ضمن السويسري روجيه فيدرر، المتوج بطلا في ويمبلدون بطاقة التأهل للبطولة الختامية لأساتذة التنس التي تجمع اللاعبين الثمانية الأفضل في الموسم، بالعاصمة البريطانية لندن نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويعتبر فيدرر، 35 عاما، ثاني اللاعبين المتأهلين للبطولة الختامية بعد الإسباني رافائيل نادال. وتقام البطولة منذ عام 2009 على ملعب «أو 2» في لندن، وستنطلق هذه السنة في الفترة ما بين يومي 12 و19 نوفمبر المقبل. وتأهل فيدرر إلى هذه البطولة للمرة الخامسة عشر خلال مسيرته، وفاز بلقبها ست مرات. وغاب اللاعب السويسري، الفائز بـ19 لقبا في البطولات الأربع الكبرى «غراند سلام»، عن نسخة العام الماضي بسبب معاناته من مشاكل صحية في الظهر والركبة، بعدما شارك فيها لمدة 14 سنة متتالية.
ولم يشارك فيدرر في أي بطولة في الفترة ما بين شهري يوليو (تموز) ديسمبر (كانون الأول) 2016، وبعد عودته للمنافسات، فاز بألقاب أستراليا المفتوحة وإنديان ويلز وميامي وهاله وويمبلدون.
ولا يزال نادال يتربع على صدارة قائمة اللاعبين الذين حققوا أفضل نتائج في العام الجاري يليه فيدرر ثم النمساوي دومينيك تيم والسويسري ستانيلاس فافرينكا والكرواتي مارين سيليتش والألماني الكسندر زفيريف والصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني اندي موراي. وبعد ارتقائه للمركز الثالث أكد فيدرر أنه متحمس كثيرا للعودة إلى المركز الأول في التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين، ومشيرا إلى أن منافسه الأول في هذا الصدد هو الإسباني نادال.
وقال فيدرر: «أتمنى أن أكون أنا وليس رافائيل، لأن العودة إلى المركز الأول ستعني لي الكثير».
ووصل اللاعب السويسري إلى النقطة ستة آلاف و545 في التصنيف، يسبقه نادال، صاحب المركز الثاني، برصيد سبعة آلاف و465 نقطة. وجاء البريطاني أندي موراي في المركز الأول، برصيد سبعة آلاف و750 نقطة.
وأضاف فيدرر قائلا: «ربما يكون سباقا بين أربعة لاعبين أو ثلاثة أو ربما اثنين، أنا ورافائيل، سأتخذ أفضل القرارات من أجل صحتي وأتمنى أن ألعب أنا ورافائيل بالشكل الأفضل حتى نهاية الموسم». وبعد أن اقترب من إتمام عامه الـ36، أصبح لدى فيدرر فرصة كبيرة للعودة للمركز الأول، حيث إنه لا يدافع حتى نهاية الموسم الجاري عن أي نقاط قد تنتقص من رصيده، أما نادال، الذي عانى من إصابة في رسغ اليد في العام الماضي، فسيدافع عن 370 نقطة حتى نهاية الموسم، فيما يدافع موراي عن عدد كبير من النقاط.
ويواجه اللاعب البريطاني شبح خسارة خمسة آلاف و460 نقطة حتى نهاية الموسم. وتربع فيدرر على صدارة التصنيف العالمي طوال 302 أسبوع أكثر من أي لاعب آخر عبر التاريخ، ولكنه غاب عن هذا المركز منذ الرابع من نوفمبر الماضي. وبعد فوزه بلقب ويمبلدون يبدو فيدر أنه عاد كالساعة لسويسرية الدقيقة يختار دوراته بعناية، وفترات الراحة بدقة أكبر، ولا يظهر أي نية لاعتزال قريب.
على مدى 14 عاما، منذ لقبه الكبير الأول في ويمبلدون 2003، تحول فيدرر إلى أحد أبرز ألأسماء في تاريخ التنس برصيد 19 لقبا (رقم قياسي) في البطولات الكبرى، وأكبر لاعب يحرز لقب ويمبلدون والأول منذ عقود يحقق ذلك دون خسارة أي مجموعة... إضافة إلى كل هذه الأرقام والإنجازات، يثير فيدرر حيرة متابعيه بقدرته على مواصلة تقديم هذا المستوى بعد هذه المسيرة الطويلة. هل يمكن تخيل وجود «الأستاذ» فيدرر في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، والتي لا تزال ذهبيتها غائبة عن سجله في الفردي؟. طرح السؤال على النجم السويسري على هامش ويمبلدون، فأجاب بهدوء: «لم أتخذ بعد القرار بشأن الألعاب الأولمبية»، علما بأنه سيكون قد بلغ حينها التاسعة والثلاثين.
في تصريح آخر، ترك فيدرر المجال مفتوحا أيضا على احتمال مواصلته اللعب حتى بعد هذه السن. فردا على سؤال عن احتمال بقائه على أرض الملعب حتى الأربعين، أجاب: «ممكن، إذا سمحت صحتي وكان كل شيء على ما يرام». ووعد فيدرر بالعودة في 2018 إلى ويمبلدون للدفاع عن لقبه، وقال: «هذه البطولة تساعدني على الاستمرار لأطول فترة ممكنة»، علما بأنه ملتزم حتى 2019 باللعب في دورة بازل (500 نقطة)، مسقط رأسه. الثقة التي يتحدث بها فيدرر عن مواصلته اللعب لمدة طويلة، تمثل تغييرا جذريا بالنسبة إلى وضعه في هذا الفترة من العام الماضي، حين خسر في نصف نهائي ويمبلدون 2016 أمام الكندي ميلوش راونيتش، ولم يحرز أي لقب.
ومنذ مطلع 2017 بدا أن العائد إلى الملاعب هو فيدرر «قديم جديد»، لاعب رشيق ذو لياقة بدنية عالية، ومستوى يعيد التذكير بأيام هيمنته على لعبة التنس، لا سيما في الأعوام الأولى من الألفية الثالثة وضرباته الأمامية الشهيرة، والخلفية المطورة. وبعد عودته أحرز فيدرر لقب بطولة أستراليا المفتوحة، أول ألقابه الكبيرة منذ 2012، وأتبعه بلقبين في دورتي إنديان ويلز وميامي الأميركيتين للماسترز. وتحضيرا لموسم الدورات العشبية، اختار الراحة مرة جديدة، وغاب عن كامل موسم الملاعب الترابية، لا سيما في ظل المستوى المذهل الذي يقدمه ملك هذه الأرضية، الإسباني نادال. وعاد فيدرر بدءا من دورة شتوتغارت الألمانية وأقصي من الدور الأول، إلا أنه سرعان ما عوض بإحراز لقب دورة هاله للمرة التاسعة. وخلال البطولة الإنجليزية التي بات متخصصا فيها، أكد فيدرر أن «للصحة أهمية خاصة في خياراتي. سأبقى حذرا جدا فيما يخص عدد المباريات التي سأخوضها، وكذلك لياقتي البدنية». هذه «العودة» السويسرية إلى الأداء الرفيع ليست الأولى. ففي ظل الصعود القوي للصربي نوفاك ديوكوفيتش عام 2011، بدأت التقارير تتحدث عن أفول نجم فيدرر وشعوره بالإحباط وعدم القدرة على منافسة «القوي الجديد» في ساحة التنس. إلا أن السويسري عاد في السنة التالية، وحصد لقبا سابعا في ويمبلدون، واستعاد صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين. كان عام 2013 من الأسوأ في مسيرته، خرج من الدور الثاني في ويمبلدون، ولم يحرز سوى لقب وحيد في دورة هاله الألمانية. عاد بقوة بعد ذلك مجددا، وخاض النهائي مرتين في ويمبلدون (2014 و2015) ليخسر أمام ديوكوفيتش، ونهائي فلاشينغ ميدوز الأميركية عام 2015 حيث خسر مرة جديدة أمام الصربي.
هذه السنة، أحرز فيدرر بطولتين من البطولات الثلاث الكبرى التي أقيمت حتى الآن، في إنجاز لم يحققه منذ عام 2009. علما بأن سجله في المباريات هذه السنة هو 31 فوزا مقابل خسارتين فقط.
في ظل أدائه وتراجع ديوكوفيتش والمصنف أول عالميا البريطاني أندي موراي، يبدو فيدرر الأقرب للتتويج مجددا في بطولة فلاشينغ ميدوز التي سبق له إحراز لقبها خمس مرات، آخرها في 2008. ولمح السويسري إلى احتمال أن يرتاح مجددا استعدادا لهذه البطولة المقرر انطلاقها في 28 أغسطس (آب) المقبل، وربما الغياب عن دورة مونتريال الكندية للماسترز، والاكتفاء بدورة سينسيناتي للماسترز. ويشير فيدرر إلى أن أي قرار بهذا الشأن سيتخذه مع فريقه وعائلته. وقال: «طرحت عليهم السؤال بشكل صريح، للجميع في فريقي، إذا كنت ما زلت قادرا على الفوز في بطولات كبرى. مبدئيا كانت الإجابة نفسها منهم دائما: إذا اعتقدت انك بصحة سليمة مائة في المائة، ومستعد بشكل جيد ومتلهف للعب، فإذا كل شيء ممكن».
أضاف: «هذا ما حصل، وكانوا على حق لذلك أعتقد أن الراحة العام الماضي كانت ضرورية لإعادة التقييم والعودة بدنيا مائة في المائة». كان مفتاح نجاح فيدرر هذه السنة الملاءمة بين مستواه البدني ومشاركته على أرض الملعب، للحفاظ على توازن يتيح له تقديم الأداء الأفضل في المحطات الأساسية.
ويبدو أن هذا الأسلوب سيكون هو المعتمد في الفترة المقبلة من قبل السويسري الذي قال على هامش ويمبلدون «لدي انطباع بأنني أعمل نصف دوام، ولا أعتقد أن هذا أمر غير سيئ».
فيدرر ضمن التأهل لبطولة الأساتذة الختامية ويتطلع لاستعادة صدارة التصنيف
قفز للمركز الثالث وتوقع أن يكون نادال هو منافسه الأبرز خلال هذا الموسم
فيدرر ضمن التأهل لبطولة الأساتذة الختامية ويتطلع لاستعادة صدارة التصنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة