دخل مبنى «هو هو» السويسري كتاب غينيس للأرقام القياسية باعتباره أول عمارة ارتفاعها 84 متراً (24 طابقاً) بنيت من الخشب فقط. وبعد هذا النجاح في مجال البناء البيئي، يبدأ المهندسون السويسريون قريباً مغامرة بناء أول مبنى «رقمي» في العالم يصممه ويبنيه الروبوتات دون تدخل البشر.
يشرف على مشروع مبنى «دفاب هاوس» 8 أساتذة جامعيين من جامعة زيورخ يتخصصون في العمارة والأنظمة الروبوتية. وتسهم في المشروع شركتان للبناء هما «ايمبا» و«ايفاغ» السويسريتان. وذكرت مصادر جامعة زيورخ أن «دفاب هاوس» سيكون أول مبنى في العالم تبنيه الروبوتات، وتنتَج أجزاؤه بالكامل بواسطة جهاز الاستنساخ ثلاثي الأبعاد «المجسم».
وسيكون المشروع فرصة للعلماء السويسريين المشاركين في «برنامج الإنتاج الرقمي» لتجربة عدة أنظمة وتقنيات بناء روبوتية أسهم العلماء في تطويرها خلال السنوات القليلة الماضية. وينوي العلماء بناء المبنى من 3 طوابق فقط، ويضاف إلى المجمع العلمي الجامعي في مدينة دبندورف. ويفترض أن يتخذ كثير من العلماء مختبرات لهم في «دفاب هاوس» مع حلول صيف 2018.
ويستخدم السويسريون 4 أنظمة بناء رقمية في المشروع، بينها نظام «ميش مولد» الذي يستخدم روبوت ارتفاعه متران ويحمل اسم «إن سيتو فابريكاتور» يستطيع بناء الجدران المستقيمة والمقوسة من الإسمنت دون تدخل الإنسان. وينتج الروبوت شبكات الحديد بشكل جدران ثم يصب الإسمنت داخلها.
ومعروف أن روبوت «ميش مولد» يفصّل قضبان الحديد حسب الشكل المطلوب, وهذا يقتصد بكثير من الوقت، وكثير من المال بالنسبة لشركات البناء. وهو يختصر عمليتي صب الإسمنت والتسليح في عملية واحدة، ولا يتطلب الأمر بعد الانتهاء من صب الإسمنت على قضبان الحديد غير تعديلات «تجميلية» على المظهر الخارجي للقطعة الإسمنتية المصبوبة.
وتعتمد التقنية في عملها على سوفت وير خاص يعين في رسم الشبكة الحديدة المطلوبة، ليعمل «ميش مولد» على تنفيذها عملياً. وينتج الروبوت قضبان التسليح الحديدية بشكل شبكة لا يتسرب منها الإسمنت السائل بسهولة، وله القدرة على صنع أشكال غير محدودة من الشبكات الحديدية.
وتمت تجربة عمل الروبوت في هندسة بناء مركز للابتكار والاختراع في مدينة دوبندورف في سويسرا لأول مرة. وشارك في المشروع كل من البروفسور فابيو غرامازيو والبروفسور ماتياس كول، إضافة إلى 3 من طلبتهم اللامعين.
وبعد أن ينهي «إن سيتو فابريكاتور» الدور الأول من العمارة، يتولى روبوت آخر اسمه «سمارت سلاب» بناء السقوف من ألواح الإسمنت الخفيف، ولكن الصلب جداً في آن. وسيجري إنتاج ألواح السقوف سلفاً من قبل روبوت آخر يستخدم تقنية الاستنساخ ثلاثية الأبعاد.
وهناك تقنية رقمية أخرى بناء واجهة الطابق الأول تحمل اسم «سمارت داينمك كاستنغ». وينفذها روبوت يغطي واجهات المبنى بالمواد العازلة ثم يصقلها ويزودها بالديكورات والأقواس... إلخ المصنعة من المواد الجديدة البيئية.
وترك العلماء للطابقين العلويين نظام «سباتيال تيمبر فابريكيشن»، وهو روبوت يبني الغرف من الخشب وتم تصميمه في مختبرات جامعة زيورخ التقنية.
وقال البروفسور ماتياس كولر، رئيس قسم البناء الرقمي في جامعة زيورخ، إن اختلاف «دفاب هاوس» عن الأبنية الأخرى التي تبنى من القطع المنتجة بواسطة جهاز الاستنساخ المجسم، هو أن العمل متروك للروبوتات فقط. وأضاف كولر، وهو رئيس المشروع، أن عملية البناء تستخدم وتجرب عدة تقنيات للبناء في آن واحد، ولذلك فهي تمتلك المستقبل. وسيكون مشروعه المقبل هو بناء فنار كامل للإضاءة باستخدام التقنيات الرقمية الأربع.
سويسرا تبني أول عمارة رقمية في العالم
سويسرا تبني أول عمارة رقمية في العالم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة