قمة العشرين تقيم مدى التزام الدول بمكافحة تمويل الإرهاب

برلين خصصت اليوم الثاني من المباحثات لتعزيز التعاون مع أفريقيا

TT

قمة العشرين تقيم مدى التزام الدول بمكافحة تمويل الإرهاب

رغم أن «قمة العشرين» التي ستلتئم في مدينة هامبورغ الألمانية يومي الجمعة والسبت المقبلين لن تبحث رسميا الملفات السياسية الخاصة بالبؤر المشتعلة عبر العالم، فإن اللقاءات التي ستعقد على هامشها ستوفر الفرصة للبحث في جميع هذه القضايا وفق ما أكدته مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في قصر الإليزيه.
ويدور الجدول الرسمي للقمة حول أربعة محاور أساسية، ثلاثة منها سيتم البحث فيها يوم الجمعة، وهي محاربة الإرهاب والنمو العالمي والتجارة والتنمية المستدامة والبيئة والطاقة، أما الرابع، وهو الشراكة مع أفريقيا والهجرات والصحة، فسينظر فيه صباح السبت قبل الجلسة الختامية وصدور التوصيات.
وتتسم «قمة العشرين» منذ انطلاقتها بالتركيز على التعاون الاقتصادي والمالي عبر العالم وعلى العمل من أجل تنمية عالمية شاملة قائمة على أسس صلبة. ويمثل القادة الذين سيجتمعون بعد يومين 85 في المائة من الاقتصاد العالمي، وثلثي سكان الأرض. والمملكة السعودية هي العضو العربي الوحيد فيها. كذلك، فإن تركيا هي الدولة الوحيدة العضو من الإقليم المتوسطي - الشرق أوسطي. وبالنظر لطبيعتها، فإن قمة العشرين ستتناول مكافحة الإرهاب، في جلستها الرسمية المخصصة لهذا الملف، من الزاوية المالية وتحديدا كيفية تجفيف تمويل التنظيمات الإرهابية. وقالت المصادر الفرنسية إن قادة الدول أو من يمثلهم «سيعكفون على دراسة مدى تنفيذ الالتزامات» التي تقدمت بها الدول المعنية في موضوع منع وصول التمويل للمنظمات المشار إليها.
وتضيف هذه المصادر أن المطلوب اليوم هو تعزيز حضور الهيئة المكلفة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المسماة «مجموعة العمل المالية». وتعتبر باريس أن التوجه يجب أن يكون نحو إعطاء هذا الهيئة التي رأت النور في عام 1989 صفة قانونية دولية، ربما في إطار منظمات الأمم المتحدة.
ولن يغلق ملف الإرهاب مع انتهاء الاجتماع المخصص له، إذ سيعود مرة ثانية إلى طاولة البحث من خلال تناول ملف الشراكة مع أفريقيا وموضوع الهجرات والعلاقة بين الإرهاب والفقر وانعدام التنمية. وكشفت المصادر الفرنسية عن أن برلين التي ترأس الاجتماع هي الجهة التي أصرت على إدراج الشراكة مع أفريقيا كبند مستقل في أعمال القمة. ووفق الرؤية الألمانية، فإن المطلوب أن ينكب القادة المجتمعون على البحث في كيفية مساعدة البلدان الأفريقية خصوصا الأكثر هشاشة منها، على اتباع استراتيجية تنمية يكون من بين نتائجها لجم تدفق المهاجرين من أفريقيا باتجاه الغرب وأوروبا تحديدا.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.