أصبحت مشجعا لأستون فيلا عن طريق الصدفة. كان والدي، الذي نشأ في شمال لندن، مشجعا لآرسنال، ولكن لأننا كنا نعيش في برمنغهام فقد رأى أنه يتعين علي أن أشجع فريق محلي. وكان أستون فيلا قد صعد للتو إلى دوري الدرجة الأولى، في حين كان برمنغهام سيتي لا يزال يقبع في دوري الدرجة الثانية، لذا أخذني والدي إلى ملعب «فيلا بارك».
وكانت أول مباراة أشاهدها تلك المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق بين أستون فيلا وليفربول في سبتمبر (أيلول) عام 1988 - وجلست أنا ووالدي على مقاعد خشبية في الجزء الأمامي من مدرج «ترينيتي روود»، وهو ما كان يمكننا من سماع صرخات المديرين الفنيين والحوارات التي تجري بين اللاعبين. كنا نذهب إلى هذا الملعب عدة مرات كل عام، وعندما وصلت إلى الثالثة عشرة من عمري اشتريت تذكرة لحضور جميع مباريات أستون فيلا على مدار الموسم.
وعلى مدار ما يقرب من 30 عاما كنت أشاهد جميع مباريات أستون فيلا في ملعب «فيلا بارك» كل موسم. لقد رأيت ديفيد بلات وهو يسجل ضد إنترميلان الإيطالي في الدوري الأوروبي، والأسترالي مارك بوسنيتش وهو يتصدى لثلاث ركلات ترجيح، وأوغو إهيوغو وهو يضع هدفا رائعا بالرأس في مرمى توتنهام هوتسبير. كما رأيت اللاعب الفذ بول ماكغراث، واللاعب المبهر توني دالي، وكذلك إيان تايلور. وتغنيت بما يقدمه دوايت يورك وكريستيان بنتيكي وغابرييل أغبونلاور.
لكن هذا الموسم، لن أذهب إلى ملعب «فيلا بارك» من أجل مشاهدة مباريات أستون فيلا لسبب بسيط وهو أن النادي قد تعاقد مع جون تيري. في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، وخلال إحدى المباريات بين تشيلسي وكوينز بارك رينجرز، وجه جون تيري إهانات عنصرية لأنطون فرديناند. واتهمته الشرطة ورغم اعترافه شخصيا بأنه وجه إهانات عنصرية إلى لاعب كوينز بارك رينجرز فقد تمت تبرئته في محاكمة عقدت بعد عام تقريبا. وزعم تيري أنه وجه تلك الكلمات العنصرية إلى فرديناند بشكل ساخر، لأنه كان يعتقد أن فرديناند قد اتهمه بتوجيه مثل هذه العبارات بالفعل. ورغم ذلك، تمت تبرئته أمام القضاء، واكتفى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بإيقافه أربع مباريات فقط.
وفي أي مكان آخر من أماكن العمل، يتم إيقاف أي شخص يعترف بتوجيه إهانات عنصرية لزميل له حتى يتم الانتهاء من التحقيقات. وحتى لو وجدت المحكمة أنه غير مذنب فمن المحتمل أن يفقد هذا الشخص وظيفته. لكن هذه هي كرة القدم، التي يبدو أنها لا تهتم بالعنصرية.
وتتلقى حملة «كيك إت آوت» المناهضة للعنصرية نحو 500 ألف جنيه إسترليني سنوياً من مختلف هيئات كرة القدم. يبدو هذا مبلغاً كبيراً بالمقارنة بما تحصل عليه الهيئات الأخرى المناهضة للعنصرية في مجالات أخرى، لكن دعونا نضع ذلك في السياق الأكبر، فيكفي أن نعرف أن عائدات البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز وصلت إلى 2.8 مليون جنيه إسترليني في العام. ويدفع الدوري الإنجليزي الممتاز لحملة «كيت إت آوت» 125 ألف جنيه إسترليني، وهو ما يمثل 0.0004 في المائة من عائدات البث التلفزيوني.
هذه هي الرياضة التي يسخر فيها معلق مثل آلان غرين من لاعب كاميروني بصورة عنصرية ويستمر في العمل في هيئة الإذاعة البريطانية. هذه هي الرياضة التي لا يوجد بها سوى مديرين فنيين اثنين من ذوي البشرة السوداء في 92 ناديا محترفا يلعبون في إنجلترا. هذه هي الرياضة التي يقول فيها المدير الفني الأسكوتلندي مالكي ماكاي نكات عنصرية وتوصف بأنها مجرد «مزاح».
ويبدو أن الإهانات العنصرية التي وجهها تيري لفرديناند قد حذفت من سجلات اللاعب ولم يعد لها أي ذكر بعد الآن، حيث لم يشر إليها أي شخص خلال المدائح التي كانت تنهال على اللاعب بعد الإعلان عن رحيله عن تشيلسي في نهاية الموسم الماضي، كما لم يتطرق إليها أحد بعد الإعلان عن انتقاله إلى أستون فيلا. لقد جاء وقت على كرة القدم كان الجمهور هو من يدفع أجور اللاعبين. فعندما حصل أستون فيلا على لقب الدوري الإنجليزي عام 1981، كان بعض اللاعبين يحصلون على 200 جنيه إسترليني فقط في الأسبوع. وحتى في بداية التسعينات من القرن الماضي عندما بدأت أموال شبكة «سكاي» تأتي، كان اللاعبون الشباب في صفوف الفريق الأول يحصلون على راتب بمئات الجنيهات وليس بالآلاف. وكانت الأموال التي يحصل عليها النادي من مبيعات التذاكر لها تأثير مباشر على ما ينفقه على أجور اللاعبين.
لكن لم يعد الأمر كذلك، حيث تحصل الأندية على مبالغ طائلة من عائدات البث التلفزيوني وحدها - خلال العام الماضي حصل سندرلاند، الذي كان أسوأ فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، على 93.4 مليون جنيه إسترليني. وأصبح اللاعب الذي لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره مليونيرا. يجب أن نعرف أن برمنغهام مدينة متعددة الأعراق، وأن أستون فيلا ناد متعدد الأعراق، ولذا فإن فكرة أن يلعب رجل يستخدم مثل هذه اللغة العنصرية ولا يظهر أي ندم على ذلك في فريقي وفي مدينتي هي فكرة تثير الإحباط إلى حد بعيد. كيف تدعي تلك المدينة ويدعي هذا النادي أنهما ضد العنصرية ويتعاقدان مع لاعب بهذا التاريخ؟
الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به هو أن أتوقف عن تشجيع أستون فيلا. أنا لست ساذجا للدرجة التي تجعلني أعتقد بأن المقاطعة سوف تحدث فرقا، لكن لا يمكنني أن أقول لأصدقائي: «هذا هو فريقي» الذي أشجعه، ولا أستطيع أن أقول لنجلي «هذا هو فريقك» في حال ارتداء جون تيري لقميص النادي. طالما أن جون تيري لاعبا بصفوف أستون فيلا، لن أكون مشجعا لهذا النادي.
ضم أستون فيلا لجون تيري... العنصرية لم تمت بعد
الإهانات الجارحة التي وجهها اللاعب لفرديناند «حذفت» من سجلات التاريخ
ضم أستون فيلا لجون تيري... العنصرية لم تمت بعد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة