48 عاما مرّت على هبوط المركبة الفضائية «أبولو 11» على القمر، لتطأ بذلك، قدم أوّل إنسان سطحه. بيد أنّ الوقت لم يُفقد تلك اللحظة التاريخية سحرها ووقعها، ولم يقلّل من اهتمام الناس بالفضاء وما يمثّله من أسرار وألغاز. وتأتي فرصة رؤية وشراء بعض من المتعلقات التي صاحبت رواد الفضاء على ظهر «أبولو 11» في يوليو (تموز) 1969، في المزاد الذي تقيمه دار «سوذبيز» بنيويورك يوم 20 من الشهر الحالي، لتعيد للأذهان تلك اللقطات التاريخية. تقول كساندرا هاتون نائبة مدير دار «سوذبيز» تعليقا على المزاد: «الفضاء واحد من بضعة موضوعات أعتقد أنها لا تتقيد بثقافة معينة. لا يهم دينك ولا مكان مولدك أو اللغة التي تتكلمها». وأضافت: «لدينا جميعا التجربة المشتركة في التحديق في السماء والتساؤل عما يحصل بين النجوم».
نجمة المزاد هي بلا شك الحقيبة التي حمل فيها نيل أرمسترونغ عينات من تراب القمر، والوحيدة الموجودة في عهدة ملكية خاصة. والمعروف أن معظم القطع المتعلقة برحلة «أبولو 11» محفوظة في متحف «سميثونيان» وهو ما يفسر سعر الحقيبة البسيطة المظهر، إذ من المتوقع أن تباع بأربعة ملايين دولار حسب تقدير خبراء الدار.
وللحقيبة قصة تفسر وجودها خارج المتحف الأميركي، فهي قد اختفت لعقود بعد عودة طاقم الرحلة الفضائية، وحسب ما ذكرت كساندرا هاتون، نائبة مدير دار «سوذبيز» لوكالة «رويترز» حفظت الحقيبة بعد ذلك في علبة في مركز جونسون للفضاء في هيوستون.
وظهرت في النهاية في مرأب مدير متحف بكانساس الذي أدين بسرقتها عام 2014، وفقا لوثائق المحكمة.
وتذكر «رويترز» أن السلطات الأميركية عرضت الحقيبة في مزاد علني ثلاث مرات، لكن أحدا لم يزايد عليها إلى أن ابتاعتها محامية أميركية من شيكاغو تدعى نانسي لي كارلسون عام 2015 بمبلغ 995 دولارا.
وأرسلت المحامية الحقيبة إلى «ناسا» لفحصها، وعندما تبين أنها الحقيبة التي استخدمها أرمسترونغ وأنها ما زالت تحتوي على بقايا غبار من القمر، قررت «ناسا» الاحتفاظ بها. ورفعت كارلسون دعوى ضد «ناسا» لاستعادة الحقيبة ونجحت في استعادتها قبل أن تقرر عرضها في مزاد لدى «سوذبيز».
ومن القطع الأخرى في المزاد المتعلقة برحلة «أبولو 11» يقدم المزاد وثيقتين من جدول الطيران الخاص بالرحلة، وعليه ملاحظات بخط نيل أرمسترونغ وباز ألدرين حول تفاصيل يومهم الأخير على المركبة قبل عودتهم للأرض، إلى جانب خطاب بخط يد ألدرين وصور التقطها أرمسترونغ له على سطح القمر في موقع هبوط «أبولو 11»، قاعدة الهدوء (ترانكويليتي بيز).
المزاد إلى جانب صفته التجارية هو لا شك فرصة للتعرف على جوانب من مجهودات الإنسان لاستكشاف الفضاء والكواكب الأخرى، وخاصة أن الدار جمعت من خلاله عددا من المقتنيات والوثائق والصور التي تسجل رحلة أول رائد فضاء، الروسي يوري غاغارين في أبريل (نيسان) 1961، وتقرير مترجم من الروسية للإنجليزية كتبه غاغارين يصف فيه الفضاء وملاحظاته حول الأرض. وجاء في التقرير المفصل: «للأرض هالة محددة زرقاء يمكن رؤيتها بوضوح إذا نظرنا للأفق. يتحول لونها بنعومة من الأزرق الفاتح للأزرق ثم إلى الأزرق الغامق حتى الأسود العنيف».
في المزاد أيضا سجلات الطيران التي تحمل ملاحظات بخط رواد فضاء المركبة الفضائية «أبولو 13»، وهي الرحلة الاستطلاعية للقمر التي اضطرت للعودة من دون إتمام المهمة بعد حدوث انفجار في خزان الأكسجين في وحدة الخدمة لمركبة الفضاء.
ويضم المزاد أيضا مجموعة من الصور الفوتوغرافية للقمر، التقط بعضها عبر كاميرات ملحقة بمركبات فضائية أطلقتها «ناسا» في الستينات، تصور الجانبين القريب والبعيد من القمر، وقد تمت الاستفادة منها في التخطيط لرحلات أخرى هبطت على سطح القمر بعد التقاطها بعامين.
حقيبة بها بقايا غبار من القمر تعرض للبيع بملايين الدولارات في نيويورك
استخدمها رائد الفضاء نيل أرمسترونغ ضمن مزاد «سوذبيز» في الذكرى 48 لرحلة «أبولو 11»
حقيبة بها بقايا غبار من القمر تعرض للبيع بملايين الدولارات في نيويورك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة