إستونيا تتسلم من مالطا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي

إستونيا تتسلم من مالطا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي
TT

إستونيا تتسلم من مالطا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي

إستونيا تتسلم من مالطا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي

تولت استونيا أمس السبت، الرئاسة التناوبية للمجلس الأوروبي، التي تستمر ستة أشهر، لتصبح هذه المرة الأولى التي تتولى فيها الدولة الصغيرة الواقعة في بحر البلطيق المنصب منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. وشارك جان كلود يونكر، رئيس المفوضية، في الاجتماعات التي انعقدت في تالين عاصمة استونيا والتقى كبار المسؤولين في الدولة لمناقشة التحديات والأولويات خلال الأشهر المقبلة، كما شارك في الاجتماعات دونالد توسك، رئيس الاتحاد، وغوري راتاس، رئيس وزراء استونيا، وحسب ما ذكرت مفوضية بروكسل، فقد تركزت النقاشات حول أولويات رئيسية، وهي الأمن والهجرة والعدالة والعلاقات الخارجية وسياسة الطاقة والمناخ والنقل والتنمية الريفية والنمو والقدرة التنافسية وميزانية الاتحاد والتجارة والاتحاد الاقتصادي والنقدي والسوق الرقمية الموحدة.
وقال رئيس وزراء استونيا في المناسبة: «أوروبا الرقمية وحرية حركة البيانات ستكون أحد أهم الموضوعات خلال رئاسة استونيا». وتحتل استونيا مكانة مهمة في مجال الرقمنة، لتصبح الدولة الأولى عام 2005 في العالم، التي تسمح لمواطنيها بالتصويت إلكترونيا. ويتم أيضا التعامل مع المسائل الإدارية مثل تسجيل السيارات عبر الإنترنت.
ورد رئيس المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي: «الرقمنة هي الحمض النووي (دي إن إيه) لبلادكم ويجب أن يصبح جزءا من الحمض النووي الأوروبي. نحن نعتمد على قيادتكم وعلى خبرتكم لتحقيق تقدم».
وستلعب الدولة ذات الـ3.‏1 مليون نسمة دورا رئيسيا في تحسين عمل الاتحاد الأوروبي في الشهور المقبلة. وأشار راتاس إلى أن الهدف الإجمالي لرئاسة استونيا هو جعل أوروبا «أكثر توحدا وأقوى» بدعم الابتكار والتطور المستدام والأمن. وستشرف الرئاسة الاستونية على الجهود لإصلاح نظام اللجوء بالاتحاد الأوروبي، وستنشئ نظاما بشأن الدخول إلى الاتحاد الأوروبي والخروج منه لحماية الحدود الخارجية. وسترأس البلاد أيضا أول جزء حاسم من المفاوضات بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وتولت استونيا الرئاسة التناوبية بعد مالطا.
سفيرة استونيا لدى الاتحاد الأوروبي كايا تايل، التي كانت تتحدث خلال مؤتمر صحافي عقدته في بروكسل، لعرض أولويات الرئاسة الاستونية، أكدت على ضرورة التعاون بشكل أفضل مع الدول الأفريقية، وقالت: «يتعين التركيز بشكل أكثر على التعاون مع السلطات الليبية». واعتبرت السفيرة الاستونية، أن النقاش الأوروبي بشأن الهجرة يتمحور حالياً حول طرق ضبط الحدود والحفاظ على الأمن الأوروبي، وذلك على حساب التضامن ومسألة إعادة توزيع طالبي اللجوء: «ولكن هذا لا يعني أن الدول ستعفى من مسؤولياتها الأوروبية بشأن قبول طالبي اللجوء». وشددت على أن على المؤسسات الأوروبية أن تعمل بشكل أفضل لتحديد معايير التضامن بين الدول الأوروبية.
وتعهد التكتل الأوروبي بمواصلة اليقظة على جميع طرق الهجرة، ومنها طريق غرب البلقان مع مواصلة تعزيز القدرات التشغيلية لحرس الحدود وخفر السواحل، وأن تتزامن المراقبة الخارجية الفعالة للحدود مع رفع الضوابط الداخلية المؤقتة للحدود. هذا ما جاء في البيان الختامي للقمة التي انعقدت في بروكسل الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، وأشار إلى أن الخسائر في الأرواح وتدفقات المهاجرين لأسباب اقتصادية عبر البحر المتوسط، يشكلان تحديا رئيسيا ومصدر قلق للأوروبيين وسيتعين على الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، استعادة السيطرة لتجنب حدوث أزمة إنسانية. وأعرب زعماء المؤسسات الأوروبية عن شعورهم بالإحباط تجاه ما وصفوه بتقصير الدول الأعضاء في الوفاء بالتعهدات التي قطعتها على نفسها من أجل التصدي لتحدي الهجرة.
وفي الوقت نفسه، قررت دول الاتحاد الأوروبي الحد من منح تأشيرات دخول للدول الأجنبية التي ترفض استعادة مواطنيها الذين ليس لهم حق اللجوء في أوروبا. ويشن الاتحاد الأوروبي حملة على الهجرة في أعقاب زيادة في عدد الوافدين عبر البحر المتوسط منذ 2014. وإيطاليا هي البوابة الرئيسية للاتحاد الأوروبي، ويُعد معظم الذين يصلون إلى شواطئ أوروبا بعد ركوب سفن للمهربين في أفريقيا عمالا مهاجرين بشكل غير قانوني.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.