ضم أستون فيلا لجون تيري... العنصرية لم تمت بعد

الإهانات الجارحة التي وجهها اللاعب لفرديناند «حذفت» من سجلات التاريخ

تيري يوجه كلماته العنصرية لأنطون فرديناند لاعب كوينز بارك رينجرز عام 2011
تيري يوجه كلماته العنصرية لأنطون فرديناند لاعب كوينز بارك رينجرز عام 2011
TT

ضم أستون فيلا لجون تيري... العنصرية لم تمت بعد

تيري يوجه كلماته العنصرية لأنطون فرديناند لاعب كوينز بارك رينجرز عام 2011
تيري يوجه كلماته العنصرية لأنطون فرديناند لاعب كوينز بارك رينجرز عام 2011

أصبحت مشجعا لأستون فيلا عن طريق الصدفة. كان والدي، الذي نشأ في شمال لندن، مشجعا لآرسنال، ولكن لأننا كنا نعيش في برمنغهام فقد رأى أنه يتعين علي أن أشجع فريق محلي. وكان أستون فيلا قد صعد للتو إلى دوري الدرجة الأولى، في حين كان برمنغهام سيتي لا يزال يقبع في دوري الدرجة الثانية، لذا أخذني والدي إلى ملعب «فيلا بارك».
وكانت أول مباراة أشاهدها تلك المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق بين أستون فيلا وليفربول في سبتمبر (أيلول) عام 1988 - وجلست أنا ووالدي على مقاعد خشبية في الجزء الأمامي من مدرج «ترينيتي روود»، وهو ما كان يمكننا من سماع صرخات المديرين الفنيين والحوارات التي تجري بين اللاعبين. كنا نذهب إلى هذا الملعب عدة مرات كل عام، وعندما وصلت إلى الثالثة عشرة من عمري اشتريت تذكرة لحضور جميع مباريات أستون فيلا على مدار الموسم.
وعلى مدار ما يقرب من 30 عاما كنت أشاهد جميع مباريات أستون فيلا في ملعب «فيلا بارك» كل موسم. لقد رأيت ديفيد بلات وهو يسجل ضد إنترميلان الإيطالي في الدوري الأوروبي، والأسترالي مارك بوسنيتش وهو يتصدى لثلاث ركلات ترجيح، وأوغو إهيوغو وهو يضع هدفا رائعا بالرأس في مرمى توتنهام هوتسبير. كما رأيت اللاعب الفذ بول ماكغراث، واللاعب المبهر توني دالي، وكذلك إيان تايلور. وتغنيت بما يقدمه دوايت يورك وكريستيان بنتيكي وغابرييل أغبونلاور.
لكن هذا الموسم، لن أذهب إلى ملعب «فيلا بارك» من أجل مشاهدة مباريات أستون فيلا لسبب بسيط وهو أن النادي قد تعاقد مع جون تيري. في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، وخلال إحدى المباريات بين تشيلسي وكوينز بارك رينجرز، وجه جون تيري إهانات عنصرية لأنطون فرديناند. واتهمته الشرطة ورغم اعترافه شخصيا بأنه وجه إهانات عنصرية إلى لاعب كوينز بارك رينجرز فقد تمت تبرئته في محاكمة عقدت بعد عام تقريبا. وزعم تيري أنه وجه تلك الكلمات العنصرية إلى فرديناند بشكل ساخر، لأنه كان يعتقد أن فرديناند قد اتهمه بتوجيه مثل هذه العبارات بالفعل. ورغم ذلك، تمت تبرئته أمام القضاء، واكتفى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بإيقافه أربع مباريات فقط.
وفي أي مكان آخر من أماكن العمل، يتم إيقاف أي شخص يعترف بتوجيه إهانات عنصرية لزميل له حتى يتم الانتهاء من التحقيقات. وحتى لو وجدت المحكمة أنه غير مذنب فمن المحتمل أن يفقد هذا الشخص وظيفته. لكن هذه هي كرة القدم، التي يبدو أنها لا تهتم بالعنصرية.
وتتلقى حملة «كيك إت آوت» المناهضة للعنصرية نحو 500 ألف جنيه إسترليني سنوياً من مختلف هيئات كرة القدم. يبدو هذا مبلغاً كبيراً بالمقارنة بما تحصل عليه الهيئات الأخرى المناهضة للعنصرية في مجالات أخرى، لكن دعونا نضع ذلك في السياق الأكبر، فيكفي أن نعرف أن عائدات البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز وصلت إلى 2.8 مليون جنيه إسترليني في العام. ويدفع الدوري الإنجليزي الممتاز لحملة «كيت إت آوت» 125 ألف جنيه إسترليني، وهو ما يمثل 0.0004 في المائة من عائدات البث التلفزيوني.
هذه هي الرياضة التي يسخر فيها معلق مثل آلان غرين من لاعب كاميروني بصورة عنصرية ويستمر في العمل في هيئة الإذاعة البريطانية. هذه هي الرياضة التي لا يوجد بها سوى مديرين فنيين اثنين من ذوي البشرة السوداء في 92 ناديا محترفا يلعبون في إنجلترا. هذه هي الرياضة التي يقول فيها المدير الفني الأسكوتلندي مالكي ماكاي نكات عنصرية وتوصف بأنها مجرد «مزاح».
ويبدو أن الإهانات العنصرية التي وجهها تيري لفرديناند قد حذفت من سجلات اللاعب ولم يعد لها أي ذكر بعد الآن، حيث لم يشر إليها أي شخص خلال المدائح التي كانت تنهال على اللاعب بعد الإعلان عن رحيله عن تشيلسي في نهاية الموسم الماضي، كما لم يتطرق إليها أحد بعد الإعلان عن انتقاله إلى أستون فيلا. لقد جاء وقت على كرة القدم كان الجمهور هو من يدفع أجور اللاعبين. فعندما حصل أستون فيلا على لقب الدوري الإنجليزي عام 1981، كان بعض اللاعبين يحصلون على 200 جنيه إسترليني فقط في الأسبوع. وحتى في بداية التسعينات من القرن الماضي عندما بدأت أموال شبكة «سكاي» تأتي، كان اللاعبون الشباب في صفوف الفريق الأول يحصلون على راتب بمئات الجنيهات وليس بالآلاف. وكانت الأموال التي يحصل عليها النادي من مبيعات التذاكر لها تأثير مباشر على ما ينفقه على أجور اللاعبين.
لكن لم يعد الأمر كذلك، حيث تحصل الأندية على مبالغ طائلة من عائدات البث التلفزيوني وحدها - خلال العام الماضي حصل سندرلاند، الذي كان أسوأ فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، على 93.4 مليون جنيه إسترليني. وأصبح اللاعب الذي لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره مليونيرا. يجب أن نعرف أن برمنغهام مدينة متعددة الأعراق، وأن أستون فيلا ناد متعدد الأعراق، ولذا فإن فكرة أن يلعب رجل يستخدم مثل هذه اللغة العنصرية ولا يظهر أي ندم على ذلك في فريقي وفي مدينتي هي فكرة تثير الإحباط إلى حد بعيد. كيف تدعي تلك المدينة ويدعي هذا النادي أنهما ضد العنصرية ويتعاقدان مع لاعب بهذا التاريخ؟
الشيء الوحيد الذي يمكنني القيام به هو أن أتوقف عن تشجيع أستون فيلا. أنا لست ساذجا للدرجة التي تجعلني أعتقد بأن المقاطعة سوف تحدث فرقا، لكن لا يمكنني أن أقول لأصدقائي: «هذا هو فريقي» الذي أشجعه، ولا أستطيع أن أقول لنجلي «هذا هو فريقك» في حال ارتداء جون تيري لقميص النادي. طالما أن جون تيري لاعبا بصفوف أستون فيلا، لن أكون مشجعا لهذا النادي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».