعفر غرب الموصل عن مقتل البغدادي لم تكن صحيحة وجاءت للتمويه فقط».
وبعد فقدان التنظيم السيطرة على مدينة الموصل التي أعلن منها البغدادي عن خلافته التي شملت مساحات واسعة من الأراضي العراقية والسورية صيف عام 2014، يخطط التنظيم حاليا لبدء معركة جديدة يعتمد خلالها على مسلحيه الذين اختفوا فجأة في الموصل وأصبحوا جزءا من الخلايا النائمة التي تشير المصادر الأمنية العراقية إلى أنها ستكون التحدي الأصعب أمام الاستقرار الأمني في الموصل خلال المرحلة القادمة بعد الانتهاء من القضاء على جيوب مسلحي التنظيم في المدينة القديمة.
وتابع سورجي: «بعد أن فقد تنظيم داعش الأمل في السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي مجددا، لذا يحاول حاليا تفعيل خلاياه النائمة داخل الموصل وأطرافها لتنفيذ خطته في المرحلة القادمة، ويغير طريقته في الحرب من المعارك المباشرة إلى حرب العصابات، من خلال تنفيذ التفجيرات وعمليات الاغتيال والقتل والخط واستهداف القوات الأمنية والمدنيين بالضبط مثلما كان يفعل قبل إعلان خلافته».
وبين سورجي أن أعداد مسلحي التنظيم داخل الموصل قبل بدء عمليات تحريرها في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان يتراوح ما بين 10 - 12 ألف مسلح من عرب غير عراقيين وأجانب ومسلحين عراقيين، وأضاف: «نصف هذا العدد هرب من الموصل إلى قضائي تلعفر والحويجة داخل الأراضي العراقية بينما توجه الآخرون إلى الأراضي السورية مع بدء العمليات العسكرية، واختبأ قسم آخر منهم خاصة المسلحين العراقيين بين الأهالي وداخل القرى، وقاتل نحو 4000 - 5000 مسلح منهم فقط في الموصل»، محذرا من الخطر الذي سيشكله ما تبقى من مسلحي داعش على الأمن في الموصل والمناطق الأخرى في المرحلة القادمة. وبحسب شهادات مواطنين موصليين وصلوا خلال الأشهر الماضية إلى مخيمات النازحين في أطراف الموصل، فإن التنظيم قسم مسلحيه إلى ثلاثة أقسام قبل بدء المعارك مع القوات العراقية، وقال المواطن الموصلي عرف لـ«الشرق الأوسط» نفسه باسم أبو أحمد: «التنظيم قبل بدء عمليات تحرير الموصل خصص عددا من مسلحيه لخوض المعارك المباشرة ضد القوات العراقية، وطلب من قسم آخر أن يختبئوا بين المدنيين ويغيروا من عناوين سكنهم، بينما نقل قسم آخر إلى خارج العراق»، لافتا إلى أن سكان الموصل يعرفون عناصر تنظيم داعش المختبئين بينهم لكنهم يخشون الإدلاء بمعلومات عنهم للأجهزة الأمنية لأن الخوف من التنظيم ما زال يطغى على عقولهم أو الوقوع مرة أخرى في يد التنظيم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.