التحالف يستهدف معسكر خالد بن الوليد

انتهاكات الحوثي وصالح في إب تجاوزت المائة خلال شهر

التحالف يستهدف معسكر خالد بن الوليد
TT

التحالف يستهدف معسكر خالد بن الوليد

التحالف يستهدف معسكر خالد بن الوليد

كثف تحالف دعم الشرعية في اليمن من غاراته على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مختلف المناطق بمحافظة تعز، الريف والمدينة.
وأفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن طائرات التحالف استهدفت تجمعات ومواقع الانقلابيين بما فيها تجمعات في معسكر خالد بن الوليد بمديرية موزع، ودبابة متمركزة أسفل جبل علقة بمديرية المعافر، ومواقع أخرى في منطقة يختل، شمال مديرية المخا القريبة من مضيق باب المندب.
جاء ذلك في الوقت الذي شهدت الجبهة الغربية، أمس، مواجهات متقطعة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في الجبهة الشرقية، مع تصعيد لهذه الأخيرة بالقصف على الأحياء السكنية شرق وغرب المدينة، من مواقع تمركزها في جبل أومان بالحوبان والعدنة أعلى تبة الجعشة والمخبز الآلي بجولة القصر، بحسب ما أكده شهود محليون.
وبحسب مصادر طبية، فقد أكدت سقوط جرحى مدنيين بينهم 3 أطفال بشظايا قذيفة أطلقتها الميلشيات الانقلابية على حي شعب الدبا ، شرقا.
وتواصل الميليشيات الانقلابية شن هجماتها العنيفة على مواقع الجيش الوطني التي تم تحريرها حديثا في شرق المدينة، وبشكل أخص شن هجماتها على القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، مصحوبة بالقصف العنيف على الجيش الوطني، وفسرت مصادر عسكرية ميدانية ذلك بأنه «محاولة حوثية لإعاقة تقدم الجيش نحو معسكر الأمن الخاص، والتقدم والسيطرة على مدرسة محمد علي عثمان، الثكنة العسكرية المهمة لهم بعد خسارتهم الجمهورية».
قائد اللواء 22 ميكا العميد صادق سرحان، قال إن «قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها في الجبهة الشرقية حسب خطة عسكرية مدروسة لتحرير محافظة تعز بالكامل من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وأن قوات الجيش الوطني باللواء 22 ميكا تحكم سيطرتها الكاملة على معسكر التشريفات والقصر الجمهوري»، طبقا لما نقل عنه موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت».
وأكد أن القوات أصبحت على «مقربة من معسكر قوات الأمن الخاصة»، لافتا أنه «بعد السيطرة عليه سيتم الزحف باتجاه منطقة الحوبان آخر معاقل الميليشيا الانقلابية شرق المدينة، لقطع الإمدادات العسكرية القادمة من صنعاء إلى تعز»، منوها بأن هذه الميليشيات أصيبت بـ«إحباط بعد تقدم قوات الجيش الوطني حتى وصل ذلك الإحباط إلى ظهور الخلافات بين الأفراد وقياداتهم وكان الأفراد يتركون المواقع ويفرون مما جعل من قياداتهم يستحدثون نقاطا لمنعهم والدفع بتعزيزات كبيرة من أجل رفع معنوياتهم».
وبالانتقال إلى مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، صعدت المقاومة التهامية من عملياتها العسكرية ضد مواقع وتجمعات ودوريات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في المدنية.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن عناصر من المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، استهدفت أحد مسلحي الانقلابيين بسلاح شخصي عندما كان يستقل دراجته النارية في خط الكدن بمديرية الضحى وسقط قتيلا على الفور، إضافة إلى هجومين آخرين، الأول هجوم على نقطة تفتيش في دوار المطاحن بمدينة الحديدة وقتل أحد الانقلابيين، وآخر في شارع زايد بالقرب من كلية الآداب.
كما استهدفت المقاومة التهامية اثنين من عناصر الميليشيات الانقلابية بالرصاص الحي وهما يستقلان سيارة في شارع صنعاء ما أسفر عن إصابتهم بإصابات بليغة.
من جهة أخرى، كشف تقرير صادر عن وحدة الرصد بالمركز الإعلامي للمقاومة الشعبية في محافظة إب، عن ارتكاب الميليشيات الانقلابية لما نحو 101 جريمة وانتهاك في المحافظة خلال شهر مايو (أيار) الماضي، تنوعت بين جرائم قتل واختطاف وتفجير منازل واقتحام مؤسسات واعتداء وغيرها.
وبحسب التقرير، فإن الميليشيات الانقلابية ارتكبت «32 جريمة قتل وإصابة توزعت بين 20 قتيلا، بينهم 6 أطفال، وامرأة، و12 جريحا، و33 جريمة اختطاف، وجريمة تفجير منزل، و11 جريمة مداهمات واقتحامات لمنازل ومؤسسات، إلى جانب 10 جرائم اعتداء، و5 جرائم نهب، وحادثتي سطو مسلح على ممتلكات عامة وخاصة، و7جرائم أخرى».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».