المغرب: ابن كيران يحث على مواصلة الحرب على الفساد والاستبداد

قال إن حزبه لن يخذل الشعب... ودعمه الملكية قناعة ثابتة

المغرب: ابن كيران يحث على مواصلة الحرب على الفساد والاستبداد
TT

المغرب: ابن كيران يحث على مواصلة الحرب على الفساد والاستبداد

المغرب: ابن كيران يحث على مواصلة الحرب على الفساد والاستبداد

حث عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي ذي المرجعية الإسلامية، أعضاء حزبه على مواصلة الحرب على الفساد والاستبداد لأنه «من دون ذلك لن يتحقق أي شيء»، مقرا بأن «الإصلاح لم يتم»، وأنه من الضروري أن يصبح للمواطن كرامة.
وجاءت تصريحات ابن كيران التي أدلى بها عقب زيارته أول من أمس قبر الراحل عبد الكريم الخطيب، الرئيس المؤسس للحزب، رفقة عدد من القياديين ليقطع بها فترة من الصمت طغت فيها احتجاجات الحسيمة على المشهد السياسي المغربي.
ووفاء لقاموسه السياسي، الذي تميز به طوال فترة خمس سنوات التي قضاها على رأس الحكومة وحتى إعفائه من تشكيل الحكومة لولاية ثانية، قال ابن كيران: إن أعضاء حزب العدالة والتنمية «يجتازون امتحانا صعبا وحرجا، وعليهم أن يعتصموا بحبل الله، وألا يتفرقوا، وأن يستمروا كل واحد من موقعه خدمة لوطنهم بإخلاص»، وذلك في توجيه منه لأعضاء الحزب بالتماسك نتيجة التداعيات التي خلفها إعفاؤه من منصبه، وما أعقب ذلك من تنازلات قدمها الحزب إبان تشكيل الحكومة التي يرأسها خلفه سعد الدين العثماني.
في هذا السياق، قال ابن كيران إن حزب العدالة والتنمية لا يمكن أن يخون الشعب، ولا أن يخذله، وسيبقى معه إلى النهاية، وسيثبت معه «لأنه منحنا ثقته»، مضيفا أن «الشعب هو الذي أعطانا أصواته بكثافة في 2011، وكررها رغم أنف الحاقدين والحاسدين والمتآمرين، الذين افتضحوا والذين كشفوا، والذين انقلبت ضدهم مؤامراتهم في 2015، وأعاد تكرارها في 2016 رغم المظاهرات الفارغة والخزعبلات والتصرفات الصبيانية في السياسة».
وتابع الزعيم السياسي المغربي، أنه «من الممكن أن ننهزم ونخضع لمؤامرة، أو غير ذلك، لكنها مجرد امتحان لصلابتنا، وامتحان لما نريد أن نكون ومن نحن. فإذا كنا مجرد قليل من السكر أو الملح يذوب في قليل من الماء سنذوب وسنذهب غير مأسوف علينا. أما إذا كنا صادقين ومخلصين وفعلا نبتغي وجه الله فهذا امتحان صعب وشديد».
ولفت ابن كيران إلى أنه «يمكن أن يقع تراجع، أو أن نخسر معركة، لكن لا يمكن أن نخسر الحرب، الحرب على الفساد والحرب على الاستبداد، ومن دون عودة الكرامة للمواطن والقضاء على الفساد والاستبداد لن يتحقق شيء»، مشددا في المقابل على أن حزبه «متشبث بالثواب غير القابلة للمساومة، وهي إسلامنا وملكيتنا ووحدتنا الترابية».
ووصف ابن كيران حزبه بأنه «الأول في البلاد، ولم يتأسس على أن يكسب جولة واحدة ثم يتراخى، بل جاء من أجل خدمة الإسلام وخدمة الملكية والحفاظ عليها، ومن أجل الوقوف في وجه العنف، وهي الشروط التي فرضها مؤسسه الدكتور الخطيب».
وتابع قائلا: «قمنا بهذا الدور، لكنه دور متجدد، فخصوم الإسلام كثيرون جدا ويسيئون لديننا من الداخل والخارج، ولو لم يتشبث الحزب بهذه المبادئ لما جدد الشعب ثقته فينا مرة تلو الأخرى».
وجدد ابن كيران التأكيد على موقف حزبه الداعم للمؤسسة الملكية، وقال في هذا السياق إن «موقفنا من الملكية أساس بناء الدولة بعد الدين، وحزب العدالة والتنمية لا يتلاعب في هذا الموضوع، ووفاؤه للملكية صادر عن قناعة عقائدية ونظرة استراتيجية وعهد ثابت ستنقله الأجيال بعضها عن بعض»، قبل أن يوضح أنه يتم التعامل مع الملكية «على الأسس الشرعية المبنية على الولاء والمناصرة والمناصحة الثابتة والشجاعة المؤدبة التي لا يتطرق إليها أي شك وأي توجس».
وشدد ابن كيران على القول: إن حزبه «ساهم في مسار الإصلاح وقام بإصلاحات يعترف بها القاصي والداني، والداخل والخارج، ومن أراد أن ينكرها فلينكرها ونحن لا نبالي به»، مضيفا أنه «على أبناء حزب العدالة والتنمية أن يعلموا أن الإصلاح لم يتم، وأن الإصلاح مجهود مستمر على كل حال، ونحن نريد أن ينتشر في بلادنا الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، وأن يصبح للمواطن كرامة».
وأضاف ابن كيران «صحيح نحن في حاجة إلى بنيات تحتية، من مدارس ومستشفيات وجامعات وطرق وغيرها، لكن المهم أن ترجع للمواطن كرامته ويشعر أنه مهما كان، سواء كان بدويا أو حضريا، غنيا أو فقيرا، أن يشعر في بلده بأنه مكرم، وأن الدولة تخدمه وتشعر بأنها تتشرف بخدمته، لا لأن لديه مالا أو قريبا في السلطة أو غير ذلك»، وما دام هذا الهدف لم يتحقق، يضيف رئيس الحكومة السابق: «فإنه يمكن أن نصبر على الطرق والمدارس، لكن لا يمكن أن نصبر على الكرامة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.