معاقل «داعش» في تلعفر والحويجة والقائم «وجهات واضحة» للمعركة بعد الموصل

الناطق باسم التحالف الدولي لـ «الشرق الأوسط»: لا مشكلة في سيطرة النظام السوري على دير الزور

معاقل «داعش» في تلعفر والحويجة والقائم «وجهات واضحة» للمعركة بعد الموصل
TT

معاقل «داعش» في تلعفر والحويجة والقائم «وجهات واضحة» للمعركة بعد الموصل

معاقل «داعش» في تلعفر والحويجة والقائم «وجهات واضحة» للمعركة بعد الموصل

أكد ناطق باسم التحالف الدولي ضد «داعش»، أن المعركة ضد التنظيم في مدينة الموصل باتت في نهايتها، وأن الوجهة المقبلة للقوات العراقية قد تكون معاقل «داعش» المتبقية مثل تلعفر والحويجة وقائم «لكن القرار هو للعراقيين... ونحن ندعمهم». وقال: إن التحالف «ليس لديه مشكلة» في الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري لطرد «داعش» من محافظة دير الزور في شرق البلاد.
وقال العقيد رايان ديلون، الناطق باسم التحالف، في مقابلة هاتفية أجرتها معه «الشرق الأوسط» في مقره في بغداد: إن «الحملة لهزيمة (داعش) في العراق وسوريا تتم من خلال القوات الشريكة لنا. لسنا نحن من يعطي الأمر أين ومتى سيتم التوجه بعد الموصل. هذا الأمر متروك كلياً للعراقيين. رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادته هم من يقررون أين يريدون التوجه لقتال (داعش). هم يسألون التحالف ونحن نوفّر لهم الدعم... هذا ما قمنا به في السابق. ولكن هناك (الآن) وجهات واضحة للتحرك بعد الموصل لأننا نعرف أن لـ(داعش) معاقل فيها مثل تلعفر والحويجة والقائم. غير أن الأمر متروك للحكومة العراقية كي تقرر وجهة المعركة المقبلة».
ورفض ديلون القول هل أبلغ العراقيون التحالف بالوجهة المقبلة بعد الموصل، قائلاً: «لا نحب كشف أوراقنا قبل مواجهة العدو لأننا نريده أن يفاجأ عندما تحصل المواجهة. الأمر متروك للعراقيين لإعلان وجهتهم المقبلة إذا شاءوا، لكننا لن نكون من يكشفها قبلهم».
وسُئل عن طريقة إدارة الموصل بعد هزيمة «داعش»، فرد قائلاً: «العراق دولة سيدة. كيف ستُدار الموصل ومن يديرها أمران عائدان إلى الحكومة العراقية... كنت في شرق الموصل الأسبوع الماضي وأتيحت لي فرصة أن أجول فيها مع قائد شرطة محافظة نينوى الذي استعرض القوات كافة التي تتولى تأمين الموصل، شرقها وغربها. قال إن هذه القوات تتألف من الجيش العراقي والشرطة العراقية وقوات الحشد العشائري وقوات الحشد الشعبي، وقد تم تشكيلهم بطريقة تضمن أنهم يمثّلون أهالي مدينة الموصل، وتحديداً شرقها. وعندما سألته أجاب بالتحديد قائلا: إن هناك جنوداً من الجيش العراقي والحشد العشائري، ووصفهم حرفياً بأنهم أبناء المدينة وينتشرون في مناطقهم. وهذا الأمر مهم لأن هؤلاء يعرفون من هم أبناء مناطقهم ولديهم مصلحة في ضمان أمن أهاليهم وجيرانهم».
وسألته «الشرق الأوسط» عن التقارير عن الترحيل القسري لمدنيين من الموصل بزعم أن لديهم صلات بـ«داعش»، فأجاب: «لقد اطلعت على تقارير من مصادر علنية عن هذا الأمر، ورأيت موقف الأمم المتحدة منه، وهذا أمر مقلق. لكنني أعلم أيضاً أن رئيس الوزراء حيدر العبادي رفض علناً أي انتهاكات لحقوق الإنسان، وشدد على أن من المهم وجود جيش محترف يقاتل لطرد «داعش» من المناطق العراقية، ولكن المهم أيضاً طريقة تطهير هذه المناطق وكيف يحصل ذلك، وكيف يتم تأمينها في المستقبل. كل هذه الأمور مهمة بالنسبة إلى الاستقرار الطويل الأمد للعراق، ونحن نتفق مع رئيس الوزراء العبادي في موقفه هذا».
وعن موعد انتهاء معركة الموصل، قال ديلون: «أعلن رئيس الوزراء العبادي بالأمس سقوط العاصمة الوهمية لدويلة (داعش)، لكنه لم يعلن التحرير الكامل للموصل بعد. ما أستطيع قوله إن هناك ما بين كيلومتر أو كيلومتر ونصف متبقية في غرب الموصل. طهّر جهاز مكافحة الإرهاب بالأمس منطقة الجامع النوري وما زال يلاحق (داعش) نحو ضفاف دجلة. هناك أيضاً إلى الشمال من المدينة القديمة ما زال «داعش» يتحصن فيها. تقديرنا أن الأمر مسألة أيام لإعلان التحرير».
وعن معركة الرقة في سوريا، قال: «لن نضع جدولاً زمنياً لموعد هزيمة (داعش)، لكنه سيُهزم في الرقة. خسائره لا يمكن تعويضها. نحن في الأسبوع الثالث لمعركة مدينة الرقة، عاصمة (داعش) بحكم الأمر الواقع. ما زلنا نعتقد أن القتال سيكون صعباً. هناك مقاومة شرسة من (داعش)، لكن (قوات سوريا الديمقراطية) تحقق مكاسب كل يوم على محاور التقدم الأربعة نحو المدينة».
وعن التوتر الأميركي – الإيراني، وكيف يؤثر على مجريات المعارك، قال ديلون: «نحن بصفتنا تحالفا نعمل مع شركائنا في سوريا والعراق لهزيمة (داعش)، وسنواصل التركيز على ذلك. أي شيء يحرفنا عن التركيز على هذه المهمة هو مصدر إزعاج وحرف لانتباهنا، وسنحاول تجنبه. لقد كان هناك الكثير من الكلام عن قوات إيرانية، لكننا تمكنا من مواصلة عملنا لهزيمة (داعش) في العراق وسوريا حتى عندما كانت هناك أمور أخرى، مثل تحركات النظام السوري، تحرف انتباهنا عن (داعش). نحن لا نريد قتالاً مع النظام ولا مع إيران ولا مع روسيا. تركيزنا ومهمتنا على (داعش) وهزيمته في العراق وسوريا، ونقطة على السطر».
وقيل له إنهم لن يكونوا سعداء برؤية فصائل «الحشد الشعبي» وجماعات مدعومة من الإيرانيين تسيطر على مناطق يتم تحرير تحريرها من «داعش»، فرد قائلاً: «قد يكون هذا هو الحال بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهي من يُسأل عنه، لكنني أتحدث باسم التحالف، ومهمتنا هي هزيمة (داعش) في العراق وسوريا. رئيسي الجنرال تاونسند واضح جداً في هذا الشأن. كلما كان هناك مزيد من الأطراف والقوى التي تريد هزيمة «داعش) فهذا يساعدنا في مهمتنا. يبدو الأمر بالغ البساطة، لكن هذا هو موقف التحالف، وهذا هو سبب وجودنا هنا».
وعن تحرك القوات السورية وحلفائها قرب التنف في البادية وتوجهها نحو دير الزور، قال ديلون: «لقد رأينا هذا التحرك في المنطقة المحيطة بالتنف. حصل بعض التواجه معهم. شكّلوا تهديداً لنا ورددنا في إطار حق الدفاع عن النفس في مواجهة القوات السورية وبعض العناصر (المتحالفة معها). لكن هذا الأمر تم إلى حد كبير خفض التصعيد في شأنه في الأسبوعين الماضيين؛ ما سمح لنا بالتركيز على سبب وجودنا (هزيمة «داعش»). لقد شاهدنا فعلاً تحركات للقوات السورية شرقاً (نحو دير الزور). مجدداً، مهمتنا هي الرقة وإذا قرر النظام السوري أن لديه القدرة أو قام بجهد حقيقي لهزيمة (داعش) فهذا ليس إشارة سيئة. ما أريد قوله هو أننا نركز على الرقة، وبعدها سنقرر إذا كنا سنذهب مع شركائنا في (قوات سوريا الديمقراطية) أو قوات شريكة أخرى نحو منطقة أخرى في سوريا، مثل حوض نهر الفرات، سواء كان ذلك دير الزور أو الميادين أو البوكمال. هناك الكثير من الدواعش لهزيمتهم، فهذه مهمتنا في العراق وسوريا. إذا أراد آخرون فعل ذلك أيضاً فهذا أمر مرحب به».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.