حققت «قوات سوريا الديمقراطية» تقدماً في معركتها مع تنظيم داعش في الرقة، عبر سيطرتها على حي البتاني في شرق المدينة، ودخولها أطراف حي الروضة، لكنها تواجه صعوبة الاحتفاظ بمواقعها جراء هجمات التنظيم المتطرف بسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، وقد فاقمت هذه المعارك المأساة الإنسانية للمدنيين المحاصرين، الذين باتوا ضحية التنظيم الذي يقيّد تحرّكاتهم ويتخذ منهم دروعاً بشرية، وضحية قصف طائرات التحالف للمباني التي يقطنونها.
وأفاد «المرصد السوري» في تقارير متتالية نشرها، أمس، أن «قوات سوريا الديمقراطية» دخلت إلى أطراف حي الروضة، بعدما فرضت سيطرتها الكاملة على حي البتاني المحاذي لحيي الروضة والرميلة، في القسم الشمالي الغربي من المدينة». وقال في الوقت نفسه إن «قوات عملية غضب الفرات» أخفقت في تثبيت نقاط سيطرتها في النقاط والمواقع الجديدة التي تقدمت إليها في المدينة القديمة، نتيجة عمليات القنص المكثفة وتصعيد الاستهداف المتواصلة بالطائرات المسيرة الحاملة للقنابل، ولزرع التنظيم الألغام بشكل مكثف وتحصين مناطق وجوده، ما اضطرها للتراجع عن هذه النقاط.
هذا التوصيف لمجريات المعركة، أيّده أبو محمد الرقاوي، أحد مؤسسي تجمّع «الرقة تُذبَح بصمت»، حيث أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش محتدمة على كل محاور القتال، خصوصاً بعدما بدأ الأخير يستخدم التحصينات التي جهّزها سابقاً، وبات يستخدم مفخخات كبيرة جداً، وهو ما أعاق تقدّم القوات المهاجمة».
وأكد الرقاوي، أن «التقدم البطيء دفع بالأميركيين إلى المشاركة بشكل مباشر في المعارك، حيث أدخلوا طائرات (الأباتشي) إلى المعركة، بالإضافة إلى الصواريخ المتطورة، التي تحدث دماراً كبيراً في المباني والتحصينات»، مشدداً على أن «المدنيين هم من يدفع الثمن الباهظ، لأنهم الحلقة الأضعف في الحرب»، واصفاً الوضع الإنساني بـ«المأساوي والسيئ جداً».
ومع استمرار معاناة المدنيين المحاصرين، قال مقاتل موجود قرب حي الرميلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن التنظيم «يستخدم سيارات مفخخة يقودها انتحاريون لوقف تقدم قوات سوريا الديمقراطية في معقله».
وأضاف المقاتل البالغ من العمر 30 عاماً، إنهم «يرسلون المفخخات نحو مواقعنا. والمدنيون لا يمكنهم أن يتحركوا خلال النهار بسبب القناصة».
وليس بعيداً عن الرقة، دارت أمس معارك عنيفة بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في منطقة الحقول والآبار النفطية في البادية السورية، وتمكن النظام من تحقيق تقدم من محيط طريق الرصافة - أثريا، والسيطرة على 3 آبار نفطية، مقترباً بذلك أكثر من الحدود الإدارية بين الرقة وحمص من جهة الرصافة. هذا التقدم وضع قوات النظام وحلفائها على مسافة 19 كلم من الحدود الإدارية للرقة.
ويعمد الطيران الروسي، إلى تأمين غطاء جوي، وتمهيد ناري عبر القصف اليومي المكثف على مناطق سيطرة تنظيم «داعش»، وتسعى القوات الروسية من خلال هذه العملية للسيطرة على المساحات المتبقية تحت سيطرة التنظيم، التي تحوي حقول نفط وغاز.
على صعيد آخر، أسهم تماسك قوات المعارضة وقتالها في «بيئتها الجغرافية دفاعاً عن وجودها» في حي جوبر، بمنع عزله عن محيطه في الغوطة الشرقية لدمشق، غداة إعلان «جيش الإسلام الموافقة على مبادرة مقدمة من المجلس العسكري في دمشق لتوحيد القوى العسكرية المعارضة تحت راية جيش موحد».
وأكدت مصادر المعارضة السورية في ريف دمشق أن النظام السوري «فشل في تقسيم الغوطة وعزل مدينة جوبر عن محيطها»، في إشارة إلى الهجمات على منطقة عين ترما. وقالت إن النظام «يخوض معركة خنادق وأنفاق أدت إلى استنزافه في اشتباكات بين مبنى وآخر» في جوبر، لافتة إلى أن الأنفاق التي منعت النظام في السابق من السيطرة على جوبر «هي نفسها تعيق الآن تقدم النظام».
وقالت المصادر إن «القصف الجوي المكثف، لم يمكّن النظام من تحقيق هدفه العسكري بتقسيم القطاع الأوسط في الغوطة الواقع على أطراف الأحياء الشمالية لمدينة دمشق، تمهيداً لتقطيعه إلى مناطق عسكرية يسهل قضمها».
وأرجع الناشط وائل عبد العزيز تماسك المعارضة إلى كون مقاتلي «فيلق الرحمن» الذين يقاتلون في القطاع الأوسط، «ينحدرون من المنطقة مما منحهم أهلية للمناورة والقتال والاحتماء والاختباء»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هؤلاء «يخوضون حرب شوارع قاسية، أسفرت عن مقتل عدد من قوات النظام، ومنعته في التقدم إلى عين ترما وعزلها عن جوبر».
تقدم بطيء في معركة الرقة
النظام يسيطر على حقول نفط جديدة في البادية
تقدم بطيء في معركة الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة